الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تعاقُد غوارديولا مع محرز يؤكد سعيه للكمال في الموسم الجديد

حلّق مانشستر سيتي بعيداً بلقب البريميرليغ الموسم الماضي، لكن مدرب الفريق بيب غوارديولا، يدرك تماماً أن عليه إكمال منظومة النجاح في الموسم الجديد، بتحقيق إنجاز دوري أبطال أوروبا. ولفهم كيفية عمل غوارديولا على مواصلة منظومة النجاح، والحفاظ على لقب البريميرليغ، جنباً إلى جنب مع إعادة دوزنة تشكيلة السيتي الظافرة، وتحويلها إلى منافس حقيقي على مسابقة دوري أبطال أوروبا، نلقي نظرة على تعاقده مع الجزائري رياض محرز قادماً من ليستر سيتي. أصل الحكاية رسم غوارديولا الموسم الماضي خطة محكمة، ونفذها بدقة كانت نتيجتها اكتساح بطولة الدوري الإنجليزي وختمها بصعود منصة التتويج ورفع لقب البريميرليغ. ليس هذا فحسب، بل حقق البطولة بفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه. وعلى الرغم من ذلك لم يكتف المدرب الإسباني المحنك، وأدرك غوارديولا الساعي دوماً إلى الكمال، ضرورة رفع مستوى التشكيلة المتألقة محلياً من أجل أن تكون مؤهلة لتحقيق التفوق أوروبياً، ولم يتناس إحباط دوري الأبطال الموسم الماضي أمام ليفربول الذي أخرجه من الدور ربع النهائي، أراد إضافة بُعد جديد للتشكيلة أمام الخصوم المحليين، وعلى رأسهم ليفربول، من ناحية، والاستعداد لمقارعة أبطال القارة الأوروبية بإضافة اللمسة الفنية المفقودة من ناحية أخرى. خطوة إلى الأمام كلّفت صفقة التعاقد مع محرز، خزينة السيتي 60 مليون جنيه إسترليني، (قابلة للزيادة لـ 75 مليون جنيه إسترليني)، حيث يعتبره غوارديولا مفتاح تحقيق بطولتي البريميرليغ ودوري الأبطال، وهي إشارة أخرى نحو سعيه المحموم نحو الكمال. واللاعب المهدد بفقدان مركزه بانضمام محرز هو رحيم ستيرلينغ، وذلك على الرغم من أن غوارديولا نجح في تحويله إلى مهاجم مخيف، أحرز ستيرلينغ 23 هدفاً كانت حاسمة في الفوز ببطولة الدوري الموسم المنصرم، ومع ذلك ما زال بحاجة لبذل المزيد لإقناع غوارديولا بنجاعته. مهمة غوارديولا موسم 2018 - 2019 واضحة وجلية أن يجعل من السيتي ثالث فريق يحقق الفوز بالبريميرليغ للمرة الثانية توالياً، ثم الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى. ويعتبر تقرير (أمازون) الوثائقي، أن غوارديولا هو المدرب الأقرب إلى العبقرية، ورجل المهمات المستحيلة. مخطط الإسباني يبدأ برسالته للاعبيه من داخل غرفة تبديل الملابس «أعدكم بالدفاع عنكم حتى آخر يوم في حياتكم خلال المؤتمرات الصحافية، أما هنا فلا أقول لكم إلا الحقيقة». وهو ما نفذه بحذافيره الموسم المنصرم، وكانت نتيجته اكتساح البريميرليغ برقم قياسي من النقاط، بلغ 100 نقطة، ومعها 32 فوزاً و106 أهداف. اقرأ أيضاً .. أرسنال أول ضحايا مانشستر سيتي في حملة الدفاع عن لقبه تحدي ليفربول إذا كان غوارديولا دعم خط هجومه بمحرز، فقد كشف ليفربول نقطة الضعف في تشكيلة السيتي، وهي الدفاع. هزمت كتيبة كلوب تشكيلة غوارديولا مرتين في مباراتي ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة (5 - 1)، كذلك فاز ليفربول على السيتي (4 - 3) ضمن البريميرليغ في يناير على ملعب أنفيلد. وخلال تلك المباريات اعتمد كلوب على أسلوب الضغط المكثف، ثم الهجوم المضاد الخاطف بواسطة كل من ساديو مانيه ومحمد صلاح ومعهم روبرتو فرمينيو، في استراتيجية لاحظتها بقية فرق البريميرليغ. غوندوغان البديل الأمثل يعتبر إلكاي غوندوغان لاعباً من طينة فيرناندينيو ذاتها، متى ما منحه المدرب المزيد من المشاركات، عندها يصبح قادراً على اللعب بديلاً لدافيد سيلفا ودي بروين متى ما أراد المدرب إراحتهما. أما دي بروين، فهو رمانة الفريق ومايسترو التشكيلة بأكملها، ومشارته واجبة منذ بداية المباراة. كذلك يفضّل المدرب إشراك دافيد سيلفا في جميع المباريات، على الرغم من أنه سوف يبلغ الـ 33 في يناير المقبل. هجوم ناري السيتي معروف بقوته الضاربة في الهجوم، في وجود برناردو سيلفا ورحيم ستيرلينغ معهما ليروي سانيه، والآن ينضم إلى الكتيبة رياض محرز لتدعيم البُعد الأوسع على الجانبين، كذلك يعتبر جيسوس خير