السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ليروي سانيه: لا يلعب مثل البرغوث إلا ميسي

استبعد مدرب ألمانيا يواكيم لوف النجم الشاب ليروي سانيه من تشكيلة المانشافت المشاركة في مونديال 2018 في موسكو. وأدهش خيار مدرب المانشافت عالم كرة القدم أجمع لما عرف به سانيه من موهبة وبراعة خلال مشاركته مع كتيبة مانشستر سيتي الظافرة بقيادة المدرب غوارديولا. من جانبه، قدم بيب غوارديولا نصيحة الخبير للنجم الألماني الشاب «العب كما يلعب ميسي». والآن بعد أن غاب طويلاً خلال عطلة الصيف، يؤكد الجناح الألماني جهوزيته للعودة والتألق بعد أن تجاوز نكسة الغياب عن المونديال. كانت نصيحة مدرب مانشستر سيتي غوارديولا بسيطة وواضحة بعد نهاية التدريبات اليومية خريف 2016. نشأ سانيه وهو يعتبر ميسي مثله الأعلى، في واتينشيلد إحدى الضواحي المجهولة في مدينة بوخوم، ورحب سانيه بوصية مدربه ضاحكاً ومعلقاً «لا أحد يلعب مثل ميسي إلا ميسي نفسه». عندها وافق المدرب الكاتالوني، ثم شرح بهدوء ما يعنيه للشاب ذي الاثنين والعشرين عاماً، موضحاً أن على سانيه أن يعيش الحالة الذهنية نفسها لتلميذه السابق في صفوف برشلونة الإسباني، وما يتمتع به من حرية وإمتاع عند ممارسة الكرة. اقرأ أيضاً .. برشلونة يختطف فيدال من براثن إنتر ميلان تفهم سانيه وجهة نظر مدربه، وبالاستعانة بأشرطة الفيديو مع الخبير الذي جلس معه في تدريبات منفردة، وبالأفلام التي صممها لتطوير مستوى تمركز سانيه وأسلوبه في الركض، نجح في نفض الغبار الذي كان يحيط بالموهبة الشابة. وحتى يصل سانيه إلى المستوى الذي يأمله غوارديولا، يتبقى عليه أن يقوم بالنقلة السيكولوجية المطلوبة. ما نصح به غوارديولا نابع من خبير لاحظ بعض القصور في أداء سانيه عند وصوله إلى الثلث الأخير من الملعب، وهو ما عرقل تقدمه عندما كان لاعباً في صفوف فريق شالكة في البوندسليغا، إذ كان يتعثر في إنهاء الهجمة كما ينبغي، وهو ما يتقنه كبار نجوم اللعبة. من البوندسليغا إلى البريميرليغ يبرر سانيه التعثر الذي تعرض له بقوله: «الانتقال من البوندسليغا إلى البريميرليغ لم يكن سهلاً بالنسبة لي، أسلوب الكرة الإنجليزية أسرع وأقوى، أدهشتني الفرق الكبرى والأسماء اللامعة واللغة الجديدة. وبعد أن أمضى عدة أشهر بفانيلة السيتي، بدت الأمور تذهب إلى ما قاله المشككون، لكن اتفق الجميع على موهبة سانيه، ابن سليمان سانيه الدولي السنغالي السابق، والمهاجم الشهير في بطولة البوندسليغا مع فريقي واتينشيلد 09 وفريبورغ، أما والدته فهي ريجينا ويبر سانيه الفائزة ببرونزية الجمباز الإيقاعي لألمانيا الغربية في أولمبياد 1984 في لوس أنجلوس. وأجمع كل النقاد والمحللين تقريباً على أن سانيه يملك المقومات اللازمة بدنياً ليتحول إلى لاعب كرة قدم ناجح. كل ما في الأمر أن توقيت انتقاله إلى البريميرليغ جانبه التوفيق، حيث تم و هو ما زال في العشرين من عمره، فاعتبره النقاد أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة في معترك الكرة الإنجليزية. وقتها دفع مانشستر سيتي 50 مليون يورو ثمناً لخدماته صيف 2016، وسبق غوارديولا بطل الدوري الألماني بايرن ميونخ في الفوز بتوقيعه، ما أغضب رئيسه التنفيذي كارل هاينز رومينيغة الذي علق قائلاً: «على اللاعب الشاب أن يقرر ما إذا أراد التخطيط لمستقبله على أساس رياضي أو مادي، سانيه اختار المال». وكان البايرن على وشك التعاقد معه لولا رحيل غوارديولا لتولي تدريب السيتي في العام نفسه، فتوافرت