الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد عبدالكريم جلفار: حان الوقت لإفساح المجال للشباب

بعد أكثر من 40 عاماً قضاها في ساحة العمل الرياضي، قرر رئيس اتحاد كرة اليد الحالي محمد عبدالكريم جلفار، ترك مقعده في رئاسة اتحاد كرة اليد، من أجل إفساح المجال لجيل الشباب لتسلم الراية ومواصلة مسيرة البناء والتطور.

وتدرج جلفار في رياضة الإمارات منذ أن كان لاعباً لكرة الطائرة في نادي النصر قبل 40 عاماً، ومن ثم شق طريقه نحو العمل الإداري متنقلاً بين تخصصاته، وصولاً لمنصب نائب رئيس مجلس إدارة نادي النصر، ورئيس اتحاد كرة الطائرة، وأخيراً اتحاد كرة اليد. «الرؤية» جلست إليه في حوار تحدث فيه عن عدد من المحاور من وحي تجربته الممتدة التي وضع حداً لها بقراره عدم الترشح للدورة المقبلة والاكتفاء بالفترة الحالية، فإلى ما قاله جلفار:

بإعلانك مؤخراً عدم ترشحك لرئاسة اتحاد كرة اليد في الدورة المقبلة 2020-2024، ربما ذهب كثيرون إلى أنه اعتزال للعمل الرياضي.. ما مدى صحة ذلك؟

ليس بالمعني الحرفي لكلمة اعتزال، ولكني أرى نفسي قدمت كل ما يمكنني تقديمه في العمل الرياضي منذ نشأتي بنادي النصر في أوائل السبعينيات وحتى الآن، وبشكل عام اكتفيت برئاسة اتحاد اليد الأخيرة، والعمر تقدم بي، ولهذا قررت الابتعاد للتفرغ لحياتي الخاصة، والخلود للراحة، ونتمنى التوفيق للجيل القادم، لدينا شباب متميز قادر على حمل الراية من خلفنا والاستمرارية في تحقيق الإنجازات.

بالعودة لقرار الابتعاد.. ما هي أسبابه؟

ليست هناك أسباب محددة، وإنما رأيت أن الوقت قد حان لاتخاذ تلك الخطوة، وإفساح المجال لجيل الشباب القادر على استكمال المسيرة بالنهج نفسه.

ما رسالتك للأجيال الجديدة في قيادة الاتحادات الرياضية؟

رسالتي لكل شخص تسلم منصباً في أي اتحاد رياضي، عليه أن ينظر للمصلحة العامة قبل الخاصة، بمعني أن يخلع عباءة ناديه ويرتدي ثوب الإمارات، فهو هناك يمثل كل الأندية، ومصالحها يجب أن تكون محور اهتمامه دون أي محاباة أو مجاملة نادٍ على حساب الآخر، وعليه أن يمنح عمله في الاتحاد وقتاً بتخصيصه من حياته حتى ولو كان قصيراً، فهو مؤتمن على هذا العمل بانتخابه من قبل الأندية ونيله ثقتها، وألا يتعذر بأنه مشغول وليس لديه وقت، فيجب أن يعطي عمله في الاتحاد الوقت المطلوب بجانب التفاني في إنجاز المهام الموكلة إليه.

وماذا عن اتحاد اليد.. هل هناك رسائل بعينها؟

أتمنى لقيادة اتحاد كرة اليد المقبلة كل التوفيق، وأن يمضوا لاستكمال النجاحات والإنجازات التي قمنا بعملها في الدورة الحالية من النهوض بكرة اليد والمحافظة على مكتسبات الدورة الحالية، وعلى رأسها الزيادة التي حدثت لعدد الأندية المشاركة في دوري أقوياء اليد، ومن هنا أتقدم بالشكر الجزيل لمجلس الشارقة الرياضي الذي وقف على دعم أندية الشارقة، ما أسهم في إدخال اللعبة في 4 أندية الموسم الماضي، انضمت للدوري، وقدمت الإضافة المطلوبة برفع عدد الفرق لـ11 نادياً.

وأوصى مجلس الإدارة الجديدة، بالعمل على تطوير مشروع الحكم الصغير الذي تم إطلاقه في الدورة الحالية، وهو أحد أهم المشروعات التي نفتخر بها، نسبة للفوائد الكبيرة التي تجنيها اللعبة من ورائه خصوصاً مع النقص الذي كنا نعاني منه في قطاع التحكيم، فالمشروع عمل على خلق تواصل للأجيال، واستقطب حكاماً جدداً للعبة، والآن لدينا 15 حكماً من جيل الشباب سيكونون نواة المستقبل.

