السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

سيميوني يرفض التخلي عن فلسفته الدفاعية والخصوم يتهمونه بقتل المتعة

سيميوني يرفض التخلي عن فلسفته الدفاعية والخصوم يتهمونه بقتل المتعة
لم تجد صحيفة الباييس الإسبانية وصفاً لمباراة الكلاسيكو بين برشلونة وأتلتيكو مدريد أبلغ من نعتها بـ «الأفقر في الموسم»، في إشارة إلى عدم تقديم الفريقين المستوى الذي كانت تنتظره الجماهير، خصوصاً في ظل الأسلوب الدفاعي الذي اتبعته كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني.

وللمرة الأولى تخلو مباراة الفريقين من الأهداف في الشوط الأول، بل حتى الدقيقة (77) عندما أحرز أصحاب الأرض الهدف الأول قبل أن ينجح عثمان ديمبلي في تحقيق التعادل في الدقيقة (90)، فيما لم يتعرّض الثنائي أوبلاك وأندريه تير شتيغن، لأي اختبار حقيقي طوال زمن المباراة. وبدآ أفضل فريقين في إسبانيا في الوقت الحالي، مترددين في المخاطرة والاندفاع للهجوم، خصوصاً بعد سقوط ريال مدريد بثلاثية نظيفة في وقت سابق.

ما جعل المراقبين يشبّهون اللقاء بمباريات الشطرنج التي تخضع للكثير من الحسابات، على الرغم من العنف الذي اتسمت به في كثير من فتراتها.


ويعتقد الكثيرين أن الجهازين الفنيين سعيا للخروج بتلك النتيجة، وهو ما عززه تصريح المدير الفني لأتلتيكو مدريد، والذي أكد رضاه التام عن ما قدمه فريقه «كانت مباراة تكتيكية في المقام الأول، لا توجد بها أي فرص، لكن في النهاية أنا معجب بفريقي».


تكتيك

على الرغم من الانتقادات التي وجهت لسيميوني، لجهة عدم إيمانه بالفوز، لكن في الواقع أن المدرب الأرجنتيني كاد يخطف النقاط الثلاث، بل كان الفريق بالفعل على بُعد دقائق من الانتصار «من الذي لعب لتعادل؟ كما يدعي البعض كنا على بُعد أربع دقائق فقط من الفوز».

يستند منتقدو سيميوني إلى مبدأ أن أتلتيكو دائماً ما يحاول الخروج بأقل الخسائر أمام الفرق الكبرى وليس أمام برشلونة وحده، كما بين خافيير ماتالاناس الصحافي الداعم للنادي المدريدي «من المؤلم أن نشاهد أتلتيكو بتلك العقلية».

وعندما سُئل نجم وسط برشلونة الإسباني سيرجيو بوسكيتس عن أسلوب أتلتيكو مدريد، لم يتردد اللاعب في وصفه بغير الممتع على الإطلاق، فيما أكد زميله بالفريق جوردي ألبا امتلاك أتلتيكو مدريد مقدرات أكبر من ذلك، لو ابتعد عن الطريقة الدفاعية التي يلعب بها «كانوا حذرين جداً، أعتقد أن لديهم لاعبين قادرين على القيام بأكثر من ذلك».

وأعاد لقاء الفريقين الجدل المتكرر حول طريقة سيميوني الدفاعية، وما إذا كان من واجب المدرب تقديم المتعة الكروية على الأداء التكتيكي الذي يصر الأرجنتيني على اتباعه، على الرغم من إثبات جودته مع الفريق طوال سبعة مواسم.

فلسفة

يبدو أن الحديث عن الإمتاع الكروي لم يعد مجدياً مع فريق مثل أتلتيكو مدريد، وهو الأمر الذي يدركه سيميوني لجهة محاولته التأكيد على نجاعة أسلوبه «كرة القدم رائعة لأن هناك العديد من الأنماط والآراء المختلفة، فالجميع لديهم رأي، لكني أحترم جميع الاستراتيجيات وطرق اللعب، على الرغم من عدم احترام الناس لأسلوبنا وطريقتنا».

