الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

حسين مهدي.. «كانتي» النصر

حسين مهدي.. «كانتي» النصر

لاعب وسط النصر حسين مهدي. (الرؤية)

كلما توهجت موهبة كروية واعدة في نادي النصر، اتجهت الأنظار مباشرة إلى أكاديمية «العميد» على اعتبار أنها منبع المواهب التي يستحيل أن يمر عام أو موسم دون أن تكون هناك شواهد عديدة على العمل الدؤوب الذي يتم في «الملاعب الفرعية» من أجل تحضير هذه المواهب وتقديمها للفريق الأول.

ومن أبرز المواهب الواعدة الجوكر الجديد في خط وسط «العميد» اللاعب حسين مهدي الذي بات إحدى الأوراق الرابحة في تشكيلة الفريق خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، والذي نال ثقة الأرجنتيني رامون دياز المدير الفني للنصر، ليكون ضمن تشكيلته الرئيسية في العديد من المباريات بدوري الخليج العربي رغم أن عمره لم يتجاوز الـ20 عاماً حتى الآن.

وقدم اللاعب مستويات جيدة في الأوقات التي كان يفتقد فيها فريقه بعض العناصر الأساسية أصحاب الخبرة، سواء للإصابة أو للإيقافات، مثل مباراة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة أمام شباب الأهلي، والذي اعتمد عليه دياز في التشكيلة الأساسية للمباراة، وقدم أداء مقنعاً في الوقت الذي شارك فيه، على الرغم من أن خط وسط النصر كان من أكثر خطوط الفريق تأثراً في هذه المباراة بسبب غياب أكثر من عنصر أساسي فيه للإيقاف.


وعلى مدار مشواره في الموسم الماضي مع النصر، شارك مهدي في 14 مباراة بدوري الخليج العربي ولعب 369 دقيقة قام خلالها بـ238 تمريرة منها 204 تمريرات صحيحة، وقدم تمريرتين مؤثرتين و108 تمريرات ناجحة في ملعب المنافس، كما شارك اللاعبين في مباراتين ببطولة كأس الخليج العربي، بزمن إجمالي 125 دقيقة


ونظراً لموهبته وقدرته على لفت الأنظار إليه بإمكاناته والتزامه بواجبات مركزه، أبرم نادي النصر معه عقداً احترافياً يمتد حتى موسم 2025، وذلك على اعتبار أنه أحد اللاعبين المميزين الواعدين ويشغل مركز الوسط ونشأ في أكاديمية النادي وتدرج بمختلف فرق المراحل السنية وصولاً إلى الفريق الأول.

كما يعد مهدي من العناصر الأساسية في تشكيلة المنتخب الأولمبي، وانضم في آخر تجمع للمنتخب قبل السفر إلى معسكر خارجي في البحرين من 22 إلى 30 مايو، وذلك ضمن برنامج إعداده المبكر للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً المقررة في أكتوبر المقبل.

وأكد مدير أكاديمية نادي النصر، أحمد صالح، أن مهدي من اللاعبين المتميزين جداً والملتزمين طوال مشواره مع أكاديمية العميد، والمشهود لهم بالكفاءة والمهارة لكنه ينقصه فقط المشاركة في المباريات بصفة أساسية كي يكتسب الخبرات المطلوبة للاعب وسط ملعب مثله.

وقال صالح: «حسين من اللاعبين المجتهدين والمحافظين على أنفسهم، علاوة على التزامه التام بحضور التدريبات حتى لو كان مصاباً، وحتى في المرات القليلة التي أراه خارج المران كان يتواجد في صالة الجيم، بمعنى أن حضوره مقتصر على الملعب وصالة التدريب».



واعترف مدير الأكاديمية أن الموهبة في مثل هذا السن تحتاج أيضاً إلى الخبرة، «من الطبيعي أن تكون المشاركة في الوقت الراهن للاعبين الكبار أصحاب الخبرة، وهذا يتطلب من حسين أن يستغل فرص مشاركته ولو قليلة في المباريات وأيضاً خلال التدريبات من وجود لاعبين أصحاب خبرة بجواره، يستفيد منهم ومن خبراتهم مثل الجزائري مهدي عبيد وطارق أحمد، وذلك من أجل اكتساب الثقة، والاحتكاك».

وكشف صالح عن أن موهبة اللاعب لفتت أنظار الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول الفترة الماضية، موضحاً: «يعد حسين من الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب الأولمبي حالياً، الذي يستعد لخوض التصفيات الآسيوية، وكنت أعلم أن مدرب المنتخب الأول، الهولندي فان مارفيك، بضع عينه على اللاعب خلال الفترة الماضية، من أجل ضمه إلى صفوف المنتخب الأول».

وطالب مدير أكاديمية النصر، أن يضع مهدي نصب عينيه هدفاً محدداً يسعى إلى تحقيق الفترة المقبلة، «لا بد أن يجتهد اللاعب ويبذل قصارى جهده، ويستمر على منوال العطاء والتفاني إلى أقصى درجة، وذلك من أجل الوصول إلى أعلى مستوى ممكن، وأن يسعى للاستفادة من الخبرات المتواجدة معه في الفريق، بل يتابع اللاعبين العالميين المشهورين في نفس مركزه كي يستفيد منهم».

وشبه صالح الطاقة والطموح التي يمتلكها حسين مهدي بأنها تشبه إلى حد كبير الطموح الذي قدمه نجم تشيلسي الإنجليزي، المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مؤخراً، الفرنسي نغولو كانتي، الذي يعد أهم وأفضل لاعب وسط في العالم حالياً، «أرى نفس الطاقة والطموح التي يقدمها مهدي بنفس المستوى الذي قدمه كانتي على مدار السنوات الماضية، وقصة صعوده ليكون أفضل لاعب في مركز في العالم بعد قصة كفاح كبيرة منذ أن كان عمره 16 عاماً».