من يلعب دور المهاجم الصريح رقم (9) على حساب الأرجنتيني أغويرو. والمحصلة النهائية لتشكيلة غوارديولا المثالية هي: إيدرسون، والكر، أوتامندي، كومباني، مندي، فيرناندينيو، محرز، دي بروين، سيلفا، سانيه وجيسوس. هذه القائمة تدلل على أن كتيبة السيتي متفوقة فيما يخص الخبرة، النوعية والعمق، يقودها أفضل مدرب في البريميرليغ. تخاذل بعض النجوم يتساءل النقاد، لماذا رفض عدد من النجوم البارزين الاستجابة إلى نداء غوارديولا الانضمام إلى كتيبة السيتي الظافرة، ومنهم فريد وجورجينهو، إضافة إلى التشيلي أليكيس سانشيز، الذي فضّل الانضمام إلى الغريم التقليدي مانشستر يونايتد. وكان السيتي قد رفض الخروج عن القانون الذي وضعه بخصوص الراتب المعين للاعب المعين. كما رفض تكسير مبدأ أن اللاعب يجب أن ينضم إلى كتيبة السيتي بعيداً عن أي وازع ما. لاعب آخر اهتزت ثقة غوارديولا بمقدراته، هو مهاجمه الأرجنتيني سيرغيو أغويرو، على الرغم من مساهمته اللافتة في الفوز بالبريميرليغ، بإحرازه 30 هدفاً الموسم الماضي. وعلى الرغم من ذلك يعتبر غوارديولا أن غابرييل جيسوس هو الخيار الأفضل. لكن مع الإصابة البالغة التي تعرض لها البرازيلي في الركبة، وأبعدته شهرين عن التشكيلة، كافح أغويرو جاهداً ليعود إلى صدارة الهدافين مجدداً. أحرز جيسوس 24 هدفاً خلال 38 مباراة للسيتي، وهو معدل ممتاز إذا وضعنا في الاعتبار تغيّبه بداعي الإصابة. اقرأ أيضاً .. رياضيو ألمانيا ينتقدون ميركل الخُلاصة مع انطلاق منافسات البريميرليغ يبدو السيتي ماسكاً بزمام الأمور، ومستعداً بقوة للدفاع عن لقب الدوري الذي حققه الموسم الماضي، مع الوضع في الاعتبار أن دوري أبطال أوروبا مطلب ملح بالنسبة للنادي ومدربه الفذ غوارديولا، الذي يخطط ليضع السيتي سادس نادٍ إنجليزي يتوّج بالبطولة الأوروبية المرموقة. الألعاب الهوائية أسلوب آخر لقهر خط دفاع السيتي هو الألعاب الهوائية، والمتهم الأول في هذا الخط هو نيكولاس أوتامندي، كان الدليل على ضعف أوتامندي هوائياً عندما فاز السيتي على يونايتد على ملعب أولد ترافورد، في ديسمبر الماضي، جاء هدف ماركوس راشفورد في الدقيقة (45) من المباراة بقفزة لم يحسن أوتامندي تقديرها، فوصلت إلى مهاجم يونايتد. معروف عدم إجادة أوتامندي للالتحامات الثنائية، ما دفع غوارديولا إلى التصريح «لست مدرباً لتعليم اللاعب كيفية الالتحام». وعلى الرغم من ذلك يبرع أوتامندي في تمريراته التي بلغت 3074 تمريرة في الدوري، لا يتفوق عليه سوى لاعب أرسنال غرانيت تشاكا، مقدرات أوتامندي التمريرية كانت حاسمة لخطط غوارديولا. اقرأ أيضاً .. ليون يستهل حملته في الدوري الفرنسي بالفوز على أميان بنجامين مندي التشكيك في مدى نجاعة دفاعات غوارديولا ربما ينسخها التعاقد مع بنجامين مندي، تعرض الفرنسي إلى إصابة مؤثرة في الركبة حرمته خمس مباريات الموسم الماضي، ثم عاد ليشارك بديلاً في ثلاثة مع نهاية الموسم. وإلى حين سقوطه مصاباً في مباراة كريستال بالس في سبتمبر، فتحت مساهمات مندي الهجومية وتمريراته العكسية المتقنة، جبهة جديدة لخطط غوارديولا الدفاعية والهجومية معاً، كما أن النجاح الذي تحقق في غياب مندي هو دليل على براعة غوارديولا التدريبية. الآن يتعجب الخصوم عن مدى خطورة السيتي بعد عودة مندي للتشكيلة. دفاع الموسم الجديد تتضح ملامح التشكيلة الأمثل لغوارديولا الموسم الجديد بوقوف الحارس الجديد إيدرسون بين الخشبات، وأمامه كايل والكر، أوتامندي، فنسنت كومباني ومندي، ويشارك جون ستونز عندما يرغب المدرب في اللاعب بثلاثة متوسطي دفاع. وإذا اعتبر الخصوم أن أوتامندي وكومباني متكرر الإصابات هما الحلقة الأضعف، فلن يكون قادراً على تجاوز لاعب الوسط المساك القادر على منافسة فيرناندينيو المبدع. وعلى الرغم من إعجاب غوارديولا بالبرازيلي، إلا أنه بلغ الـ 33، وأدرك المدرب تلك الحقيقة، وسعى لتعويضها بالتعاقد مع برازيلي آخر، هو فريد الأحمر، إلا أنه فضّل الانضمام إلى مانشستر يونايتد، كذلك فشل في التعاقد مع جورجينهو الذي التحق بكتيبة المدرب ساري مع تشيلسي، وهذا يعني أن غوارديولا فقد تعاقداً مهماً خلال نافذة الانتقالات الصيفية.