الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

يونايتد يحلم بالتعاقد مع بوكيتينو والريال أكبر المنافسين

يونايتد يحلم بالتعاقد مع بوكيتينو والريال أكبر المنافسين
بات المدير الفني الحالي لتوتنهام الإنجليزي ماوريسيو بوكيتينو محط أنظار الكثيرين في أروقة مانشستر يونايتد، بوصفه الرجل المناسب لخلافة البرتغالي جوزيه مورينيو على مقعد المدير الفني للفريق الذي يشغله الآن النرويجي أولي جونار سولسكاير بشكل مؤقت.

ويعد الأرجنتيني المرشح الأبرز أكثر مما كان عليه في 2016 عندما جرى اختياره ضمن القائمة المحتملة لقيادة الفريق، قبل أن تستعين إدارة النادي بالمدرب المخضرم لويس فان غال، ويطغى بعدها مجدداً اسم بوكيتينو على السطح بعد رحيل الهولندي، غير أن خلو سجله من الألقاب جعل الكفة تميل إلى البرتغالي جوزيه مورينيو لعدم رغبة القائمين على أمر النادي في المخاطرة.

وإن كان النادي الإنجليزي قد أخطأ قبل موسمين في عدم الاستعانة بالأرجنتيني، فإن الفرصة مواتية أمامه الآن لتصحيح ذلك الخطأ، حتى ولو كلفه الأمر 40 مليون جنيه إسترليني قيمة الشرط الجزائي في عقد بوكيتينو مع توتنهام، خصوصاً أن المدرب سيضحي بفريق أكثر استقراراً وآمن بقدراته ووثق به.


في المقابل، من المؤكد أن الأرجنتيني سيكون في موقف لا يحسد عليه، للاختيار بين الاستمرار مع النادي الذي بات يشكل مشروعه الكبير والبحث عن مغامرة جديدة في وقت لم يهدأ الحديث بعد عن اهتمام ريال مدريد بخدماته.


قلق

لعل الكثيرين نصحوا المدرب الشاب بعدم الانتقال لريال مدريد على الرغم من السحر الكبير الذي يمثله تدريب الملكي، لجهة ارتفاع سقف الطموحات لدى النادي الإسباني والسمعة التي يتمتع بها في البطولات الأوروبية، وهو الأمر ذاته الذي يقلق محبي الأرجنتيني حال توليه قيادة مانشستر يونايتد.

ومن السهل الجزم بأن أياً من المدربين الثلاثة الدائمين الذين قادوا الشياطين الحمر في الفترة الأخيرة لم يكونوا مناسبين للشياطين الحمر، فلكل منهم له عيوبه التي تضخمت في نادٍ يعد الأكبر في إنجلترا، لكن من ناحية أخرى لا يمكن الحكم على يونايتد الآن مقارنة بأمجاده في الماضي القريب والتي صنعت تحت قيادة شخص واحد لا يزال الجميع يبحث عمن يعيد أمجاده.

مع انضمام مورينيو إلى ديفيد مويس وفان غال اللذين يمثلان قائمة الفشل الفنية في إدارة الشياطين الحمر وصعود مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا وعودة ليفربول القوية على يد يورغن كلوب، فليس من الصعب أن نفهم رغبة يونايتد في الاستعانة ببوكيتينو بأي ثمن بوصفه الوحيد القادر على منح الفريق الثقة للعودة للمنافسة على الألقاب.

صبر

تطورت كرة القدم كثيراً في إنجلترا، وبات الجميع يملك الموارد اللازمة، فلن يستطيع مانشستر يونايتد بعد الآن التغلب على عزيمة السيتي أو طموح الليفر أو رغبة الأندية الرائدة في لندن، لكنه إذا أراد لمديره الجديد أن يصيب النجاح ذاته الذي حققه بوكيتينو مع توتنهام، فعليه أن يكون عادلاً في منح الرجل القدر الكافي من الوقت وعدم الرضوخ لضغوط الإعلام حال عدم ظهوره بالمستوى المنتظر.

وسيكون من الخطأ أن يتوقع البعض من الوافد الجديد محاكاة ما حققه السير أليكس فيرغسون على سبيل المثال لأن الأمر ببساطة غير واقعي، فالدوري الإنجليزي الحالي لن يسمح لأحد الآن بفرض سيطرته على المنافسة والتفوق على الآخرين بشكل دائم كما لم يعد يونايتد كنسخة 1986.

وإن كان السيتي يبدو مؤهلاً للهيمنة على البطولة مستقبلاً مع احترام ما يقدمه ليفربول في الموسم الجاري، فإن الأمر يعتمد على بقاء غوارديولا على رأس الجهاز الفني للسماوي، الذي ذهب بعيداً في بناء فريق يكتسح العالم بأسره في مقبل الأعوام.

استنساخ

بالعودة إلى الوراء قليلاً، فقد كان من المنطقي لأرسنال تعيين الفرنسي آرسن فينغر بسبب معرفته الواسعة بكرة القدم الأوروبية، ما سمح لهم بالاستفادة من سوق الانتقالات والوصول إلى ما لا يستطيع الآخرون الوصول إليه، ومن ثم بناء فريق غير قابل للإيقاف، تجلى في المجموعة الفائزة بلقب الدوري الإنجليزي دون هزيمة في 2004.

وعن الانتقال إلى تشيلسي، يلحظ الجميع أن مورينيو كان مناسباً للنادي كذلك في دورته الأولى، لأن صرخته التكتيكية وقتها جاءت لتصحح سنوات من عدم الثبات الفني بالنسبة للبلوز.

والآن لا يجد البعض سوى الانحناء احتراماً لما يفعله الألماني يورغن كلوب، والتأثير الكبير الذي أحدثه داخل ليفربول من حيث طريقة اللعب واستقطاب اللاعبين المناسبين، الأمر الذي انعكس مباشرة على النتائج.

ومن ذلك، لا يزال يونايتد بحاجة إلى خطوة أكثر ذكاء في الوقت الجاري، وليس محاولة استنساخ فيرغسون، كما حدث مع مورينيو الذي يغادر الآن دون أن يضيف شيئاً جديداً لمسيرته التي بدأت تتأثر كثيراً.

مهمة

تتمثل مهمة المدير الجديد في إعادة بناء النادي من جديد، فعلى الرغم من امتلاكهم المال للإنفاق، لم يعد يونايتد في الوقت الحاضر الوجهة الجاذبة لعدد من النجوم، وإن كان نجاح الفرنسي زين الدين زيدان في دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات على التوالي يؤهله للقيام بهذه المهمة، أو إنجاز أنطونيو كونتي تشيلسي، فالأولى لجونار سولسكيير أن يضع نفسه في قلب التحدي.

ويملك سولسكاير العديد من النقاط في مصلحته كارتباطه بالنادي واستعداده للبقاء لأطول فترة ممكنة إذا ما جرت الأمور كما يشتهي، وهو ما أراده فيرغسون في المقام الأول، ومع ذلك فإن بوكيتينو يظل أحد الخيارات المثيرة، بخبرته الكبيرة في البريميرليغ ودوري أبطال أوروبا، لكن السؤال الأهم، هل لا يزال يملك الرغبة لبداية مشروع كبير آخر بعد توتنهام ووايت هارت لين الجديد؟.بول ويلسون ـ مانشستر