السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

مستثمر يحقق ملايين الدولارات بسبب انهيار بورصة إم تي غوكس

مستثمر يحقق ملايين الدولارات بسبب انهيار بورصة إم تي غوكس

لم يكن لدى توماس برازيل في عام 2017 اهتمام كبير بالبيتكوين، ولكن بصفته مستثمراً، لم يستطع مقاومة انهيار بورصة العملات المشفرة «إم تي غوكس»، لذا اشترى برازيل نحو 4000 بيتكوين من المطالبات من زبائن «غوكس» باستخدام مليون دولار جمعها من مكتب العائلة.

كان المستخدمون السابقون للبورصة ينتظرون استرداد أموالهم بعد عملية اختراق لنحو 850 ألف عملة بيتكوين أفلست البورصةَ التي تتخذ من طوكيو مقرَّاً لها عام 2014.

والآن مع توقُّع بدء دفع المستحقات، من المرجَّح أن يعود استثمار برازيل عليه بنحو 18 مرة بفضل ارتفاع سعر البيتكوين منذ أن اشترى المطالبات، فبعد أن أدَّى انخفاضٌ بقيمة تريليوني دولار في الأصول الرقمية إلى إسقاط بعضٍ من أبرز مستثمري العملات المشفرة، بدأ برازيل مجدَّداً في رحلة البحث عن الصفقات.

بدأ انهيار «غوكس» مع انتشار حالات الإفلاس للشركات الأخرى، ولكن من بين المسائل المحيرة للقضاة ما إذا كان يجب على العملاء استرداد أموالهم بقيم ثابتة بالدولار أو بالعملات الرمزية، حيث أفاد إيلي وورينكلين، محامي إعادة الهيكلة في «ديبيفويس آند بليمبتون»، بأنَّ «لا شيء في قانون الإفلاس يتحدَّث عن الأصول المشفَّرة، لذا من المرجَّح أن تقارن الأطرافُ ومحاكمُ الإفلاس العديدَ من قضايا التشفير الجديدة بالمبادئ القانونية الحالية».

يظلُّ التشفير أمراً حديثاً في محاكم الولايات المتحدة، فعندما تفشل الوساطة المنظمة، تُفصل أصول العملاء ويؤمَّن عليها، ولكن وفقاً لشروط حساب المكاسب ذات العائد المرتفع لدى شركة «سيليسيوس» التي كانت تحتفظ بنحو 4.2 مليار دولار في أوائل يوليو، كان العملاء يحوِّلون عملاتهم الرقمية إلى الشركة ويمنحونها السيطرة الكاملة لإقراضها، أي أنَّ هؤلاء المودِعين يمكن أن يكونوا الآن دائنين غير آمنين يتزاحمون من أجل الحصول على حصة في شركة لديها فجوة في ميزانيتها العمومية تبلغ 1.19 مليار دولار.

بعد أن تقدَّمت «سلزيوس» بطلب لإعلان الإفلاس رسمياً، انتعشت أسعار البيتكوين في البداية بنسبة تصل إلى 30%، في حين ارتفعت عملة الإيثيريوم بنسبة 60%، ولكن ما إذا كانت الشركة ستجني أياً من هذه المكاسب لا يزال أمراً غير محدَّد، رغم أنَّها أعربت عن نيتها رؤية العملاء يستحوذون على أي جانب إيجابي.

وعادة، إذا تقرَّر أنَّ اﻷصول تعود إلى شركة «سيلسيوس»، فإنَّ مبالغ المطالبة هذه تُحدَّد بالدولار، وفقاً لوكالة «بلومبيرغ».

ومع ذلك، يمكن للعملاء أن يجادلوا بأنَّ العملات المشفرة أشبه بالسلع أو الأوراق المالية التي تُقيَّم في وقت بيعها، وفقاً لفنسنت إنديليكاتو، شريك في شركة «بروكاور روز» المتخصصة في إعادة الهيكلة، لكنَّ الخوف من تفويت استرداد العملات المشفرة يدفع بعض المستخدمين إلى بيع مطالباتهم.

كان من الممكن أن تتدفَّق بقيةُ المكاسب غير المتوقَّعة إلى جيوب مالكي الأسهم، بمن فيهم المؤسِّس المُدان مارك كاربيليس، ولكن لتجنُّب ذلك، حُوِّلت القضية في عام 2018 من إجراءاتِ الإفلاس إلى إجراءٍ مدنيٍّ يسمح للمستخدمين بإعادة تقييم مطالباتهم واستعادة أموالهم في مزيج من العملات الورقية والرقمية.

يعني ذلك الآن أرباحاً طائلةً لأولئك الذين بدؤوا في رفع المطالبات بخصومات حادة، مثل برازيل وعملائه، حيث اشترى برازيل أوَّل مطالبة له بمبلغ 106333 دولاراً بنسبة 38% من القيمة الاسمية، وهي الآن تساوي أكثر من مليوني دولار، كما أنَّ شركة «فورترس إنفستمنت غروب» لإدارة الأصول والتابعة لـ «سوفت بانك»، اشترت بعض المطالبات.

ومن جهته يتوقَّع برازيل أن يبدأ الصرف أوائل عام 2023، لكنَّ هذه القضية لن يكون لها تأثير كبير على الموجة الجديدة من حالات الإفلاس في محاكم الولايات المتحدة، إلى جانب أنَّ بعض المستثمرين المحتملين يمتنعون حالياً عن اتخاذ أيِّ خطوات، كما ذكر برازيل أنّه يتحدّث إلى أصحاب مطالباتٍ ببضعةِ ملايين من الدولارات، لكنّه لم يعقد أيَّ صفقات جديدة حتى الآن.