ولا تصادف خطط سيميوني في كثير من الأحيان هوى المتابعين، لكن العبرة دائماً بالنتائج، حسب نجم الفريق الفرنسي أنطوان غريزمان «نحن الفريق الوحيد في إسبانيا الذي يلعب بهذه الطريقة، وهنا تكمن قوتنا، لقد كسبنا بذلك سمعة كبيرة باعتبارنا فريقاً مزعجاً لأي خصم».

ولعل مبدأ أتلتيكو يقوم على إدخال الرعب في نفوس لاعبي الفريق المنافس، كما يظهر من الطريقة التي يحاول بها كوستا «إخافة» خصومه على سبيل المثال، ومع ذلك نادراً ما نشاهد مباراة مملة للفريق، ما يعني انفتاح الأرجنتيني هجومياً نوعاً ما، بدليل الحصيلة التهديفية الكبيرة التي جمعها الفريق حتى الآن.

شجاعة

يمكن للفريق الاستفادة من نصيحة جوردي ألبا بضرورة استثمار إمكانات اللاعبين بشكل أفضل، خصوصاً أن النادي استقطب أسماء بقدرات فنية عالية مثل توماس ليمار، فيما بلغ صافي إنفاقهم منذ 2014 نحو 141 مليون يورو، وهو مبلغ يفوق صرف ريال مدريد بـ 9.7 مليون يورو، لكنه لا يتجاوز برشلونة الذي يتفوق بواقع 400 مليون يورو.

وصحيح أن الفريق الملقب بالروخيبلانكوس تطور في العامين الأخيرين بشكل ملحوظ، لكن في نهاية المطاف عاد إلى عادته القديمة تحت قيادة الأرجنتيني، مثل استعادة المهاجم دييغو كوستا بوصفه الأنسب لخيارات الفريق الهجومية «أدعو كل الذين لا يعرفون أتلتيكو مدريد للنظر مرة أخرى لطريقة اللعب والهجوم المضاد والأسلوب الدفاعي الذي نتبعه».

وتابع «أولئك الذين يريدون التغيير يتعارضون مع تاريخ أتلتيكو مدريد، لكن هذا هو الروخيبلانكوس الذي يتحلى بالشجاعة، القوة، الهجمات المضادة والقدرة على المنافسة هذا هو الطريق الذي يقودنا إلى النجاح دائماً، وسنستمر على هذا النحو بغض النظر عما يقولون».

تساؤل

ربما توجب على المنتقدين الوقوف للتساؤل عما إذا كان الفريق سيكون أفضل إن حاول تغيير أسلوبه؟ فمن حيث التشكيلة لا يبدو هناك فرق كبير بينه وبين برشلونة باستثناء ليونيل مسي، لكن بالنظر إلى المشاكل التي واجهها الفريق الكتالوني هذا الموسم قد يشعر محبو الأتلتيكو بأن فريقهم قد فوّت الفرصة للتربع على صدارة الليغا.

ودفعت تلك الفرضية بعضهم إلى اتهام كتيبة سيميوني باللعب في كثير من الأحيان باعتبارهم فريقاً صغيراً لا يؤمن بإمكاناته في المنافسة على اللقب، كما ويصفهم المدير الفني لإيبار الإسباني خوسيه لويس مينديليبار «إنهم فريق كبير، لكنهم يلعبون مثل الصغار».

وإذا كانت المطالبة بمزيد من الألقاب، فيمكن القول إن أتلتيكو مدريد الذي يستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا لديه الفرصة للظفر باللقب الأوروبي على ملعبه (ميتروبوليتانو)، فلا يكفي فوزهم بالدوري أو الكأس على ملعب السنتياغو برنابيو، بل يجب التفكير في اللقب الأغلى بأوروبا.