الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

2015.. الأبيض يحصد بالبرونزية الآسيوية ومبخوت يحلق بالذهب

2015.. الأبيض يحصد بالبرونزية الآسيوية ومبخوت يحلق بالذهب

فرحة الأبيض بالفوز على اليابان في كأس آسيا 2015. (غيتي)

لا يزال المستوى والنتائج المبهرة التي حققها منتخب الإمارات الأول لكرة القدم إبان مشاركته في بطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا عصية على النسيان، وذلك بعد أن بصم رجال الأبيض على ثاني أفضل إنجاز إماراتي على الصعيد القاري، إثر تتويجه بالميداليات البرونزية والمركز الثالث في النسخة الـ16 من البطولة.



وحلق الأبيض بالمركز بعد تغلبه على شقيقه العراقي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع 3-2 والتي جرت بينهما في 31 يناير 2015، وحظي بعدها بتتويج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقتها، السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم.



وبرهن «الأبيض» في مشاركة التاسعة ببطولة كأس آسيا، وقتها، على أنه يمتلك «جيلاً ذهبياً» قياساً إلى حالة التوهج الذي قدمها في البطولة، من خلال الفوز على الثلاثي الخليجي قطر والبحرين والعراق، إلى جانب إقصاء المنتخب الياباني حامل اللقب بركلات الترجيح، بينما لم يخسر سوى مرتين أمام إيران في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وأستراليا بهدفين دون مقابل في مباراة نصف النهائي، ليحقق ثاني أفضل إنجاز في تاريخه بعد الحصول على لقب الوصيف في نسخة عام 1996 والتي فاز بلقبها المنتخب السعودي، والرابع في بطولة كأس آسيا 1992 في اليابان.



واستهل «الأبيض» مسيرته في البطولة بالفوز في دور المجموعات على كل من قطر والبحرين والخسارة أمام إيران، ثم الفوز على اليابان (حامل اللقب) بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي، ثم الخسارة أمام أستراليا في الدور نصف النهائي، وأخيراً الفوز على العراق في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث.



وبالمباراة الفاصلة، وعلى استاد أتغري، وأمام 12 ألفاً و829 متفرجاً، افتتح أحمد خليل، التسجيل لـ«الأبيض»، لكن أسود الرافدين ردوا بهدفين عن طريق وليد سالم، وأمجد كلف، وعاد أحمد خليل، الذي ارتدى «شارة الكابتن» في ظل غياب ماجد ناصر ووليد عباس، ليسجل هدف التعادل، ثم أضاف علي مبخوت، الهدف الثالث.



وضم منتخب الإمارات في ذلك الوقت تشكيلة تعد، على الأرجح، هي الأفضل في تاريخه تحت قيادة المدرب المواطن «المهندس» مهدي علي، الذي حقق أفضل مسيرة للمنتخب في ذلك الوقت وفاز معه بكأس الخليج عام 2013، وقاد الغالبية العظمى من لاعبيه عندما كانوا في منتخبي الشباب والأولمبي.



وحقق مهدي أولاً مع منتخب الشباب لقب كأس آسيا للشباب عام 2008، قبل التأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة، ثم قاد الأولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الأولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية آسياد غوانزو بالصين عام 2010 والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012.



وكان «الأبيض» يضم تشكيلة من لاعبي المنتخب الأولمبي الذين شاركوا في أولمبياد لندن عام 2012 مثل أحمد خليل وعلي مبخوت وعمر عبدالرحمن وخميس إسماعيل وحبيب الفردان وإسماعيل الحمادي، وغيرهم.



ولم ينل منتخب الإمارات المركز الثالث فقط في تلك البطولة، ولكن كان هناك أيضاً تتويج فردي لهدافه مبخوت الذي ساهم بهدف الفوز على العراق في أن ينال شرف أول لاعب إماراتي يتوج بجائزة هداف كأس آسيا، وكان تتويجه فاتحة خير في مزيد من الألقاب الفردية لزملائه بعدها، حيث نجح أحمد خليل وعمر عبدالرحمن في نيل جائزة أفضل لاعب في آسيا عامين متتاليين في 2015 و2016 على التوالي.



كما نجحت تلك النسخة في تأكيد مكانتها بين الأرقام القياسية، وذلك بعدما شهدت تسجيل أكبر عدد من المباريات دون أي تعادل في البطولات الكبرى، ومن ضمنها نهائيات كأس العالم وكأس أوروبا وكأس الأمم الأفريقية.



وسجلت أول 20 مباراة نجاح واحد من الفريقين في تحقيق الفوز، وهو رقم مبهر تجاوز الرقم السابق الذي سجل في كأس العالم 1930 والتي شهدت تحقيق 18 انتصاراً متتالياً في المباريات.



كما شهدت تلك النسخة نجاح علي مبخوت في تسجيل أسرع هدف في تاريخ نهائيات كأس آسيا، وذلك بعد مرور 14 ثانية من المباراة أمام البحرين والتي انتهت بفوز الإمارات 2-1.



وساهم الإنجاز الكبير الذي حققه «الأبيض» في ارتقائه 14 مركزاً في الترتيب الشهري للمنتخبات العالمية الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقب تلك البطولة، حيث قفز من المركز الـ80 إلى المركز 66 عالمياً والخامس آسيويا، حيث لقب المنتخب وقتها بـ«الحصان الأسود» للبطولة، بالنظر إلى المستوى الفني الرائع الذي ظهر به «الأبيض» في بطولة أستراليا.



وأرجع متابعون وقتها النجاح الذي حققته الكرة الإماراتية في البطولة الآسيوية إلى العمل الدؤوب الذي بذله الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لتطوير اللعبة، وكذلك استكمال خطط العمل التي وضعها المسؤولون عن الكرة الإماراتية رغم بعض الإخفاقات التي تجرعتها في ذلك الوقت، مثل الفشل في التأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2016 باليابان، التي تبقى الحلم الأكبر لأي منتخب.



كما كانت تلك البطولة فرصة لتألق عدد كبير من لاعبي منتخب الإمارات الذين لفتوا أنظار بعض الأندية الأوروبية التي أبدت رغبتها في التعاقد مع بعض اللاعبين مثل عموري وعلي مبخوت هداف البطولة، وعامر عبدالرحمن، وأحمد خليل.



وكان أبرز ما قيل خلال تلك البطولة، التصريح الذي أطلقه مدرب منتخب الإمارات مهدي علي وترديده الجملة الشهيرة التي استخدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2008 في حملته الانتخابية الأولى، من أجل تحفيز لاعبيه قبل مباراتهم مع اليابان حاملة اللقب في ربع نهائي كأس آسيا 2015، حيث قال للاعبيه «نعم بإمكاننا أن نفعلها»، وهو ما تحقق بالفعل وأقصى منتخب الإمارات نظيره الياباني (حامل اللقب) بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، محققاً إنجاز التأهل لنصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996.