الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عبقرية ساري تعيد اكتشاف مقدرات روس باركلي في وسط الملعب

عبقرية ساري تعيد اكتشاف مقدرات روس باركلي في وسط الملعب

6fc20bee88fb75c812650a802da253a6

عادة ما يتسبب تقلب الإدارات الفنية وغياب الاستقرار في الكثير من الصعوبات والإرباك في مسيرة أي لاعب كرة قدم في العالم، ناهيك عن الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعد البطولة الأقوى في عالم المستديرة، إذ يعني وصول مدرب جديد فلسفة مغايرة، إلى جانب قائمة من اللاعبين المرشحين للمغادرة وأخرى للقادمين الجدد، فضلاً عن ميزانيات الشراء يفرضها كل مدرب على إدارة النادي.

ومن المؤكد أن اللاعبين الشباب هم الأشد توتراً عند تغيير الإدارة الفنية، حيث الخوف من ارتكاب خطأ يمكن أن يؤثر في مكانتهم بالفريق أو يضعهم في خانة عدم الثقة لدى الجهاز الفني الجديد، والذي ربما يحاول إبعاد ورثة سلفه باستقطاب أسماء جديدة كلياً، قبل أن تكون النتيجة فريق مكدس بالنجوم وفاتورة أجور مرتفعة.

ويبدو الإنجليزي روس باركلي المنضم إلى تشيلسي في يناير الماضي ضمن تلك الفئة من اللاعبين التي استشعرت القلق مع البلوز عقب مغادرة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، خصوصاً أن اللاعب وصل بقيمة مالية متدنية، وبالكاد اعتمد عليه الإيطالي في عدد من المباريات المحلية، بينما تجاوزه الاختيار ضمن تشكيلة المنتخب الإنجليزي المشارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة، حيث تعود آخر مشاركة له بشعار الأسود الثلاثة لأكتوبر 2015.


تنافس


في الإطار ذاته، لا تبدو الحياة وردية على الإطلاق بالنسبة إلى مدرب تشيلسي الإنجليزي ماوريسيو ساري في ستامفورد بريدج، خصوصاً في ظل الشكوك التي تحوم حول رغبة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش بضخ المزيد من الأموال في النادي، لكن الإيطالي مع ذلك لم يظهر أي قلق حيال الأمر، بل أكد رغبته في تدعيم خط الوسط بوصفه أولوياته قصوى في المرحلة الحالية.

وعليه سرعان ما وصل جورجينهو من نابولي وماتيو كوفاتشيتش من ريال مدريد، لينضما إلى الفرنسي نغولو كانتي، ما جعل وسط ملعب تشيلسي واحداً من أقوى خطوط الوسط الأوروبية، بينما بدأ البعض يتساءل عن موقع باركي من كل ذلك؟ وجاءت الإجابة مباشرة من قِبل المدير الفني للفريق، الذي وعد بمنح كل اللاعبين فرصاً متساوية لتقديم أفضل ما لديهم، فكان باركي إلى جانب البرازيلي ديفيد لويز أكثر المستفيدين من فلسفة الإيطالي الجديدة ليشارك اللاعب في مباراتين قبل نهاية الموسم الماضي، ومع كثرة الإصابات وتراجع أداء بعض اللاعبين بدأ بأخذ دور أكبر بالفريق.

وإذا كان جورجينهو وكانتي قد شاركا في جميع مباريات تشيلسي من البداية في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن باركلي نافس كوفاسيتش على مقعده في وسط ملعب البلوز إلى جانب سيسك فابريغاس الذي أصبح ضحية في كثير من الأحيان ضمن خطة الإيطالي التي تعتمد على طريقة اللعب (3 - 3 - 4).

موهبة

صحيح أن ساري يستحق التقدير على إيمانه باللاعب الذي يستحق بدوره الإطراء على اجتهاده، فليس من السهل لأي لاعب التكيف بتلك السرعة مع المطالب الإيطالية القاسية، وهو ما جعل سارى يصفه بلاعب الوسط الكامل عقب الفوز على بيرنلي برباعية في الجولة العاشرة، مشيراً إلى عدم تشكيكه في القدرات الفنية للاعب، مؤكداً إعجابه بالتطور الكبير الذي حدث في أدائه، خصوصاً من الناحية الدفاعية.

ودفع تألق باركلي مع البلوز المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت إلى اختياره ضمن المجموعة المشاركة في مواجهة كرواتيا ضمن دوري الأمم الأوروبية، ثم في مواجهة إسبانيا، ما كان يعني عودة اللاعب لمساره الطبيعي مع منتخب بلاده.

ويرى بعض المراقبين أن موهبة باركلي المبكرة هي السبب في إيقاف مسيرة اللاعب نوعاً ما في البداية، وفقاً لنظرية المدرب الإنجليزي بول غاسقوني الذي وصف النجم الإنجليزي في سنوات تكوينه الأولى بالموهوب جداً لعدم حاجته سوى للقليل من التحسين عن طريق الممارسة والتدريب فقط، ما أنتج فجوة في مسار تطوره بالجلوس على مقاعد البدلاء.

توظيف

عانى باركلي المشكلة ذاتها في إيفرتون، حيث لم يرغب المدربون في عرقلة موهبته من خلال التدريب الزائد، لكن في الواقع كان اللاعب بحاجة إلى توجيه وإدارة دقيقة، وهو ما تحقق له تحت قيادة ساري لينعكس مباشرة على مردوده داخل أرضية الملعب.

ولا ينفي اللاعب نفسه تلك الفرضية، بل يؤكد أنه وجد المكان والمدرب المناسبين ليعلن نفسه بقوة «أعتقد أنه إذا كان لديّ هذا النوع من النهج في التدريب عندما كنت أصغر سناً، فربما كنت سأتحسّن أكثر من الآن، لا شك في أن هذا هو المكان الذي يجب أن أكون فيه».

طموح

يقدّم صاحب الـ 24 عاماً، أفضل ما عنده عندما يشعر بأن لديه الفرصة كاملة، ما يضعه دائماً في منافسة مع البيئة المحيطة به مثل تجربته في إيفرتون، حيث كان ينظر إليه باستمرار بوصفه النجم القادم بقوة، لذا، من المؤكد أن الوضع أكثر تنافسية في تشيلسي والمنتخب الإنجليزي.

وقد يشعر باركلي بأنه لاعب مخضرم بخبرة واسعة في الدوري الإنجليزي الممتاز بواقع ثمانية مواسم وأكثر من 160 مباراة، فضلاً عن تجاوزه للعديد من الصعوبات والنكسات في مسيرته، إلا أنه مع ذلك لا يتفوق على نجم توتنهام الإنجليزي، هاري كين.

ويمكن القول أيضاً إن الإنجليزي وعبر التزامه والحظ الجيد الذي بدأ يبتسم له أخيراً في وجود المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، يسير في الطريق الصحيح لتحقيق طموحاته، وهو ما لم يكن متوافراً له قبل ستة أشهر فقط مع البلوز.