السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

شيفرة سولاري لاجتياح البارسا في كامب نو

شيفرة سولاري لاجتياح البارسا في كامب نو
عندما غادر المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي يونيو الماضي بعد تسعة أعوام مليئة بالنجاحات والإنجازات مع ريال مدريد الإسباني، بدت جميع الأنظار موجهة على النجم الويليزي غاريث بيل ليكون خليفة الدون في ملعب سانتياغو برنابيو، خصوصاً بعد إحجام رئيس النادي فلورنتينو بيريز، وقتها، عن الإنفاق في الميركاتو.

وربما كان ترشيح غاريث بيل منطقياً وقتها، فهو صاحب مهارة وحساسية كبيرة تجاه شباك الخصوم، إضافة إلى كونه أحد ضحايا رونالدو في الريال بسبب سجنه من قبل المدرب زين الدين زيدان على الدكة، إلى جانب الأهم وهو ختامه للموسم الماضي بطريقة أفضل من رائعة بعد تسجيله هدفين في نهائي دوري الأبطال في مرمى ليفربول ليمنح الملكي تاجه الـ 13 والثالث توالياً في الشامبيونزليغ.

وما بين الرهان على النجم الويلزي والبداية الكارثية لموسم الريال مع المدرب جوليان لوبتيغي، اندثر حلم الجماهير الملكية برؤية بيل جديد بثوب الدون، لكن الآن، وبعد مرور سبعة أشهر على الرحيل، بدا المشهد مختلفاً للغاية، إذ فيما يبدو أن مسألة خلافة رونالدو حلت بشكل كامل، وتقدم لها المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة.


على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ظل اسم بنزيمة الأكثر تداولاً في أفق سانتياغو برنابيو المزدحم بالفرح والشكوك حول عودة الريال إلى سابق مستواه، وذلك بعد تألق غير مسبوق للفرنسي وعدد من الحرس القديم في الملكي بقيادة مودريتش وكروس وراموس وكاسميرو وكذلك الحارس كيلور نافاس.


ولم تكن سطوة بنزيمة على الأضواء من فراغ، وإنما جاءت بعد مستوى فوق العادة للنجم خوله تسجيل الكثير من الأهداف إلى جانب إلهامه لبقية زملائه وحضهم على تبديد آخر الشكوك حول إمكانية سقوط الفريق أمام أي خصم مهما كان حجمه.

وسجل بنزيمة في هذا الموسم حتى الآن ١٨ هدفاً في جميع المسابقات، عشرة منها في دوري الدرجة الأولى الإسباني (الليغا)، الذي لم يتجاوز فيه معدل أهدافه في النسخة الماضية معدل الخمسة أهداف في 32 مباراة خاضها بقميص الريال.

والآن، يتفوق بنزيمة على غاريث بيل المثقل بالإصابات المتلاحقة في الموسم الجاري بفارق ستة أهداف، إضافة إلى أنه خاض جميع المباريات مع الفريق في الموسم الحالي.

حالياً، وبعد كل هذه الإحصاءات ربما لن يختلف اثنان على أن بنزيمة هو الخليفة الشرعي لرونالدو في هجوم الريال، وأيضاً القائد الملهم للفريق نحو الانتصارات حالياً، لكن هذا الأمر لن يتأكد فعلياً إلا بعد تجاوز عقبة الغد وهزيمة برشلونة في كلاسيكو نصف نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب كامب نو.

وسيكون بنزيمة الخيار الأول لمدربه الأرجنتيني المؤقت سانتياغو سولاري، وصاحب الفضل في إعادته إلى التألق بفضل ثقته اللامحدودة فيه، إذ سيحمل آماله وتطلعات الجماهير الملكية، للثأر من الهزيمة الثقيلة في الليغا أكتوبر الماضي بخماسية مقابل هدف أمام العملاق الكاتالوني.

أسباب

مع الإطلالة الجديدة، التي تحمل عنوان التألق الدائم مع الريال، بدأ الكثيرون يتساءلون عن سرّ العودة القوية للنجم الفرنسي البالغ من العمر 31 عاماً، واستعادته لحاسة التهديف.

وللوهلة الأولى، تبرز على السطح بعض الأسباب الفنية داخل الريال، لكن يبدو من الصعب نسبة تألق بنزيمة الحالي لها دون إيراد أسباب أخرى متعلقة بما يدور في فلك اللاعب خارج المستطيل الأخضر.

وباستعراض سريع للأسباب الفنية، يتصدر المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري ذلك، لجهة ثقته الكبيرة في النجم الفرنسي من أصل جزائري منذ توليه تدريب الفريق في نهاية أكتوبر الماضي، وأيضاً خصه بتوجيهات خاصة خلال المباريات.

وعلق سولاري على تألق بنزيمة وإحرازه هدفين في مرمى إسبانيول في الأسبوع 21 من الليغا «بنزيمة دائماً جاهز ويؤدي بشكل قوي، كان يفتقد فقط الأهداف والآن عاد إليها بقوة».

أما الأمر الثاني، فيتمثل في الثنائية الجديدة بينه وبين البرازيلي الشاب فينسيوس جونيور، إذ بدا النجمان كمثال نجاح على امتزاج الخبرة بالدماء الجديدة.

ووجد بنزيمة ضالته في النجم البالغ من العمر 18 عاماً، والذي يتميز في اللعب من تمريرة واحدة، ليعوض بالتالي الفرنسي عن رحيل رونالدو.

وساعدت طريقة لعب بنزيمة على بروز هذه الثنائية، والتي علق عليها فينسيوس جونيور «من السهل جداً لأي لاعب أن يشكل ثنائياً مع بنزيمة».

ويتشكل الأمر الثالث في استفادته من سرعة النجم لوكاس فاسكيز وفتحت لثغرات عدة بين دفاعات الخصوم، وأيضاً إجادته اللعب السريع وعملية الاستلام والتسلم.

في الجانب الآخر، تبدو هنالك بعض الأسباب غير الفنية، والتي كان لها أيضاً دور كبير في النسخة الحالية لبنزيمة.

وعلى رأس تلك الأسباب، هي تركيز بنزيمة على الجانب البدني، إذ كان أبرز برامجه لاحتفاله بعيد ميلاده الـ 30 قبل انطلاق موسم 2016 ـ 2017 هو التدريب بشكل غير تقليدي، ولجأ في ذلك إلى مدرب اللياقة في الريال أنطونيو بينتوس، والذي منحه برنامجاً خاصاً لتقوية العضلات، كما شوهد بنزيمة لأكثر من مرة مرتدياً سترة إلكترونية تسهم في التخسيس وتقوية العضلات.

ونتيجة لكل ذلك فقد بنزيمة خمسة كيلوغرامات من وزنه، وهو الأمر الذي منحه مناعة ضد الإصابات المتلاحقة.

أمر آخر، ربما كان له مفعول السحر على بنزيمة وهو النضوج الكبير للنجم في الجانب الشخصي، إذ بات يعطي غالبية وقته خارج الملعب لأسرته، وتحديداً لطفليه مليا وإبراهيم، ويرجع البعض المسؤولية للنجم، الذي كان معروفاً عنه في السابق شغبه المستمر خارج الملعب، داخل بيته، إلى مسؤوليته وروحه الجديدة مع الريال.