الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

منع التعاقد مع الحراس الأجانب يضعف دورينا.. محللون: رفع الاستثناء ضرورة

منع التعاقد مع الحراس الأجانب يضعف دورينا.. محللون: رفع الاستثناء ضرورة

من تدريبات حراس منتخب الإمارات. (الرؤية)

ظل عدم استقطاب الأندية لحراس المرمى الأجانب في دورينا علامة استفهام، وبالرغم من الاهتمام الكبير بالتعاقد مع الهدافين والمدافعين من الأجانب والمواطنين وصرف مبالغ طائلة على استقطابهم، يجد المتابع أن مركز حراسة المرمى الحلقة الأضعف في المنظومة الكروية نظراً لاستثنائه، ما أفقد الحراس المنافسة وتطوير مستوياتهم.

ورغم وجود أكثر من 6 حراس مرمى في قائمة أي ناد من الأندية الـ14 المحترفة، إلا أن المتميزين منهم يعدون على أصابع اليد؛ منهم حارس مرمى العين خالد عيسى، والجزيرة علي خصيف، وبني ياس فهد الضنحاني، والشارقة عادل الحوسني، وشباب الأهلي ماجد ناصر، وهذا أمر تؤكده الإحصاءات في الفترة الماضية.

وعند غياب أحد هؤلاء الحراس تتأثر الفرق والمنتخبات لانعدام المنافسة الحقيقية بين حراس الفريق الواحد، ووجود فوارق كبيرة بين الحارس الأساسي والثاني، وفي بعض الأندية قد يكون الحارس الأساسي نفسه غير كفء، مع وجود مهاجمين من العيار الثقيل لدى الخصوم، فيصبح هو الثغرة ويكبد الفريق خسائر، وبالتالي تتبدد أموال الأندية التي أنفقتها في تعاقداتها.


ضعف التكوين


يرى المحلل الفني محمد مطر غراب أن الاحتراف منظومة متكاملة لا تغييب فيها ولا تمييز بين مركز دفاع أو هجوم أو حراسة مرمى. وأشار إلى أن اعتماد الفرق على الحراس المواطنين مسألة بحاجة للمراجعة، موضحاً «أتاح التعاقد مع أجانب في خانة الهجوم فرصة جيدة لنجوم مثل علي مبخوت وأحمد خليل للتألق، لذلك يمكن أن ينطبق ذلك أيضاً على مركز حراسة المرمى، ما يوفر للمحليين فرصاً تنافسية مع الأجانب».

وشدد غراب على أهمية اختيار نوعية المشرفين والمدربين ومدى تأهيلهم لانتقاء العناصر المناسبة لحراسة المرمى، إضافة إلى البرامج الموجودة، لأن حارس المرمى يحتاج إلى بيئة ناجحة بدءاً من مرحلة التكوين في الأندية مروراً بالمنتخبات الصغيرة، مع التنسيق المستمر حتى يصل حراس المرمى إلى المستوى الأول والمنتخب الأول ويصبح تأهيلهم على مستوى دولي.

وحمّل المحلل الفني الأندية واتحاد الكرة تراجع مواهب حراس المرمى نتيجة ضعف التكوين في المراحل السنية سواء نوعية المسابقات أو قوتها، مشيراً إلى أن التقييم الرقمي على أرض الواقع في المراحل السنية غير موجود حتى نقارنه بالآخرين من الناحية النفسية أو البدنية أو الفنية للاعب، مشدداً على أهمية تقييم تلك العناصر في كل مرحلة إذا ما أردنا تطوير منتخباتنا.

أخطاء متكررة

أرجع مدرب حراس المنتخب الإماراتي سابقاً سمير شاكر قلة تميز حراس المرمى إلى عدم وجود قاعدة وأسس علمية لاختيار الفئات العمرية في الأندية، مشيراً إلى أن الأزمة ليست في العناصر بل في مدربي الحراس.

وطالب شاكر اللجان الفنية في الأندية بالتشديد على عملية اختيار مدربي الحراس ومنحهم فترة للاختبار كجزء من بنود عقد المدير الفني، موضحاً «بعض المدربين الجدد يفرضون طواقمهم الفنية على إدارات الأندية، بمن فيهم مدرب الحراس الذي غالباً ما يكون غير كفء وأهدافه مادية قبل أن تكون مهنية، ما ينعكس سلباً على مستوى الحارس».

وأشار إلى أن ضعف مدربي حراس المرمى يتمثل في أخطاء الحراس خلال المباريات وذلك يتكرر باستمرار، ما يبرهن أن المدرب ليس لديه كفاءة لمعالجة هذه الأخطاء أثناء التدريبات. وتابع «الاحتراف أصبح نقمة وليس نعمة، لأن اللاعبين همهم الملايين، فبات الأداء لا يوازي المبالغ التي يحصلون عليها، وافتقدوا عنصر المنافسة.

تجربة

تجربة الاتحاد السعودي لكرة القدم وسماح أنديته بالتعاقد مع حراس أجانب أفاد دوريهم وزاد من قوة منافسته، إلى جانب التطوير الذي خلقه بين الحراس المواطنين. وإذا كان هناك استثناء في دورينا فالأولى أن يكون للمهاجم الأجنبي حتى نصنع هدافين للمنتخب الأول.

حلول

يكمن حل أزمة حراس المرمى في فتح باب الاحتراف لديهم وعدم استثنائهم من منظومة الفريق لخلق مناخ تنافسي فيما بينهم حتى يطوروا مستوياتهم، كما فعل مهاجمونا أمثال علي مبخوت وراشد سيف ومحمد خلفان الذين زادت ثقتهم بأنفسهم وأصبحوا يقارعون الأجانب حتى وجدوا لهم موطئ قدم في تشكيلة المدرب، والحال سيكون على هذا المنوال إذا طُبق في مركز حراسة المرمى.