الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

محمدوف: تعرضت لضغوط كبيرة في المرحلة الأخيرة وأحتاج للراحة

أبدى المقاتل الروسي حبيب نور محمدوف سعادته باستعادته لقب بطولة (UFC) بعد فوزه على الأمريكي داستين بويريرو في ختام أسبوع أبوظبي للتحدي أمس الأول، وذلك وسط حضور كبير في صالة ذي أرينا بحلبة مرسى ياس بالعاصمة أبوظبي، مؤكداً أنه تدرب بقوة طوال الأشهر العشرة الماضية من أجل هذا اليوم.

واشتملت منافسات الألعاب القتالية في اليوم الختامي من أسبوع أبوظبي للتحدي على 13 مواجهة جمعت بين نخبة من المقاتلين والمقاتلات المصنفين على المستوى العالمي.

وحضرت جموع غفيرة من عشاق الألعاب القتالية النهائية النزالات المختلفة في صالة ذي أرينا التي تتسع لـ 15 ألف مشجع، تفاعلوا مع النزالات المثيرة التي نظمتها دائرة أبوظبي للثقافة والسياحة بالتعاون مع منظمة الألعاب القتالية النهائية، وكانت التذاكر نفدت من نافذة التوزيع الرئيسة وهي «تيكت ماستر» قبل يوم من النزال، وقد فاق سعر أقل تذكرة مبلغ 1450 درهماً.


وكان من اللافت حضور أعداد غفيرة من روسيا لمؤازرة البطل العالمي الشهير حبيب نور محمدوف الذي لم يخسر أي نزال احترافي في تاريخه، وتابع المنافسات الملايين حول العالم من عشاق الألعاب القتالية.


وتفوق محمدوف في الجولة الأولى لكن بويريرو تماسك في الثانية ثم استسلم في الثالثة وسط تشجيع جماهيري حماسي كبير.

وأوضح حبيب «إن كل ما حققته وأحققه من إنجازات هو بفضل والدي وأشقائي وأقربائي وأصدقائي الذين ترعرعت ونشأت معهم. الفنون القتالية المختلطة هي رياضة ترتكز على الاحترام المتبادل مع الخصوم، وقد تعرضت إلى ضغوطات شديدة مؤخراً وأحتاج فقط إلى قسط من الراحة لأرى الخطوة القادمة».

وأكمل «سعدت بالتواجد هنا في أبوظبي العاصمة الإماراتية والتي أعتبرها وبقية الإمارات أكثر بقاع الدنيا أمناً وأماناً، لذلك فأنا أزورها دائماً بسعادة كبيرة لأن أهلها يحبونني وأنا أبادلهم الشعور ذاته».

من جهته، قال بويريرو «لحظة صعبة في مسيرتي، كنت أنتظر أن أعززها بإنجاز استثنائي ولكنني بدلاً من ذلك خسرت رغم أنني كنت في قمة جاهزيتي، لم أتوتر أو أشعر بغياب التركيز إطلاقاً، وعلي الاستفادة من درس خسارتي اليوم من أجل تعزيز فرص النجاح في المستقبل».

وأضاف «أبوظبي مدينة جميلة والناس هنا رائعون، أعتقد أن (UFC) حظيت بمركز إقليمي جديد ورائع للترويج وإقامة بطولاتها، وهي مدينة عالمية تتمتع بإمكانات جيدة للغاية».

تهنئة

أشاد سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، بالنجاح اللافت الذي حققته بطولة أبوظبي «يو أف سي» التي استضافتها العاصمة أمس الأول وسط حضور كبير، وأثنى سموه على دعم القيادة الرشيدة التي وفرت البنية التحتية المميزة لاستضافة أكبر الأحداث العالمية حتى أصبحت أبوظبي عاصمة للرياضة العالمية في شتى المجالات.

وأوضح سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان «إن أبوظبي تحرص على إقامة الفعاليات العالمية التي تلبي تطلعات الجماهير في كل الرياضات والألعاب، ما يعزز مكانة العاصمة كوجهة سياحية عالمية في مختلف الأحداث».

وأضاف «إن رياضة الفنون القتالية باتت تجد رواجاً كبيراً في العالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، ومن هنا، فإن النجاح الذي سطرته أبوظبي في استضافة هذا الحدث العالمي الفريد من نوعه من شأنه أن يضفي المزيد من التقدم والتطور على صعيد رياضات الفنون القتالية في السنوات المقبلة».

