الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فان ديك يعيد ترميم دفاع ليفربول ويرسم معالم طريق الألقاب إلى أنفيلد رود

ما أن وطأت قدما المدرب الألماني يورغن أرضية أنفيلد رود، معقل ليفربول الإنجليزي، في أكتوبر 2015، حتى بدأ في كتابة الوصفة السحرية لنهضة الفريق الملقب بـ «الريدز»، وهي مهمة تطلب إنجازها توظيف كل ما جادت عليه به الملاعب من خبرات، ليبقى ليفربول على موعد مع الوثبة تحت أيدي الفيلسوف الألماني وباني مجد بروسيا دورتموند الحديث. وربما لم يعاني كلوب كثيراً في اكتشاف العلة التي أقعدت ليفربول طوال الأعوام الأخيرة، إذ ظلت جماهير النادي العريق تئن بالشكوى من دفاع الفريق الأحمر المترهل، إلى جانب الكبوات المتلاحقة في حراسة المرمى، ليشرع المدرب البالغ من العمر 51 عاماً في إنجاز المهمة المنتظرة. وعلى الرغم من وضوح علل الفريق، فإن إرث المدرب الألماني التليد والمتعلق بمنح الفرصة للمواهب كافة في الفريق، أجّل استعانته بالصفقات الكبيرة، إذ أمضى موسمين ناجحين بالحرس القديم نفسه مع بعض التعاقدات المميزة وغير المكلفة (ساديو ماني ومحمد صلاح)، قبل أن يفتح خزائن النادي على مصراعيها في يناير الماضي من أجل تسجيل مدافع ساوثهامبتون فيرجيل فان ديك مقابل 75 مليون إسترليني. وأصبح النجم الهولندي أغلى مدافع في العالم بعد الصفقة الجدلية، قبل أن يعود كلوب إلى النهج ذاته في الميركاتو الصيفي الأخير ويتعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون بيكر من روما مقابل 65 ملوين إسترليني، ليصبح هو الآخر أغلى حارس مرمى في تاريخ الساحرة المستديرة. تألق لم يحتج المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك إلى الكثير من الوقت من أجل تخفيف الضغوط على المدرب يورغن كلوب وإثبات أحقيته بالمبلغ الضخم، إذ سرعان ما أعاد إلى الدفاع المهتز ثباته المفقود. وتجلى تألق فان ديك في الدور الكبير الذي لعبه في ظهور الريدز في نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ كان بطل مباراتي فريقه في نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، على الرغم من خطئه في جولة الإياب أمام جناح السيتي رحيم ستيرلينغ. وفي الموسم الجاري، سار فان ديك على النهج ذاته، ليقود كتيبة المدرب إلى تحقيق خمسة انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) الذي يتشارك ليفربول صدارته مع تشيلسي بالعلامة الكاملة برصيد 15 نقطة لكل فريق. ونجح فان ديك، البالغ من العمر 27 عاماً، في القتال بشراسة عن مرمى الريدز في البطولة الحالية، إذ لم تتلق شباك الحارس البرازيلي أليسون سوى هدفين فقط طوال المباريات الخمس، منها هدف يتحمله أليسون نفسه بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه في مباراة ليستر سيتي في الجولة قبل الماضية من البريميرليغ. أسباب مستوى فان ديك الثابت والمتطور حفّز النقاد على إطلاق الكثير من الصفات عليه، وعلى رأسها «الصلابة والقتالية وأنه يعد كابوساً للمهاجمين»، بيد أن صفة الهدوء ربما كانت الأكثر تداولاً فيما يتعلق بالجوهرة الهولندية الفريدة في دفاع الريدز. ويتفق فان ديك نفسه مع النقاد، مشيراً إلى أن الهدوء هو أحد أبرز أسلحته في المواجهات الكبيرة «لم أدخل أي مباراة مهما كانت أهميتها وأنا متوتر، بمجرد انطلاق المباراة أفكر في الاستمتاع بها»، هكذا علق فان ديك على تألقه الأخير للغارديان البريطانية. وأضاف «أسعى على الدوام إلى أن أكون أكثر هدوءاً، في بعض الأحيان يكون أكثر من اللازم للدرجة التي يمكن أن تقلق البعض، لكن بالنسبة إلي فالأمر ضروري للغاية، لا أخفي سراً أنني أعاني كثيراً بعد المباراة عند استرجاع أحداثها وحجم الضغط الذي كنا نتعرض له، لكن أرضية الملعب تحتاج إلى الهدوء على كل حال». وأردف «الهدوء والاستمتاع باللعب سلاحي، أخطط للعب حتى سن الـ 36 أو الـ 37، أعتقد أن الأمر يحتاج إلى ذلك». ثناء الثبات الكبير الذي منحه فان ديك لدفاع الريدز دفع الظهير الأيسر السابق لليفربول جون أرني ريزا إلى التغني بموهبته، مراهناً على الدور الكبير الذي سيلعبه المدافع الهولندي مع ليفربول في الموسم الجاري. وجاءت تصريحات النرويجي جون أرني ريزا عقب الأداء المميز لفان ديك مع كتيبة كلوب أمام توتنهام السبت الماضي، في معركة انتهت بفوز الريدز بهدفين مقابل هدف في الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز. وأبدى ريزا دهشته من التقارير الإحصائية لمواجهة توتنهام، والتي، في رأيه، ظلمت المدافع الصلب، إذ لم يحصل فان ديك سوى على نسبة 6.5 على أدائه في المباراة، مفضلة عليه زميله جو غوميز الذي حاز نسبة سبع من عشر درجات بعد مجهوده في إيقاف مهاجم السبيرز هاري كين. وأوضح ريزا في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «فان ديك أفضل متوسط دفاع في العالم، لقد أحدث فارقاً كبيراً منذ وصوله إلى الأنفيلد، يتميز بالهدوء، وإجادة الألعاب الهوائية». وأضاف «أفضل ما يمكن أن يقال عنه إنه قوي .. قوي للغاية، نعم ربما كان مبلغ انتقاله كبيراً، لكنني أعتقد أن أي نادٍ في العالم يرغب في أن يكون فان ديك أحد نجومه». في السياق ذاته، شدد نجم ليفربول السابق إيميل هيسكي على أن فان ديك هو بالتحديد الصفقة التي كان يفتقدها الريدز منذ اعتزال أسطورته جيمي كراغر. وأوضح هيسكي «منذ اعتزال كراغر، لم يجلب ليفربول أي لاعب مميز في الدفاع، إلا عندما سجل فان ديك، إنه أفضل خلف له». وبعيداً عن تألق فان ديك وتغني الخبراء ببراعته، تتنظر النجم الهولندي معركة نارية اليوم أمام الهجوم الناري لباريس سان جيرمان، وستكون آمال جامهير الريدز معقودة عليه بقوة من أجل إيقاف الثلاثي نيمار وكيليان مبابي وإديسون كافاني.