الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

حنكة العنبري والإدارة تمهدان عودة الملك إلى منصات التتويج

وضع المدرب الوطني عبد العزيز العنبري بصمته مع الشارقة في الجولتين الماضيتين لدوري الخليج العربي، ليقفز بالملك إلى مركز الوصيف في دوري الخليج العربي بالعلامة الكاملة حتى الآن، متساوياً في النقاط مع المتصدر الوحدة. ويعتبر التحول الأهم في مسيرة العنبري الأخيرة مع الشارقة، هو الانتقال من خانة مدرب الطوارئ إلى مدرب بكامل الصلاحيات وبعقد لمدة موسمين. وهو بذلك يتخطى سلبيات التعامل معه في السنوات الأخيرة، حيث كانت الإدارة الشرقاوية تستدعيه في أوقات الضرورة، ليأتي ملبياً نداء بيته الذي قضى معه أجمل أيام حياته الكروية كلاعب، والآن عاد ليكمل المشوار مدرباً صاحب قدرات فنية متميزة. ويتطلع العنبري إلى تأكيد ثقة إدارة نادي الشارقة في شخصه، بعدما وقعت معه عقداً يعد الأطول في مسيرته التدريبية لقيادة الفريق، ومنحته حرية التصرف الفنية لأول مرة، ليخطط لمسيرة الفريق منذ المعسكر الإعدادي ومروراً باختيارات اللاعبين الأجانب والمواطنين، وجميع الأمور المتعلقة بالفريق الأول التي أوكلت له حتى يكون مسؤولاً عن نتاج عمله بشكل مباشر.ولم يخيّب العنبري اختيار الإدارة الشرقاوية لشخصه، وتمكن من قيادة الفريق بصورة مختلفة عن المواسم السابقة في دوري الخليج العربي، مقدماً أفضل العروض أداءً ونتائج حتى الآن، بفوزه على الظفرة برباعية خارج الديار، وعاد ليحقق الانتصار العريض على ضيفه النصر في الجولة الثانية بسداسية، مقابل ثلاثة أهداف للمرة الأولى في تاريخ مواجهاته مع العميد. طموحات الجماهير وجدت النتيجة الكبيرة لفوز الملك صدى طيباً لدى جماهير الإمارة الباسمة، التي بدأت ترى فريقها يعود بثوبه الجديد مع العنبري، ما جعل سقف طموحاتها يرتفع، لا سيما أن فوزه الأخير وبتلك الغزارة من الأهداف، يعزز آمالها في الحلم بعودة الفريق لمنصات التتويج قريباً. ويضاعف من أهمية الانتصار أنه جاء على حساب أحد المنافسين والمرشحين للفوز بالدوري في الموسم الجاري، في ظل الاستقطابات التي أقدمت عليها إدارته، بتدعيم صفوفه بلاعبين مميزين في الميركاتو الصيفي. واحتفت الجماهير بأول «سوبر هاتريك» لمحترفها البرازيلي ويلتون، الذي وضعه على سباق الهدافين برصيد خمسة أهداف حتى الآن، ما يشير إلى أن المنافسة على لقب هداف الدوري ستكون مشتعلة جداً. ثقة في محلها يرى المحلل الرياضي رياض الذوادي أن ثقة إدارة الشارقة بقدرات العنبري جاءت في موضعها تماماً والمدرب أثبت ذلك، مشيراً إلى أن وجوده في السنوات الماضية كان عبارة عن حل مؤقت، ولكن تغيّر النظرة إليه والإيمان بقدراته والمراهنة عليه أمر رائع، خصوصاً أن العنبري الآن هو المدرب الوحيد الذي يرفع لواء المدربين الإماراتيين في دوري الخليج العربي، ويقدم مستويات مميزة مع الملك، ما يعزز الثقة بقدرة الكوادر الوطنية التي تحتاج للثقة وفتح المجال أمامها لتقود دفة العمل. وأوضح الذوادي «أن عودة الشارقة للمنافسة بقوة أسعدت الجميع، وأقنعتهم بإمكانية عودة الملك للصراع على الألقاب، كما كان في السابق، والأجمل أن عودته كانت بسواعد وطنية»، لافتاً إلى أن شخصية العنبري والكاريزما التي يتمتع بها، جعلته يدير الأمور بسلاسة وحنكة في القلعة الشرقاوية ما أثمر على صعيدي النتائج والأداء. تحضير جيد رأى الذوادي أن المعسكر التحضيري للفريق قبل بداية الموسم كان له الأثر الكبير في ظهور الفريق بالمستوى الحالي، ويوضح حجم الجهد والعمل الفني الذي بذله العنبري، واستوعبه اللاعبون وطبقوه في الجولتين الأولى والثانية للدوري، ونتمنى أن يستمر ذلك في بقية الجولات. وخلص المحلل الرياضي إلى أن الشارقة تفوق في اختيار الأجانب الذين يصنعون الفارق، بالتعاقد مع لاعبين مميزين نجحوا في تقديم الإضافة المطلوبة للفريق، ما يعني أن الشارقة على موعد مع موسم مميز في ظل الأجواء الإدارية المثالية التي توفرها إدارة النادي، بوضعها السوبرمان محسن مصبح على قمة شركة كرة القدم، بما يملك من خبرات سابقة تفيد الفريق وتضعه على المسار الصحيح. اتفق المحلل الفني واللاعب الدولي السابق ياسر سالم، مع الذوادي فيما ذهب إليه بأن العنبري حقق ما عجز عنه في السنوات السابقة، حيث كان يأتي في نهاية الموسم عادة، ولمعالجة أزمات تتعلق بإنقاذ الفريق من الهبوط، وسرعان ما ينجح في ذلك ويبقي الملك في المحترفين، وبعد ذلك تستغني الإدارة عن خدماته وتبدأ رحلة البحث عن بديله من الأجانب، الذين يفشلون في تحقيق ما يحققه العنبري من استقرار فني للفريق، وتحسين أدائه داخل أرضية الملعب. وأكمل «عودة العنبري في نهاية الموسم الماضي كانت محددة بإنقاذ الفريق، ونجح كالعادة فيما طلب منه، ولكن تحول نظرة إدارة الشارقة حول جهود العنبري هو الشيء الإيجابي، بمنحه الثقة اللازمة للعمل والتخطيط لمسار الفريق الأول، حتى يتسنى لنا تقييمه بشكل عادل ومنصف، والآن مشواره ناجح ومتفوق على الكثير من المدربين أصحاب الكفاءات الفنية العالية».