ووجّه سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان التهنئة إلى البطل الروسي حبيب محمدوف على الفوز الكبير الذي سطره في أبوظبي، كما هنأ كافة الأبطال الذي نالوا تشجيعاً كبيراً من قبل الجماهير التي تواجدت بكثافة في هذا الحدث العالمي والفعاليات المصاحبة له.

تفاعل

تقاطر الناس من كل حدب وصوب من أنحاء العالم ليسجلوا حضورهم في ليلة النزالات الكبرى، وشكلوا حضوراً بهياً طوال الأسبوع العامر بالتحديات الرياضية المختلفة.

ونجحت هيئة أبوظبي للسياحة كثيراً بدمجها النزال القمة مع فعالية أسبوع أبوظبي للتحدي بهدف الترويج للعاصمة وللدولة ككل عبر الرياضة التي تجمع وتعزز وتعمق الروابط بين الشعوب، ورصدت الرؤية طيفاً واسعاً من الجنسيات والأعمار امتلأت بهم فنادق العاصمة أبوظبي، خاصة فنادق جزيرة ياس، حيث تفاعلت الجموع الحاضرة لأسبوع أبوظبي للتحدي مع البرامج الرياضية والثقافية التفاعلية طوال أسبوع لم تثنهم حرارة الطقس وارتفاع معدلات الرطوبة عن التفاعل وخوض غمار التحديات المختلفة.

وكان لتواجد أبطال النزالات العالميين بالمراكز التجارية المختلفة ضمن فعاليات الحماس والإثارة، أثره الإيجابي في توزيع الأعداد الهائلة من الناس على مواقع تلك الفعاليات، فظهر البطل هنري سيخودو مقدماً عروضاً قوية في «مول بوابة الشرق» في بني ياس حتى يظهر أحد الأبطال مقدماً عروضه الحماسية التشويقية في حلبة «دو فوروم»، وجوزيف جاستيلوم يقدم عروضه الجماهيرية في «مارينا مول» تزامناً مع المغربي عثمان الذي قدم عروضاً حماسية في «مول الوحدة» ، ثم ظهر جوزيف بينافيديز في «مول المشرف» ، وكان ظهور كل منهم استثماراً رائعاً جنت الإمارات ثماره اليانعة رياضياً وسياحياً.

مؤازرة المشجعين الروس

أعرب عدد من المشجعين الروس القادمين لمشاهدة الحدث ومساندة حبيب نور محمدوف من أجل استعادة لقبه عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد في أبوظبي، موضحين أنهم وجدوا ترحاباً وحفاوة بالغين من كل الناس.

وأفاد المشجع الروسي الداغستاني «موطن حبيب» مراد محمودوف أنهم رفاق البطل الكبير(من منطقته ذاتها) جاؤوا من أقصى البلاد لمؤازرة بطلهم، مؤكدين أن كل شيء وكل عنت يهون من أجل الوقوف خلف حبيب حتى تحقيق النصر واستعادة اللقب الغالي.

وأضاف مراد «سعدنا بزيارة أبوظبي التي وجدناها عاصمة رائعة تتميز بالسهولة في الحركة بوجود نظام مريح للمواصلات، ما مكننا من زيارة بعض المعالم المهمة، مثل مسجد الشيخ زايد الكبير وغيرها وجزيرة ياس هذه تكفي فهي رائعة وحافلة بالأنشطة الرياضية والثقافية».

من جانبه، أعرب الروسي شامل محمد عن تطلعهم لفوز بطلهم حبيب، وزاد «حبيب مصدر إلهام لهذا الجيل والأجيال القادمة ليس فقط على مستوى روسيا فحسب بل هو ملهم كل الشباب والصغار من كل أنحاء العالم بعزمه وقوة شخصيته وطموحه وإيمانه».

وأكمل «جميع الأبطال لديهم مشجعون جاؤوا لمؤازرتهم ولكن الجماهير الروسية هي الأكبر لأنها جاءت لمؤازرة حبيب ورفاقه شامل وإسلام وتاسينوف وزبير وعمر أحمدوف ومسلم صاليحوف، فهم أبطالنا الأشاوس ولا بد من الوقوف خلفهم حتى تحقيق النصر».

