الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أخيراً .. ديمبيلي يثبت أحقيته بأموال برشلونة

جاهد النجم الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي طويلاً من أجل سد الثغرة التي خلّفها رحيل السليساو نيمار في موسمه الأول في كامب نو ضمن تشكيلة برشلونة الكاتالوني، أما الموسم الجاري فكانت بدايته نارية، أظهر خلالها موهبته وملامح من عبقريته الكروية. تعرض ديمبيلي لإصابة قال عنها المدرب فالفيردي إنها جاءت بسبب نقص الخبرة، ثم توالت إحباطات المدرب عندما شارك الفرنسي الشاب في أربع مباريات فقط ثم تعرض للإصابة نفسها فأبعدته شهراً هذه المرة. أمضى ديمبيلي فبراير الماضي ومستواه في صعود وهبوط مطّرد، خطوة إلى الأمام تليها خطوات إلى الوراء، وإن تخللتها بعض الومضات «الخجولة» التي تؤكد لماذا راهن برشلونة بشدة، وأنفق بسخاء من أجل الفوز بخدماته. من تلك الومضات هدف الجناح الذي اشتهر بلقب الناموسة (موسكيتو) من تصويبة صاروخية عبرت الحارس كورتوا إلى داخل الشباك، ضمنت الفوز بثلاثية نظيفة على ملعب كامب نو، وأمّنت عبور برشلونة إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. تألق آخر لنجم بروسيا دورتموند السابق، بواقع هدفين متأخرين في مرمى فياريال، أثبت بهما نجاعته التهديفية التي كان يرجوها مدربه فالفيردي، وبهذا الأداء المتطور أصبح منافساً خطيراً خلف كل من سواريز وميسي. لكن لسوء الحظ جاءت إنجازاته متأخرة بعض الشيء لإنقاذ المشوار الأوروبي للبارسا، أشركه المدرب في آخر خمس دقائق في المباراة التي اشتهرت بمسمى «إخفاق روما»، فرط البارسا في تقدمه بأربعة أهداف لهدف في الذهاب ليواجه محنة الخروج من المسابقة القارية من ربع النهائي. كوتينيو تحت المجهر خلال مذبحة إياب ربع نهائي لدوري الأبطال في العاصمة الإيطالية روما، تأخر البارسا بثلاثية مخيفة جعلت عشاق البلاوغرانا يتصارخون مطالبين بإشراك مهاجم قادر على رد الصاع لفريق روما، ومع ذلك رفض المدرب فالفيردي الانصياع ووضع ثقته بصاحب الرقم القياسي (السابق) في تسجيلات الميركاتو، بعد أن نسخ الوافد الجديد السليساو كوتينيو رقمه بواقع 160 مليون يورو في يناير. وقول النقاد إن انضمام فيليب كوتينيو إلى تشكيلة الفريق الكاتالوني كان واحداً من أسباب عدة لتمتع ديمبيلي ببداية أفضل بكثير خلال موسمه الثاني في كامب نو، منها أن بطاقة سعره تقلص تأثيرها في أداء الفرنسي بعد أن نسخها البرازيلي، أما السبب الآخر فكان الفوز بثنائية الدوري الإسباني ومسابقة كأس الملك، لتؤكد أن البارسا لم يعد مشتاقاً لنجمه الراحل نيمار، هذا الإنجاز منح ديمبيلي مساحة لتنفس الصعداء، مع إحساسه بأنه يلعب لإثبات ذاته، وليس لتعويض غياب نيمار. ويعلق المدرب فالفيردي على عودة الروح للمهاجم الشاب بقوله: «يبدو أكثر استرخاء الموسم الجديد وهو مرشح لتحقيق الكثير، الآن هو لاعب قادر على إزعاج وخلخلة دفاعات أي فريق ويتمتع بسرعة فائقة». إحباطات هددت بالرحيل تعرض ديمبيلي للكثير من الإحباط خلال فترة وجيزة، أمضى خلالها موسماً واحداً في أعلى مستوى مع فريق بروسيا دورتموند، وقبلها لفت الأنظار بأدائه المبهر في صفوف فريق رين الفرنسي. وبعد صيف مثير شهد فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم، لازم ديمبيلي دكة الاحتياط، بعد أداء متواضع في مرحلة المجموعات، وقتها فكر ديمبيلي في مغادرة برشلونة. أوردت الصحافة الإسبانية مسلسل محادثات ديمبيلي مع إدارة برشلونة، التي حصلت على توقيع جناح مبشر آخر، هو مالكوم من فريق بوردو الفرنسي. بعدها قرر فالفيردي منح الفرنسي فرصة المشاركة في كأس السوبر الإسباني أمام إشبيلية، وبالفعل كافأه ديمبيلي بإحراز هدف الفوز، محققاً أول بطولة في الموسم الجديد، كان الهدف الذي غيّر كل شيء. يقول فالفيردي على مساهمة ديمبيلي: «شارك بفاعلية وأحرز هدفاً، ومع تقدم المباراة تحسن أداؤه بشكل ملحوظ وهو شيء أسعدني». بعد تلك المباراة، تغيرت النغمة وتناسى الكل مسألة رحيله، وكذلك تلاشت الهمسات بشأن مستواه الاحترافي. في مباراة ألافيش، لعب برشلونة بطريقة 4 - 3 - 3، وشارك ديمبيلي في خانة الجناح الأيسر، تحول فالفيردي من طريقة 4 - 4 - 2 لمنح ديمبيلي فرصة المشاركة، في إشارة واضحة إلى أن الأمور تغيرت تماماً. وعلى الرغم من فشله في التهديف خلال الفوز بالثلاثة على الفريق الباسكي، شكل الشاب، ذو الـ 21 عاماً، تهديداً مستمراً من خانة الجناح الأيسر، وأكثرت الصحافة من مدحه. بعد ذلك قدم من العطاء ما لم يقدمه زميل آخر في مباراة الفوز على فريق بلد الوليد، وفي الوقت الذي ضاع فيه أداء بقية لاعبي البارسا فوق أرضية ملعب جوزيه زوريلا السيئة، كان ديمبيلي الوحيد القادر على تقديم اللمسة النهائية من كرة صاروخية من عرضية سيرجي روبرتو. كانت ثلاث نقاط لم يكن متوقعاً الحصول عليها لولا أداء ديمبيلي، أضيفت إلى إنجازه في كأس السوبر الإسباني. مجزرة هويسكا ضرب المهاجم الفرنسي خلال مجزرة فريق هويسكا التي أنهاها البارسا 8 - 2 مع الرأفة، وتألق حارس الفريق الصاعد، أكمل ديمبيلي ثلاثيته خلال أربع مباريات، ومعها قدم المهارة الديناميكية واستحالة توقع ما قد يفعله، فدمر دفاعات الخصم، وأصبح معروفاً أن المدافع الماهر بكلتا قدميه لا يمكنه الاسترخاء في ظل مشاركة الناموسة خوفاً من أن يتعرض للسعة قاتلة، أحرز أربعة من أهدافه السبعة لبرشلونة بالقدم اليسرى، وثلاثة باليمنى. أخيراً قدم ديمبيلي ما يتناسب واسمه وشهرته، ليعيد لبرشلونة بعضاً من الثمن الذي دفعه لقاء خدماته «145 مليون يورو».