الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

يسرية شجيع: شهر رمضان المبارك نقطة فاصلة في حياتي

يمثل شهر رمضان المبارك بالنسبة لمدربة فريق الكرة الطائرة للسيدات بنادي الوصل، يسرية شجيع، نقطة فاصلة في مسيرتها الرياضية وحياتها ككل، وبسبب الدورات الرمضانية، انتقلت حياتها بشكل كامل من موطنها الأصلي مصر، إلى بلدها الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استقرت فيها وشهدت تألقها ومسيرتها الرياضية في ملاعب الكرة الطائرة كلاعبة ثم مدربة.

وأوضحت يسرية أنها جاءت إلى الإمارات للمرة الأولى عام 2003 أي منذ نحو 18 عاماً بعدما تلقت دعوة من زميلتها السابقة في نادي الزمالك المصري، الراحلة عزة طه، تدعوها إلى الحضور إلى دبي للمشاركة مع الفريق كلاعبة في دورة رمضانية سيشارك فيها الوصل، وبالفعل لبت شجيع الدعوة وحضرت خلال فترة الصيف، وشاركت مع الفريق في دورة ودية، وتكررت الزيارات وتكررت المشاركات على مدار ذلك العام إلى أن وصلت لنحو 5 بطولات شاركت فيها جميعاً شجيع في عام واحد، قبل أن تتحول في العام التالي إلى مدربة الفريق المساعد ومن ثم مدربة الفريق بعد رحيل عزة طه.

وأكدت مدربة نادي الوصل أنه على مدار الأعوام الـ17 التي قضتها كمدربه، أن شهر رمضان المبارك كان يمثل لها حالة روحانية عالية جداً، وأجواءً إيمانية كبيرة، وكان يزيد من أواصر العلاقات الاجتماعية، قبل جائحة كورونا، سواء بينها وبين أفراد أسرتها المكونة من زوجها واثنين من الأبناء أحدهما خريج تجارة والآخر هندسة، أو مع زميلاتها ولاعباتها في النادي، حيث كان الشهر الكريم حافلاً بكثير من المشاركات والدورات والتدريبات، وكان الفريق غالباً ما يتجمع بعد الإفطار، وفي بعض الأحيان كانوا يتفقون على الإفطار الجماعي، وتحضر كل لاعبة وعضوة في الفريق نوعاً معيناً من الطعام.

وأوضحت أنها علاوة على عشقها للأكلات المصرية والتي كانت تحضرها معها بعض أنواعها في تجمعات الإفطار مثل الملوخية، والحلويات الشرقية المختلفة، فإنها أيضاً تعشق الكثير من الأكلات الإماراتية من واقع إقامتها بصفة مستمرة في الدولة على مدار نحو 18 عاماً، مثل الهريس واللقيمات.

وأضافت أنها من واقع كونها إنسانة رياضية، فهي حريصة على تناول الطعام الصحي وبشكل معتدل دون إسراف، وهو ما تحاول تنبيه لاعباتها عليه خاصة في مثل الإفطار الجماعي الذي كانوا يقيمونه خلال شهر رمضان في الأعوام السابقة قبل جائحة كورونا، معبرة عن أمنياتها أن تنتهي هذه الجائحة التي أظهرت مجموعة كبيرة من النعم التي كان يعيشها البشر ولا يشعرون بها.

وعلى مدار نحو 17 عاماً كمدربة، أحرزت شجيع مع فريقها ما يقرب من 30 بطولة مختلفة ما بين الرسمية والودية، المحلية والخليجية، ساهمت في تقديم العشرات من اللاعبات المميزات لصفوف فريق الوصل وأيضاً المنتخب الأول، خاصة في ظل توليها مسؤولية فرق الشابات والفتيات أيضاً إلى جانب الفريق الأول.

وتصف يسرية تلك الفترة من حياتها التدريبية بأنها كانت في غاية الصعوبة، نظراً لوجود صعوبات كبيرة وقتها في إقناع أولياء الأمور الفتيات في المدارس بالسماح لبناتهم بممارسة الرياضة بصفة عامة والكرة الطائرة تحديداً على صعيد فرق الأندية، حيث كانت الأغلبية من الأسر لا تتقبل فكرة ذهاب بناتهم لأندية تمارس فيها الرياضة للرجال والسيدات في فرق رياضية مختلفة.

وتشير إلى أن الجهود الكبيرة التي قامت بها عضوة مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة عضوة مجلس إدارة نادي الوصل المشرفة على اللجنة النسائية، الشيخة شمسة بنت حشر، في ذلك الوقت كان لها دور عظيم في إقناع أولياء الأمور ومنحهم الثقة في السماح لبناتهم بممارسة الكرة الطائرة، مؤكدة في نفس الوقت أن الوضع اختلف كلياً الآن، وباتت الأسر هي التي تسعى لإشراك بناتهم في الفرق الرياضية، خاصة أن مسيرة الإنجازات والبطولات باتت عاملاً محفزاً لهم من أجل وضع بناتهم في نفس النهج المميز.

وتضيف: «الجميع يعلم عشقي للوصل، وانتمائي له، كانت في البداية تأتيني عروض من أندية أخرى، ولكن بمرور الوقت بات الجميع يعلم صعوبة الفصل بيني وبين بيتي، بغض النظر عن الماديات، والفارق الكبير مادياً بيني وبين مدربة أي فريق آخر صاعد حديثاً، والذي يصب في مصلحتها بالتأكيد، ولكني رغم كل هذا «وصلاوية»، وارتبطت بهذا الكيان على مدار سنين طويلة حافلة بالذكريات والإنجازات».