الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

رياضيون: أسباب ندرة المدربين العرب في كأس آسيا غير مقنعةاثنان فقط في 11 منتخباً ..

قبل انطلاق بطولة كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الإمارات حالياً، بدأ الجميع يتحدث عن الفرصة التاريخية للمنتخبات العربية للظفر بلقب البطولة، وذلك نسبة لوجود 11 منتخباً عربياً، وهو أمر أسهم فيه قرار الاتحاد الآسيوي بزيادة منتخبات البطولة للمرة الأولى إلى 24 منتخباً.

وفي السياق ذاته، بدا لافتاً للنظر عدم وجود مدربين وطنيين أو عرب بشكل عام مع تلك المنتخبات، التي استعان عشرة منها بمدربين من أمريكا الجنوبية وأوروبا، إذ كان الاستثناء الوحيد هو المنتخب الفلسطيني الذي يدربه الجزائري نور الدين ولد علي، قبل أن يلحق به السوري فجر إبراهيم بعد أن حل مكان المدرب الألماني بيرند شتانغه الذي تمت إقالته لسوء النتائج مع نسور قاسيون.

وأثار اخفتاء المدرب العربي عن المشهد حيرة الكثيرين، على الرغم من جدواه الفنية الكبيرة في الكثير من الأوقات، لجهة جودة التواصل بينه وبين اللاعبين إلى جانب إحساسه الأكبر بالمسؤولية.


وما بين التساؤلات والواقعية التي بدأت تتحلى بها إدارة المنتخبات العربية، حيث عصر الاحتراف الكروي والتدريبي، يغوص الرياضي العالمي في الظاهرة، مستطلعاً بعض المحللين.


غراب: لا بد من قوانين وتشريعات تمنح الفرصة للمدرب المحلي

أرجع المحلل الفني محمد مطر غراب غياب المدرب العربي عن الوجود على رأس الإدارة الفنية للمنتخبات العربية المشاركة في بطولة كأس آسيا لضعف تأهيله وغياب دعم الاتحادات الوطنية العربية للمدرب الوطني، موضحاً أن الدعم يتمثل في أشكال عدة، منها منحه الثقة اللازمة وتوليته مسؤولية منتخبات المراحل العمرية.

وأضاف «حتى إن حصد المدرب العربي شهادات التدريب العالية، لا يجد الأبواب مشرعة للممارسة، والتدريب من العلوم التي لا تكفي فيها الشهادات، فالتطبيق والممارسة مهمان للغاية للمدرب في تطوير أدواته الخاصة ومهاراته وعلومه».

وشدد غراب على أهمية سن تشريعات وقوانين تُلزم الأندية في مرحلتي المحترفين والهواة بالاستعانة بالمدرب الوطني في هذه البلدان العربية «مثلما لدينا في الإمارات قوانين تُحدد عدد الأجانب في دوري الخليج العربي أو دوري الهواة، وقوانين أخرى لتنظيم قيد اللاعبين من أبناء المواطنات وأبناء المقيمين وحملة المراسيم، فلا بد من وجود تشريعات توفر الحماية للمدرب المواطن، بإلزام أندية المحترفين والهواة بالاستعانة بعدد محدد من المدربين المواطنين على رأس الأجهزة الفنية لفرق المراحل المختلفة وفي الفريق الأول».

وتابع «هذا الأمر يوفر للمدرب الوطني فرصة الممارسة والتأهيل واكتساب الخبرات، على ألا تنحصر الاستعانة بالمدرب المواطن في منصب المدير الفني فقط، بل يجب أن تشمل كل المجالات التدريبية مثل الإعداد الفني والبدني والغذائي وغيرها».

وأشار غراب إلى أهمية أن تشتمل تشريعات حماية المدرب على قوانين تؤكد الاعتراف بها على اعتبارها مهنة بإدخالها في النظام المعاشي بعد التقاعد، مبيناً «تبقى أهمية وضع قاعدة بيانات للأطقم التدريبية تخدم عملية التخطيط والتنفيذ السليم للقوانين بخطط عشرية ونصف قرنية تراعي التطور في كرة القدم».

وأكمل «كرة القدم أصبحت صناعة تدخل في المجال الاقتصادي بإسهامها في در الأموال لخزائن الدول، حالها حال الصناعات الأخرى التي تساعد الاقتصاد من خلال الأموال التي تُدار فيها بيعاً وشراء للاعبين، فالدول العربية تدير كرة القدم بعقلية وأسلوب الهواة بينما تمارس الاحتراف وهذا أمر غريب».

باروت: نمتلك الكثيرين أمثال شحاتة .. وعدم الثقة الإدارية سبب الغياب

أكد المدرب الوطني عيد باروت أن غياب المدرب الوطني مع المنتخبات العربية سببه عدم عثور الأخير على الفرصة والثقة من قبل إدارات المنتخبات في البلدان العربية، مشيراً إلى نماذج عدة برهنت على قدرات المدرب العربي وقوته.

وأضاف «في الدول العربية توجد أعداد معتبرة من المدربين المتميزين، ولكن أغلبيتهم الساحقة بلا عمل لأنهم بضاعة غير مطلوبة في العديد من الدول العربية رغم مؤهلاتهم العالية وقدراتهم الكبيرة ومهاراتهم».

وراهن باروت على أن المدرب الوطني أفضل وأكثر نجاحاً من المدرب الأجنبي إذا مُنح الفرصة والثقة بتكليفه بتدريب الفرق في المراحل العمرية المختلفة، «هنالك نموذج المدرب المصري حسن شحاتة الذي فاز مع منتخب مصر بلقب ثلاث نسخ متتالية من بطولة كأس أمم أفريقيا، ولدينا في دولة الإمارات المدرب مهدي علي أنجح المدربين المواطنين مع الأبيض وهو نموذج للمدرب المواطن العصامي والقوي والمتمكن في أدواته، وحقق الكثير مع منتخب الإمارات وصعب المهمة على كل من يأتي بعده».

خريبين: المدرب الوطني أفضل للمنتخبات العربية

من جانبه، تأسف مهاجم المنتخب السوري عمر خريبين عقب نهاية مباراة منتخب بلاده التي خسرها على يد منتخب أستراليا 2 - 3 وخسر معها رهان بطولة كأس آسيا، مكتفياً برصيد نقطة وحيدة حققها من تعادله مع المنتخب الفلسطيني، مشيراً إلى أن أسباباً عدة أوقفت الحُلم السوري في مرحلة المجموعات، أهمها تباطؤ اتحاد كرة القدم في بلاده في اتخاذ قرار إقالة المدرب الألماني شتانغه وتكليف فجر إبراهيم.

وأضاف خريبين «الفرق بين شتانغه والمدرب السوري فجر إبراهيم هو الفرق ما بين الصفر والـ 100، وكم شعرنا بالندم أن إبراهيم لم يستلم الإدارة الفنية في وقت مبكر من البطولة قبل فوات الأوان، لأنه أعاد الحياة لنسور قاسيون فحلقت عالياً أمام أستراليا ولم يشفع ذلك لتأهلنا لأننا نتأخر دائماً».