لديه الإمكانات المادية ليسبق رومينيغة وفريقه البافاري. عن ذلك الخيار يعلق سانيه «عندما اتصل بي غوارديولا طالباً مني الانضمام إلى السيتي أدركت أنني راغب في اللعب تحت إدارته، لعبت ضد البايرن تحت إدارته عندما كنت لاعباً في صفوف شالكة، وتابعت مدى براعتهم إلى درجة يصعب اللعب ضدهم». اقرأ أيضاً .. الكالشيو يكشر عن أنيابه المالية ويعود إلى موقعه الطليعي في انتقالات اللاعبين السيتي صعب المراس اللعب في صفوف السيتي ليس باليسير كذلك، وفي البداية أشركه غوارديولا في فترات متباعدة، منوهاً بأن عليه أن يبذل جهداً إضافياً خلال التمارين من أجل أن يتقن خطط المدرب الكاتالوني المتقدمة، ولحسن حظ سانيه أن غوارديولا لم يكن مستعجلاً وعن ذلك يقول: «كان المدرب والفريق صبورين معي، ونصحني المدرب أن أعزز ثقتي بنفسي، وأحرر أسلوبي في التفكير». بالفعل التزم سانيه بنصيحة مدربه العبقري فتحسن الأداء والسرعة الفائقة، وانهالت الأهداف والتمريرات الحاسمة للزملاء، وكان أداء سانيه أحد أهم عوامل تفوق السيتي وتحقيقه بطولة البريميرليغ الموسم الماضي. تقدير عالمي لفت تألق سانيه مع السيتي انتباه كثير من وسائل الإعلام العالمية، أبرزها صحيفة الغارديان التي وصفت أداءه بأنه يحبس الأنفاس، وأضاف غوارديولا: «يتمتع ليروي بالمقدرة التي تجعله لاعباً دولياً»، وذهب إلى أبعد من ذلك فقارنه بالمايسترو الأبرز، الذي دربه من قبل مع برشلونة فقال «يشبه في سرعته وحسن مراوغاته في أضيق المجالات الأسطورة ميسي، أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وأنا واثق من مقدرته على تطوير نفسه بما يملكه من موهبة ومهارات». أسهم اهتمام غوارديولا الشهير بالتفاصيل في تحول لاعب الوسط المدافع إلى سوبر ستار، ويقر سانيه بذلك معلقاً «بفضله تطور مستواي كثيراً منذ أول يوم التحقت فيه بتشكيلته، علمني كيف ألعب كيف أتحرك في المساحات بالكرة ومن دون كرة، أعترف أن مقدرته على التطوير مبهرة، ومفيدة للاعب والفريق. هاري بوتر الألماني هذا هو الوصف الذي أطلقه عليه زميله رحيم ستيرلينغ عبر وسائط التواصل الاجتماعي العام الماضي، وكان بمناسبة ارتداء الألماني ملابس تشبه الزي المدرسي. وتبلور وصف ستيرلينغ على أرض الواقع، ليتحول سانيه إلى أحد تلاميذ السحرة في مدرسة غوارديولا «ساحر الكرة». كذلك سبق لمدرب المنتخب الألماني أن أبدى إعجابه بمواهب سانيه من قبل. ثم نسخ ذلك الرأي عندما تجاوزه خلال اختياره التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني المشاركة في مونديال 2018 في موسكو. قال لوف مشيداً بسانيه «لديه موهبة خاصة، مع اللياقة والسرعة مشفوعة بالذكاء وحسن التحرك»، وقال لوف ما قاله قبيل بطولة يورو 2016، بعد اللقاء الذي خسره المنتخب الألماني بهدفين نظيفين في نصف النهائي أمام المضيف فرنسا في مرسيليا. ومن بين جميع اللاعبين الشباب المتوقع تألقهم تحت إدارة لوف، لم يمارس أحدهم اللعبة على المستوى الرفيع نفسه الذي شارك به سانيه على ملعب الاتحاد الموسم الماضي. حديث الذكريات خلال الوقت الإضافي بدل الضائع في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، خاطب المدرب لوف لاعبه ماريو غوتزه، صاحب هدف الفوز، بعبارته الشهيرة «أثبت لميسي أنك افضل منه». وبعدها بأربعة أعوام فشل مدرب ألمانيا في ترجمة مقولة غوارديولا لسانيه على ملعب تدريبات السيتي «العب مثل ميسي»، فرفض إدراج اسمه ضمن قائمة عناصر منتخب المانشافت في كأس العالم بروسيا.