من خلال مسيرتك الممتدة في العمل الرياضي ما هي أبرز الفوائد التي خرجت بها؟

التجرد والإخلاص في العمل من أبرز الفوائد التي خرجت بها من مسيرتي في العمل الرياضي، وهذا يأتي قبل كل شيء، إضافة للعدالة في التعامل مع الأندية وأخذ مسافة واحدة من الجميع، وكذلك من الفوائد أيضاً العلاقات الممتدة مع جميع أندية الدولة، والتي أحظى باحترامها وتقديرها وأنا ممتن لهم، بجانب التواصل الذي جمعني بكافة القيادات الرياضية عبر الفترات المختلفة.

إلى أي مدى أنت راضٍ عما قدمته؟

راضٍ تماماً كل الرضا عما قدمت طوال العقود الماضية، وخرجت ليس لدي أي مشاكل عندما كنت لاعباً أو إدارياً، ومن أهم الأشياء التي نجحت فيها تقريب الإداريين من اللاعبين، وذلك بهدف السيطرة عليهم واحتواء المشاكل التي يمكن أن تحدث عن سوء السلوك، فخلال الأربع سنوات الماضية لدورة الاتحاد الحالي لم تحدث سوى مشكلتين فقط في ملاعب اليد.

وأنا سعيد كذلك بالإنجازات التي تحققت في عهدي، من التطور الذي حدث على أداء المنتخبات الوطنية للعبة اليد، والحصول على خامس آسيا مؤخراً لم يكن سهلاً بالإمكانات المتوفرة لدينا والمعاناة في إيجاد آلية لتفرغ اللاعبين، وبالرغم من ذلك، كنا نود الحصول على المركز الرابع للصعود لكأس العالم إلا أننا لم نوفق، وهذه الإنجازات لم تكن بجهودي، وإنما بمشاركة زملائي أعضاء مجلس الإدارة والأمانة العامة، ولهم مني كل الشكر والتقدير.

إذا طلبتك رياضة الإمارات مستقبلاً هل ستكون حاضراً أم ستتمسك بقرار الابتعاد الاختياري؟

كل مواطن موجود لخدمة الدولة، وأنا حاضر في جميع الأوقات لخدمة بلدي، بتقديم خبراتي واستشاراتي متى ما طلبت مني، وحالياً ما زلت نائباً لرئيس نادي دبي لأصحاب الهمم، وهو نادٍ نوعي يهتم بشريحة محددة من اللاعبين.

في عهد رئاستك الحالية للاتحاد تواجدت العديد من الأسماء الإماراتية في المحافل الخارجية ما هي الآلية المناسبة للمحافظة على هذا التقدم؟

التواصل مع الاتحادات الآسيوية والعربية والدولية للعبة مهم للغاية، ولهذا كان توجهنا للعمل على تعزيز تواجدنا في عضوية ولجان تلك المؤسسات، ما أتاح الفرصة المواتية للارتقاء بعمل الاتحاد الداخلي، وكذلك دعم ملف الإمارات في استضافة أي بطولة خارجية، ولدينا مشروع مستقبلي مع الاتحاد الدولي لاستضافة عدد من البطولات التي ينظمها في عامي 2021 و2022، وكان الاتحاد الآسيوي طلبنا من استضافة إحدى البطولات إلا أن جائحة كورونا تسببت في تأجيلها لوقت لاحق، وكان من المقرر أن نستضيف بطولة العالم لكرة اليد الشاطئية في نوفمبر المقبل، إلا أن الوضع الحالي لم يمكنا من قبولها في العام الحالي، وطلب تأجيل الاستضافة للعام المقبل.

وعلى مجلس الإدارة المقبل أن يعمل على الاستفادة من العلاقات التي جمعتنا مع المؤسسات الخارجية، ويعزز التواصل معها بما يخدم مصالح الإمارات.

كيف تنظر لمستقبل الرياضة بعد كورونا؟

جميع دول العالم تأثرت بفيروس كورونا، والرياضات كافة تضررت منه وعطل مسيرتها، ولكن من الصعوبة التكهن بمستقبل الرياضة بعد انجلاء وباء كورونا، والآن من الآثار الحالية المحزنة هي رؤية الملاعب دون جماهير، ولكن صحة الجميع أهم، ومع تطور الطب سينتهي الوباء بإيجاد لقاح يعالج المرضي.