السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العواني: المنشآت الرياضية والمتطوعــــــــــــــــون والجماهير أبرز إيجابيات آسيا 2019

أمل إسماعيل ـ أبوظبي

أكد عارف العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي مدير بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم بالإمارات أن تكلفة تنظيم بطولة كأس آسيا 2019 بلغت مليار درهم إماراتي.

واعتبر العواني الإرث الحقيقي من كأس آسيا هو المنشآت الرياضية التي تم إنشاؤها وأيضاً التي تم تجهيزها وتطويرها.


كما اعتبر العواني خلال مقابلة مع عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين المتابعين للبطولة أمس في أبوظبي، أن الإرث الأكبر هو وجود الآلاف من الشباب المواطنين والمقيمين من أكثر من 70 جنسية بالبطولة، والذين كسبوا الخبرة وسينقلون ما تعلموه إلى المسابقات المحلية وأنديتهم.


تقييم

يشيد العواني بمشاركة 24 فريقاً ويؤكد «البطولة كانت مفيدة فنياً ومن أبرز المسابقات على المستوى الفني، شاهدنا ارتفاع مستوى عدد من الفرق والتقارب في المستويات».

وأضاف «أتمنى أن تقام بمشاركة 24 منتخباً لكنني أطالب باختصارها من خلال إلغاء دور الستة عشر الذي أراه بلا فائدة، حيث يمكن أن يتأهل متصدرو المجموعات الستة مع أفضل فريقين يحتلان المركز الثاني في هذه المجموعات، ليكون الدور الثاني هو دور الثمانية، وهو ما سيكون دافعاً إضافياً للفرق لبذل مزيد من الجهد».

وأوضح : «لا بد أيضاً من أن تكون القوانين واللوائح في البطولة أكثر وضوحاً، مثلما هو الحال في بطولات الاتحاد الدولي بدلاً من عملية الارتباك لتحديد المتأهلين حتى وصل الأمر للتأهل من خلال البطاقات الصفراء والحمراء». ويشير العواني إلى أن إلغاء دور الستة عشر سيخفف بالتأكيد من العبء الواقع على المنظمين حيث يشهد هذا الدور ثماني مباريات.

سعادة

أعرب مدير البطولة عن سعادته بحجم الحضور الجماهيري الذي اجتاز الـ 600 ألف مشجع في 50 مباراة أقيمت قبل المباراة النهائية، وأوضح «كان هدفنا حضور عدد أكبر، ولكن هذا الحضور في المدرجات كان جيداً بالطبع، وبالتأكيد نشعر بالسعادة».

وأكد العواني أن 3500 تذكرة في كل مباراة تكون من نصيب الرعاة وتوزع عليهم قبل بداية البطولة، ولكن الرعاة يختارون بالطبع مباراة أو اثنتين للحضور ولا يحضرون كل المباريات.

وأوضح : «ليس صحيحاً أن البعض اشترى التذاكر ولم يحضر لتظهر بعض المدرجات خالية، البطولة حظيت بدعم إعلامي ودعم على وسائل التواصل الاجتماعي، هناك بعض التغريدات غير الصحيحة على وسائل التواصل الاجتماعي وتؤخذ على أنها تصريحات ولكنها غير صحيحة، وكثير من الاجتهادات كانت خاطئة».

دروس مستفادة

أشار العواني إلى أن هناك عناصر كثيرة مستفادة من تنظيم بطولتي مونديال الأندية وكأس آسيا «ليست دروساً بقدر كونها إرثاً كبيراً، لدينا الآن مجموعة كبيرة من الملاعب الجاهزة تم تطويرها وتجديدها على أعلى مستوى لتستوعب بطولات أكبر، وهناك أيضاً ملاعب تدريب عديدة (نحو 25 ملعباً)، ما ساهم في أن يختار كل منتخب في البطولة الملعب الذي يناسبه ليتدرب عليه».

وأضاف «هناك جهات استفادت من تطوير الملاعب استعداداً للبطولة، ومنها نادي أصحاب الهمم في العين وجامعة نيويورك وملاعب في مدينة زايد الرياضية وغيرها».

وأضاف: «المهم بالنسبة لنا كان تجهيز ملاعب على أعلى مستوى سواء للمباريات أو التدريب وتوفير أماكن متميزة لإقامة الفرق ومراكز صحافية للإعلاميين على أعلى مستوى. كما استفدنا من اكتساب المتطوعين والعاملين في البطولة لخبرات كبيرة سينقلونها لأنديتهم وللمسابقات المحلية».

تكلفة

وعن تصريحاته السابقة بأن عائدات البطولة ستتجاوز مليار درهم التي أنفقت على الاستضافة، قال العواني: «تكلفة الاستضافة تشمل إنشاء استادي هزاع بن زايد وآل مكتوم خصيصاً للمشاركة في استضافة فعاليات البطولة وتطوير ثلاثة ملاعب أخرى وهي استاد الشارقة واستاد آل نهيان واستاد راشد إضافة إلى تجديد الاستادات الأخرى وملاعب التدريب».

وأضاف: «هدفنا أن تتجاوز العائدات حجم التكاليف بالطبع وهو ما سنتعرف عليه من خلال التقرير المالي والاقتصادي الذي سيصدر في غضون ثلاثة أشهر عقب انتهاء البطولة. لدينا أرقام مبشرة بالفعل حيث وصلت نسبة الإشغال في بعض المدن في أوقات المباريات نحو 95 في المئة».

