الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

السباحة في الإمارات.. بنية تحتية تحوّل الهاوي إلى محترف

في اللحظة التي كان العالم يتابع بترقب مثير فعاليات بطولة العالم للسباحة التي استضافها مجمع الاتحاد أرينا في جزيرة ياس بأبوظبي، منتصف ديسمبر الماضي، طالع الاتحاد الدولي للسباحة «فينا» محبي الرياضة المائية حول العالم، بتقرير مطول، لم يتوقف فيه عن توزيع عبارات الإطراء لدولة الإمارات والمجمع الكبير في ياس على وجه الخصوص.

ومن أهم ما جاء في البيان المقصود، هو تصنيفه «مجمع الاتحاد أرينا» في ياس، كأفضل مجمع استضاف بطولة العالم للسباحة داخل الأحواض القصيرة، على مرّ تاريخها الذي تنقلت فيه عبر عدد كبير من أقطار العالم.

عبارات الثناء العظيمة تلك، وعلى الرغم من تعود الإمارات على نيل الكثير من أمثالها كلما استضافت حدثاً كبيراً، حتى باتت الإجادة التنظيمية غير المسبوقة ماركة مسجلة باسمها، فإنها بالمقابل أرسلت رسائل مهمة لكل من يرغب في الاستمتاع بمنشط السباحة، بأنك في مكان يمتلك بنية تحتية قادرة على تحويلك من شغفك الصغير ذاك إلى محترف يمكنه المنافسة على الميدالية في أكبر المحافل.


وإلى جانب البنية التحتية المخصصة للسباحة من مجمعات وأندية وأكاديميات، هناك الشواطئ الممتدة في جميع الإمارات السبع، والمزودة بإرشادات، ومنقذين؛ من أجل الحفاظ على سلامة الجميع، وأيضاً لتشجيع الجميع على الاستمتاع بأجمل شواطئ في العالم، من مواطنين ومقيمين وسياح.


اتحاد السباحة

وتأسس اتحاد الإمارات للسباحة عام 1974، وتم إشهاره لدى وزارة الشباب والرياضة بتاريخ 20 أغسطس من عام 1974، ويستمد مرجعيته من الاتحاد الدولي للسباحة (FINA) واللجنة الأولمبية الدولية.

وتماشياً مع تطور أنشطة الاتحاد، أُعيد إشهاره مرة ثانية، ليشمل الإشراف على السباحة وكرة الماء والغطس، وذلك بناءً على قرار رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رقم (36) لسنة 1990، بتاريخ 7 - 3 – 1990، ليصبح المسمى الجديد اتحاد الإمارات العربية المتحدة للسباحة وكرة الماء والغطس.

وألحق نشاط السباحة بالزعانف والإنقاذ إلى الاتحاد لدخولها ضمن الألعاب الأولمبية بدورتها الـ30 في عام 2012، وذلك بناءً على الإفادة الواردة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بالكتاب رقم 1730/د، بتاريخ الـ19 من أبريل 2009، بإضافة نشاط السباحة والإنقاذ للاتحاد.

ويشرف اتحاد السباحة على كافة الألعاب المائية في الدولة، ويديرها في حدود اختصاصاته طبقاً لقواعد ونظم ومبادئ الاتحاد الدولي للعبة، وينظم البطولات العالمية والإقليمية بالتعاون مع المجالس الرياضة، وذلك لعكس وجهة مشرقة عن سباحة الإمارات.

أسعار متفاوتة

وتتفاوت أسعار الاشتراك الشهري لأكاديميات السباحة من أكاديمية لأخرى، وذلك وفقاً للسياسات المالية المعتمدة من قبل كل أكاديمية، علماً بأن نشاط اللعبة في الأندية الرسمية الـ19 مجاني، وذلك بناءً على طلب الانتساب للنادي بفرق السباحة التابعة له.

وتبدأ أسعار الاشتراك الشهري في الأكاديميات بـ620 درهماً للشهر الواحد، و1575 درهماً للاشتراك لمدة 3 أشهر، بينما ترتفع قائمة الأسعار نسبياً من أكاديمية لأخرى.

ويشمل الاشتراك تواجد مدرب مختص في تعليم أساسيات السباحة، إذ يُلزم اتحاد السباحة الأكاديميات بتوفير مدربين مؤهلين للقيام بمهمة تدريب منسوبيها، خصوصاً الأطفال، حيث لا يسمح بتواجدهم وحدهم في المسبح من دون وجود مدرب يتابع نشاطهم، وذلك لتوفير أقصى درجات الحماية والسلامة لهم من الغرق.