التعريف بالفنون القتالية

أشار البرازيلي إيدسون باربوزا، الذي خسر على يد الأمريكي بول فيلدر ضمن مسابقة الوزن الخفيف بإجماع الحكام بعدما قدما مباراة رائعة، إلى أن «استضافة أبوظبي عاصمة الجوجيتسو للرياضات القتالية المختلطة يعزز من فرص تطوير استراتيجية متكاملة تسهم في نشر الفنون القتالية المختلطة في منطقة الشرق الأوسط».

وأكمل: «أبوظبي تعكس نموذجاً رائعاً في التعريف بالفنون القتالية المختلطة في المجتمع خاصة للأطفال».

إلهام النشيد الوطني المغربي

وهزم الألماني الجنسية المغربي الأصل عثمان أزيتار منافسه الفنلندي تيمو باكلان بالضربة القاضية ضمن مسابقة الوزن المتوسط عندما سددها بيمناه على وجهه سقط على إثرها أرضاً واستدعى إسعافات أولية لينهض مجدداً وسط تحية الجماهير بنجاته.

وابتدر أزيتار بالسجود لله والتكبير، مقدماً الشكر لجميع من وقف معه ملك المغرب والجماهير الحاضرة على المدرجات.

وأضاف «ملكنا يهتم بنا ويرعانا ويقف خلفنا وهو أحد أهم الأسباب في تحقيق الفوز اليوم، لقد كانت ليلة رائعة بالفعل، أنا لا أسعى لحسم النزالات بالضربة القاضية عادة، وكنت مستعداً لنزال يمتد لـ 15 دقيقة، لقد ضغط علي بشكل لم أكن أتوقعه، لكنني كنت في كامل تركيزي، وأحسنت استغلال فرصة توجيه ضربة قاضية له، استعديت بشكل مكثف لهذه البطولة وتحقق لي ما هدفت إليه».

وكان أزيتار طلب إذاعة النشيد الوطني المغربي قبيل انطلاق المنافسة، وعندما أعيدت له الضربة القاضية التي سددها بيمناه على وجه ماكلان على الشاشة الداخلية صاح بأعلى صوته «ما شاء الله .. ألله أكبر».

زبير يخذل جماهيره

لم يقدم الشيشاني الروسي زبير توخوغوف المردود المتوقع أمام البريطاني ليرون ميرفي ضمن مسابقة وزن الريشة، فرغم التشجيع الداوي والمتواصل الذي تصدره رئيسه رمضان قديروف، لم يكن البطل الشيشاني في يومه، حيث أظهر البريطاني ميرفي تمرساً وتركيزاً أكبر وتجنب الانفعال الذي قضى على المخزون البدني لزبير وسهّل مهمة خصمه في استعادة زمام المبادرة سريعاً رغم البداية القوية للشيشاني زبير، فكان التعادل سيد الموقف.

وقال ميرفي بعد الإعلان عن النتيجة «لم يكن نزالاً سيئاً بالنسبة لي، ولكن كان يجب علي الظهور أفضل مما كان، سأستفيد من تجربتي وأخطائي في نزال اليوم في قادم مواجهاتي وأقربها في الولايات المتحدة مطلع العام المقبل». ورفض زبير التصريح بعد النزال بل تمكن بصعوبة من مصافحة الرئيس الشيشاني وغادر.

من جانب آخر، أرجع الصحافي الروسي في صحيفة «ف أيه أس أس» إيغور لازورين تراجع المستوى الفني للبطل الروسي زبير توخوغوف لإصابة تعرض لها على مستوى الركبة قبل نحو خمسة أيام أثناء التدريبات استعداداً للنزال، موضحاً أن تعادله مع البريطاني ليرون ميرفي غريب ولا يشبه مستواه الذي اعتاد الناس عليه.

وأضاف «رأيتم كيف كان ميرفي سعيداً بالتعادل مع زبير وهذا يعني أنه تفاجأ بمستوى الأخير أمامه».

وأثنى الصحافي الروسي بالعمل الكبير الذي قامت به أبوظبي لتنظيم البطولة بشكل رائع «نرجو أن يتكرر تنظيمها هنا للراحة التي حصلنا عليها طوال أسبوع من التحدي الرياضي والسعادة».