غياب «الفار»

وعن بدء تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) في البطولة بداية من دور الثمانية فقط، قال العواني: «هذا القرار كان للاتحاد الآسيوي وليس من اختصاص المنظمين. ورأيي الشخصي هو أنه كان من الضروري تطبيق هذه التقنية من أول مباراة في البطولة».

ورفض العواني التطرق لمدى تأثير غياب هذه التقنية في دور المجموعات ودور الستة عشر، مشيراً إلى أنها أمور فنية فيما يعني هو بالأمور التنظيمية.

وأكد: «نعمل باستمرار بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي وهناك حاجة للتطوير في كل البطولات مثل دوري أبطال آسيا، وتقنية الفار من بين الأمور التي تدخل في نطاق التطوير الحتمي».

وأضاف «مهما ذكر من أعذار ومبررات مالية فإنها غير صحيحة لأننا نطبقها على مستوى ست مباريات في نفس اليوم بالدوري الإماراتي. وفي البطولة الآسيوية توجد ثلاث مباريات فقط يومياً، والعملية تكون أسهل كثيراً مع وجود غرفة تحكم واحدة لجميع الملاعب».

انتقادات

وعن وجود بعض الانتقادات والشائعات التي كانت تهدف لإفشال البطولة والتقليل من جودة عملية التنظيم، أوضح العواني: «كل من تكلم وأعطى آراء وملاحظات للتصحيح أو علاج أي شيء بها، رحبنا بحديثه وبأفكاره. ومن تكلم بشكل سلبي لأغراض أخرى، سيكون الرد عليه الحوار معه داخلياً في وقت آخر بعيداً عن البطولة. ليس لدينا استعداد لجر ضيوفنا والمشاركين في البطولة إلى مثل هذا الحوار الجانبي».

وعن إبراز بعض وسائل الإعلام الأجنبية لأحداث مباراة المنتخب الإماراتي أمام نظيره القطري في المربع الذهبي للبطولة

قال العواني: «في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016 بفرنسا) تابعنا أحداث الشغب والعنف بين الجماهير الإنجليزية والروسية كما شاهدنا أخيراً نقل مباراة بوكا جونيورز وريفر بليت الأرجنتينيين في نهائي كأس ليبرتادوريس من قارة أمريكا الجنوبية إلى القارة الأوروبية. الأهم أن نتعامل مع الموقف بتجرد. كان من المفترض أن يشهر الحكم بطاقة صفراء في وجه الفريق القطري بسبب الاحتفال الاستفزازي من لاعبيه وهو ما تنص عليه اللوائح. لو أدى الحكم واجبه تجاه هذا الاستفزاز، ما وصلنا إلى هذا، والحقيقة أن التعامل من رجال الأمن كان مثالياً كما أن قطاعاً عريضاً من الجماهير استنكر هذا التصرف وحاول تهدئة الموقف».

ضغوط

استبعد العواني أن تكون الضغوطات الإعلامية أثرت في البطولة، موضحاً «هذا الضغط ليس مشكلة كبيرة، واجهنا تحديات وضغوط إعلامية ولكنها لم تكن مشكلة لنا في ظل اعتمادنا على لجنة إعلامية متميزة».

وأشار إلى وجود بعض الشائعات التي ترددت بشأن مسائل مختلفة، ولكن الواقع كان على عكس هذا، مثلما تردد أن التذاكر في مباراة الأردن وسوريا بيعت لفريق معين ولكن المدرجات أظهرت وجود جماهير الفريقين، وكذلك الشائعة التي ترددت عن منع بعض القنوات وهو ما أكد الواقع عدم حدوثه أيضاً.

وأشار: «البعض تحدث أيضاً عن حظر دخول تيفو معين لإحدى المباريات ولكن المشكلة كانت في بعض الكلمات الموجودة على اللافتة وهي أمور تتعلق بالأمن وليست تنظيمية، المنظمون لا يتدخلون في العمل الأمني الذي يتبع بروتوكولات معينة متفقاً عليها».

وأضاف: «تردد أيضاً أنه تم منع أجهزة من الدخول برفقة الجماهير، هذه الأجهزة هي مدفأة للطبول وهو أمر لا يمكن قبوله ولا يحدث حتى في بطولة الدوري المحلي لدينا والتي تتبع المعايير الدولية حتى فيما يتعلق باشتراطات مكبر الصوت الذي يسمح للجماهير باصطحابه، كيف يتم السماح بدخول مدفأة كهربائية إلى المدرجات وهو أمر ضد اشتراطات السلامة والأمن، هي تصرفات فردية ربما يكون الهدف منها الاستعراض والظهور».

تشديد وتضييق

استبعد العواني وجود تضييق وتشديد من بعض مسؤولي الاتحاد الآسيوي في مواجهة الإعلاميين، منوهاً بالتسهيلات التي وفرتها اللجنة المنظمة لعمل الإعلاميين والصحافيين «وصلتنا بعض هذه الملاحظات ولكنها قد تكون تصرفات فردية ناجمة عن اختلاف الثقافات، ولكن على المستوى العام كانت الملاحظات إيجابية».

وعما إذا كان الاتحاد الآسيوي حاول طمس نجاح البطولة على عكس ما كان يردده من إشادة دائمة ببطولة آستراليا 2015، أوضح العواني: «لا يمكن حدوث هذا لأن الأرقام تتحدث عن نفسها وهناك تغطية إعلامية متميزة للبطولة لا يمكن أن تخفي نجاح البطولة، ولا أريد تحميل المسألة أكبر من حجمها».

وأشاد العواني بالتعاون الواضح من داتو ويندسور الأمين العام للاتحاد الآسيوي وشين مان رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد، مشيراً إلى أن النجاح يصب في صالح الجميع.