وتوفر الأكاديميات مدربين محترفين لتدريب الأشخاص الذين يودون ممارسة السباحة بصورة احترافية وليست هواية أو رياضة، وذلك بناءً على تسعيرة تضعها إدارة كل أكاديمية، بناءً على عدد الدورات التدريبية التي يحتاجها الشخص المتدرب، والمدة الزمنية الكافية لتعليمه مهارات الغوص والسباحة بهدف المنافسة على البطولات والألقاب.

ديب دايف الأطول في العالم

وتتميز البنية التحتية الخاصة بنشاط السباحة في الإمارات بوجود العديد من المسابح الأولمبية المطابقة للمعايير والمواصفات الدولية، أبرزها مسابح مجمع حمدان بن محمد الرياضي، وصالة الاتحاد أرينا في جزيرة ياس، وكذلك يعد حوض ديب دايف دبي، أحدث إضافة إلى تجارب الرياضات المائية والمغامرات في إمارة دبي، ولا سيما أن دانة الدنيا تعد المكان المثالي لجميع عشاق الرياضات المائية.

وافتتح حوض السباحة الذي يبلغ عمقه 60.02 متر في يوليو 2021، بمنطقة ند الشبا في دبي، وقد أدرج اسمه في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأعمق حوض سباحة في العالم.

وإلى جانب عمقه الاستثنائي، يشمل الحوض (المدينة الغارقة) تحت الماء، حيث يستطيع الغطاسون استكشاف هذه المنطقة العصرية المذهلة والمستوحاة من مدينة أتلانتس، وتفاصيل أخرى.

ويتخذ المبنى شكل المحار، كما استوحى تصميمه من تراث دبي في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ ومن شجاعة الغواصين الإماراتيين.

ويضم ديب دايف دبي، أيضاً متجراً لبيع معدات الغوص والهدايا ومطعماً ومساحات لعقد الاجتماعات يمكن أن تستوعب عدداً يصل إلى 100 ضيف.

ويوفر المركز دورات تدريبية في الغطس الحر والغوص طوال العام، فضلاً عن تجارب بإدارة أشهر المحترفين الدوليين في الغوص.

وتندرج العروض ضمن ثلاث فئات، لتلبية متطلبات من يبلغون من العمر 10 أعوام وما فوق من جميع المستويات، بدءاً من المبتدئين وصولاً إلى المحترفين.

وتعنى فئة الاكتشاف بالأشخاص الراغبين في الغوص لمرة واحدة أو في التدرب والحصول على شهادة في الغطس.

ويمكن للجميع الاستفادة من فئة الغطس لاختبار تجارب استثنائية ضمن الحدود التي تسمح بها الشهادة التي حصلوا عليها، فيما توفر فئة التطوير تدريباً لتنمية المهارات والقدرات.

ويفتح حوض ديب دايف دبي، أبوابه من الأربعاء حتى الأحد من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 8 مساءً يمنح الزائرين اكتشافاً لعالم جديد تحت الماء.

كأس العالم للسباحة في أبوظبي

ودرجت الإمارات على استضافة العديد من الأحداث العالمية الخاصة في مجال السباحة، آخرها في ديسمبر الماضي بطولة كأس العالم للسباحة التي احتضنها جزيرة ياس في إمارة أبوظبي.

وشارك في المونديال أكثر من 1100 سباح مثلوا 183 دولة، في سباقات البطولة التي بلغ مجموع جوائزها 2.8 مليون دولار، وهو العدد الأكبر في مسيرة (فينا)، وأمام آلاف الحضور في الاتحاد أرينا وملايين المتابعين وراء الشاشات في 133 دولة، الذين شاهدوا خلال البطولة تسجيل 4 أرقام قياسية عالمية، و46 بطلاً متوجاً.

ونالت استضافة أبوظبي المميزة لمونديال السباحة، إشادة واسعة من قبل المنضمين للعبة بقيادة الاتحاد الدولي للسباحة، الذي أثنت قيادته على مستوى التنظيم المبهر الذي قدمته اللجنة المنظمة للبطولة.

وعن تلك النجاحات علق رئيس اتحاد السباحة الدولي حسين المسلم قائلاً: «تابعنا نخبة من السباحين الدوليين الذين أبهروا وأمتعوا العالم بأسره بمواهبهم وقدراتهم، ليشهد جمهور الاتحاد أرينا والعالم حدثاً يظل موجوداً في ذاكرة أسرة السباحة الدولية، باعتباره أكثر بطولات العالم للسباحة للمسافات القصيرة نجاحاً في مسيرة الاتحاد الدولي للسباحة، كما أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لدولة الإمارات للنجاح المبهر الذي حققته البطولة، أثبتت أبوظبي تميزها ومكانتها وقدرتها على استضافة كبرى الأحداث الرياضية العالمية».