السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

محمد الكوس: رمضان زمان.. رياضة وتعليم وترفيه

يعد محمد الكوس أحد رموز نادي النصر ومنتخب الإمارات الأول لكرة القدم في سبعينيات القرن الماضي، عندما بزغ نجمه في قلعة «العميد» وشارك النادي والمنتخب في تحقيق العديد من الإنجازات التي جعلت منه أحد أهم نجوم الجيل السابق في كرة الإمارات، وكانت بدايته الحقيقية من «الفريج» ثم انتقل إلى الهلال البحري بعدها إلى النصر بعد الدمج عام 1960، وقاد «العميد» عام 1986 لإحراز الثلاثية «الشهيرة» مع المدرب البرازيلي لابولا.

ورغم اتجاهه إلى مجال التدريب عقب اعتزاله، وحصوله على قدر كبير من الخبرات الأكاديمية والتحليلية باعتباره واحداً من المدربين القلائل الذين حصلوا على 4 شهادات تدريبية، إلا أن أراءه القوية والصريحة والتي تصب في قلب الحقيقية مباشرة وضعته في أوقات كثيرة في مواقع «المتابعين» أكثر من وجوده في أماكن يستحق التواجد فيها للاستفادة من خبراته الكبيرة.

ويعتبر الكوس شهر رمضان المبارك «النبع الحقيقي» للمواهب الرياضية، ليس في كرة القدم فقط ولكن في رياضات أخرى عديدة، استناداً للدورات و«المسرات» الرياضية التي كانت تقام في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، خاصة بين أندية إماراتي دبي والشارقة، علاوة على أن كثيراً من الأندية مثل النصر تخصص وقتاً كبيراً خلال الشهر الكريم لتدريس المواد الدراسية للاعبيها الصغار وأيضاً ممارستهم بعض الألعاب الترفيهية.

ويتذكر الكوس مع «الرؤية» الأحداث الرياضية العديدة التي كان يحفل بها شهر رمضان قديماً، ويقول: «الدورات الرمضانية قديماً كانت تشتمل على مسابقات في كرة القدم والطائرة وألعاب القوى، وكان معظم جيلنا يلعب رياضة أو اثنتين معاً نظراً لضيق الوقت وعدم وجود العدد الكافي في كل مسابقة، وقد لا يعلم الكثيرون أنني كنت لاعباً في 3 منتخبات للمدارس في نفس الوقت لألعاب القوى والطائرة والقدم، وشاركنا بالفعل في البطولة العربية للمدارس أعوام 1971 و1973 و1974، وكنت وقتها لاعباً في نادي النصر».

وأضاف«هذا العطاء في أكثر من منتخب كان سببه مثلما قلت في الدورات الرمضانية متعددة الرياضات، وقتها كان يدربنا في مدرسة الشعب الأستاذ عبدالرحمن الحساوي، وهو الذي ساعدني على اللعب في النصر بعد انضمام فريق الفهيدي إليه، وكان معنا جيل مبدع مثل أحمد كاظم وإسماعيل جعفر وأحمد الكوس وسلكان الحبتور، وعبدالله ياقوت، وكان كل واحد من بين هؤلاء يلعب في أكثر من رياضة».

وأكد الكوس أن الدورات الرمضانية كانت أكثر حماسة وقوة من أي مسابقة أخرى، وكانت هناك مواجهات تحضر الجماهير من كل مكان لمتابعتها على ستاد دبي الرملي، مكان نادي النصر حالياً، وهي فرق (الوحدة) شباب الأهلي حالياً، والنجاح والنصر.

وبين الكوس «الدورات وقتها كأنها دوري عام بين الفريق، لها صيت كبير، والجماهير تحضر لها من كل مكان، تشاهد وتستمتع، وأتذكر أننا وقتها كنا نلعب قبل الإفطار وتحديداً بعد صلاة العصر، ونعود لمنازلنا لتناول الإفطار ثم العودة من جديد لممارسة رياضة جديدة أو نشاط أخر».

ويرى نجم النصر السابق الأجواء الرمضانية قديماً كانت أفضل بكثير مما هي عليه حالياً، «في أيام كثيرة كنا نتجمع للإفطار معاً، وكان كل لاعب يحضر صحناً يحمل نوعاً معيناً من الطعام من منزله، إلى حين مكان تجمعنا في مكان نادي النصر حالياً، فكانت تنشأ علاقات قوية ووطيدة بين جميع أبناء ذلك الجيل بسبب هذه الأجواء الاجتماعية والإنسانية الرائعة».

ويتذكر الكوس بسعادة أنه كان من أكثر اللاعبين عشقاً للطعام، وكان يشجعه على ذلك أنه لم يكن يعاني من أي زيادة في الوزن نتيجة الكميات الكبيرة والمتنوعة من الطعام الذي كان يتناوله مع زملائه، حيث كان يحرص على تناول جميع الأصناف الموجودة في الإفطار، سواء لقيمات أو هريس أو الثريد والعصيد وأرز الفريج أو عيش لحم، وأيضاً الدبس والحلاوة.

وأوضح «كنت الوحيد الذي يأكل جميع أنواع المأكولات، لا يوجد نوع لا أحبه مثل باقي الشباب في هذا السن، وكانت سعادتي كبيرة لأن وزني لا يتأثر بما آكله، والسبب في ذلك أنني كنت أؤدي الكثير من التمارين التي تساعدني على الحرق وعدم تخزين الدهون، إضافة إلى أننا لم نكن نملك سيارات، وكنا نقطع المسافة بين بيوتنا وأماكن تجمعنا بطول حوالي 8 أو 9 كيلومترات جرياً ذهاباً وإياباً، علاوة على «المشاوير» التي كان أهلنا يكلفونا بها لشراء احتياجات المنزل، وكنا نفعلها بنفس الطريقة صياماً، وبالتالي فلم تكن هناك فرصة لزيادة وزننا».

ويؤكد نجم المنتخب سابقاً أن معظم أبناء جيله أيضاً كانوا يستفيدون تعليمياً وترفيهيا خلال شهر رمضان المبارك، موضحاً: كان مقر نادي النصر السابق في المكان المعروف بالحوض الجاف في دبي، وقتها كان لدينا المدرب المصري الراحل ميمي الشربيني، الذي كان يحرص على تجميعنا بعد الإفطار وتخصيص مدة ساعتين يومياً لتدريسنا المواد المختلفة، وذلك على اعتبار أنه كان مدرساً علاوة على كونه مدرباً، وبعدها كان يخصص وقتاً إضافياً لممارسة بعض الألعاب الترفيهية، مثل البلياردو، وتنس الطاولة، فكان تجمعنا في ليالي رمضان رياضة ودراسة وترفيه.