الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيف تستفيد أنديتنا من توقف الدوري؟

بعد قرار اتحاد الإمارات لكرة القدم وقف مسابقتي دوري الخليج العربي ودوري الرديف لمدة شهر، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كرونا المستجد، وجدت أندية دورينا نفسها أمام وضع جديد يحتاج إلى تدابير أخرى بالغة الأهمية، إذ باتت مطالبة بتحويل فترة التوقف لتكون إيجابية تخدمها بعد العودة حتى لا تتحول إلى راحة سلبية تنتج عنها مشكلات تلحق الضرر بالأندية فيما تبقى من جولات.

وبشكل عام وجدت أندية كرة القدم العالمية نفسها في وضع حساس، إذ توقفت المنافسات وفُرض على اللاعبين الحجر الصحي، وهذا يعني عدم إمكانية تجمعهم لأداء التدريبات الجماعية مما حتّم ابتكار وسائل أخرى لمواصلة اللاعبين تمارينهم في المنازل أو بعض الصالات الخاصة باللياقة البدنية، والتزام برنامج غذائي صارم حتى لا تحدث لهم زيادة في الوزن.

توقف مفاجئ

شدد المحلل الفني خال عبيد على أهمية تعامل إدارات الأندية مع الأمر بوعي وإدراك كبيرين، إذ اتخذت الجهات المسؤولة في الدولة مجموعة من التدابير والإجراءات كان من بينها لعب الدوري والكأس دون جمهور، إلى أن وصل الأمر لإيقاف دوري الخليج العربي ودوري الرديف لمدة شهر.

وأشار عبيد إلى أن هذا الوضع يعتبر جديداً على أنديتنا التي تحتاج خارطة عمل واضحة وملزمة لجميع الأطراف تتعلق بإدارة الأزمة الطارئة بوقف نشاط الدوري.

وأوضح «على إدارات الأندية أن تضع في حساباتها احتمالية استمرار الوضع الحالي لأكثر من شهر، أي إمكانية أن يتم تمديد فترة التوقف لمدة أخرى أو العودة إلى المنافسات، ولهذا يجب أن تشمل خططها لإدارة الأزمة الحالية كافة الاحتمالات، وتعمل وفق هذا الأساس، حتى لا تكون نسبة الأضرار كبيرة جراء التوقف، لاسيما أن الأندية ممنوعة من خوض أي تجارب ودية تختبر فيها لياقة لاعبيها أو جاهزيتهم، ما يعني أن الأمور ستكون صعبة، فخوض التدريبات يحتاج تدابير وقائية أكثر احترازية».

ودعا المحلل الفني إدارات الأندية إلى ضرورة استقطاب كوادر طبية تقدم محاضرات للاعبين تتعلق بشرح الكيفية التي تمكنهم من المحافظة على أنفسهم، دون الاكتفاء بما يبث في سوشيال ميديا، حتى تكون هناك تهيئة لهم من النواحي النفسية والصحية، وأن يتبع ذلك بعمليات تعقيم دورية للملاعب وغرف اللاعبين وصالات التدريبات البدنية، حتى تتمكن من إجراء تدريباتها في أجواء صحية لسلامة لاعبيها.

وأفاد عبيد بأن فترة التوفق الحالي ليست طويلة حيث سبق أن شهد الموسم الحالي توقفات استمرت أكثر من 20 يوماً وتخللتها بعض المباريات الودية. حالياً ليست الأندية في حاجة لمباريات إعدادية فهي قد خاضت عدداً كافياً من المباريات، وبقيت أسابيع قليلة لإنهاء الدوري ومباراة واحدة لمسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

مكاسب وخسائر

أكد المحلل الفني استفادة فرق من فترة التوقف، وذلك بتجهيز لاعبيها المصابين للعودة بعد استئناف الدوري، باعتبار أن التوقف لم يكن في حساباتها وربما جاء ليكون إيجابياً لها، وكذلك هناك أندية ستعمل على مراجعة أدائها في الفترة الماضية وتحديداً الأندية المهددة بالهبوط، لتستفيد من الفترة الراهنة بإعادة حساباتها وتصحيح أخطائها للعودة مرة أخرى وهي في أفضل الحالات، بينما ستخسر بعض الأندية خصوصاً أندية المقدمة جراء التوقف باعتبارها حالياً في قمة عطائها وقد يؤثر التوقف عليها بعد العودة.

معاناة الأندية

قطع الناقد الرياضي عادل درويش بأن إدارات الأندية ستواجه صعوبات في متابعة وتجميع اللاعبين خصوصاً أن القرار واضح بوقف أنشطة كرة القدم في الدولة، بما فيها وقف التدريبات الجماعية في مقارّ الأندية، على أن يكون تعويضها بالتدريبات الفردية التي يؤديها اللاعبون في منازلهم، وهذا الأمر يتطلب جدية واستشعاراً للمسؤولية من قبل اللاعبين مع التزام ذاتي منهم.

وقال درويش لـ«الرؤية» إن الاعتماد خلال الفترة الراهنة سيكون على عقلية اللاعبين ومدى استيعابهم أهمية الوضع الذي تعيشه أنديتهم، وبالتالي يجب عليهم أن يحافظوا على أنفسهم من جميع النواحي الصحية والفنية، وذلك باتباع نظام تغذية سليم حرصاً على أوزانهم المثالية، ولاسيما أن التدريبات الرسمية في النادي متوقفة، فالموازنة بين تناول الأطعمة والتدريبات مطلوبة بشدة.

وشدد على أهمية ابتعاد اللاعبين عن السهر واستسهال الأمور والاعتقاد أنهم في إجازة من ممارسة نشاط كرة القدم، وبالتالي يتصرفون وفق أمزجتهم الخاصة دون التقيد بالبرنامج الموضوع من قبل الجهاز الفني للنادي لإدارة المرحلة الحالية.

وطالب درويش إدارات الأندية بوضع برامج رصد وتتبع للاعبين في منازلهم لمعرفة مدى التزامهم بالبرامج التدريبية اليومية والغذائية الموضوعة من الجهاز الفني ومتابعة التقارير اليومية بخصوص الأوزان، مستفيدة من البرامج الرقمية الخاصة بالتراسل عن بعد لمعرفة إذا ما نفذ لاعبوها التعليمات الصادرة إليهم أو خالفوها، وعليها أن تشدد عليهم ضرورة الالتزام بكل ما يطلب منهم في فترة توقف النشاط الكروي الرسمي.

تحديات جديدة

وبخصوص الأوضاع الجديدة التي تسبب بها فيروس كورونا لمنظومة كرة القدم، أوضح دوريش «ما حدث من توقف لنشاط كرة القدم، سواء أكان محلياً أو عالمياً، وضع المنظومة الرياضية أمام تحديات جديدة تتعلق بمجابهة الطوارئ في حال حدوثها، والكيفية المثالية التي يمكن بها المحافظة على اللاعبين وحفظ حقوق الأندية، وربما سنشهد ابتكارات جديدة لبعض البرامج التدريبية الخاصة بمثل هذه الأوضاع».

وأكمل «الأزمة التي أحدثها فيروس كورونا وآثارها الممتدة على النشاط الرياضي ستكون محور نقاش عالمي لبحث وإيجاد التحوطات المستقبلية عند حدوث أزمة عالمية مماثلة، قد يكون من بينها عدم الاكتفاء بالتدريبات التي يجريها اللاعبون في الأندية وإنما يتم طلب تدريبات منزلية منهم بصورة مستمرة خصوصاً إذا ما نجحت تجربة تدريبات المنازل الحالية».