الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تحدي ياس.. أبوظبي حاسمة

تحدي ياس.. أبوظبي حاسمة

هذه المرة الثلاثين التي يحسم فيها اللقب في السباق الأخير. (من المصدر)

ما أن أسدل الستار على جائزة السعودية الأسبوع الماضي، سرعان ما توجهت أنظار محبي وعشاق سباقات السرعة في جميع أنحاء العالم إلى حلبة مرسى ياس بأبوظبي، مسرح المعركة الحاسمة على لقب بطولة العالم للفورمولا 1 عندما تستضيف الأحد منافسات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1.

ويتساوى السائقان الهولندي ماكس فيرستابن «ريد بول» وحامل اللقب 7 مرات البريطاني لويس هاميلتون «مرسيدس» في عدد النقاط (369.5) لكل منهما ولكن الهولندي يتصدر فئة السائقين بفارق السباقات التي توّج بها عن هاميلتون وفي حال سجل أحدهما نقاطاً أكثر من الثاني الأحد المقبل، سيتوج بطلاً.

ولكن إذا انتهى الصراع بينهما بالتعادل (في حال عدم حلولهما ضمن المراكز العشرة الأولى، أو انسحابهما أو في حال حلّ أحدهما في المركز التاسع والآخر في المركز العاشر مع أفضل لفة، أي مع نقطتين لكل منهما)، سيتوج "ماد ماكس "بفضل عدد انتصاراته.

وكان هاميلتون أرجأ حسم لقب بطولة العالم إلى السباق الختامي بأبوظبي، بعد فوزه بجائزة السعودية الكبرى الأحد الماضي في جدة بعد سباق مجنون حافل بالحوادث والإثارة وتبادل الاتهامات بينه وبين منافسه في ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن الذي حل ثانياً.

وتعتبر هذه المرة الـ30 التي يحسم فيها اللقب في السباق الأخير، ولكنها المرة الثانية فقط التي يتساوى فيها سائقان قبل خوض السباق الأخير للموسم وكانت المرة الأولى عام 1974 عندما فاز إيمرسون فيتيبالدي سائق مكلارين باللقب متفوقاً على كلاي ريجازوني سائق فيراري.

ويمني هاميلتون النفس بالتتويج بلقبه الثامن لكي ينفرد بالرقم القياسي من حيث عدد مرات الفوز باللقب، حيث يتساوى حالياً مع مايكل شوماخر أسطورة فيراري، في حلبة ياس مارينا التي كانت شاهدة على فوز هاميلتون في 5 مرات سابقة، في الوقت الذي يحلم فيه فيرستابن بالحصول على أول لقب للعالم في مسيرته.

وكان فيرستابن فاز بسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 قبل 12 شهراً، حيث كان هاميلتون حسم التتويج باللقب السابع قبل هذا السباق وإذا استمر تساوي السائقين في عدد النقاط، سيتوج فيرستابن باللقب لأنه فاز بتسعة سباقات، فيما فاز هاميلتون بثمانية.

هذا السيناريو ربما يحدث في حال واحدة فقط وهي في اصطدامهما- وهو ما لا يريده الفريقان، خاصة بعد الفوضى الكبيرة التي حدثت في سباق الجائزة الكبرى السعودي.

وقال رئيس فريق مرسيدس توتو فولف في تصريحات سابقة: "أتمنى أن تكون تداعيات سباق اليوم (يقصد جدة) كافية لكي يتعلم الجميع منها، ولكي يتأقلموا قبل السباق النهائي في أبوظبي السيارة السريعة، مع السائق الأسرع ينبغي أن تفوز بالبطولة، ولكن ليس بإبعاد بعضهم البعض."

من جانبه رد رئيس فريق ريد بول كريستيان هورنر: "نريد أن نفوز باللقب على المضمار، وليس في غرفة مراقبي السباق، أتمنى أن يكون سباقاً عادلاً ونظيفاً في أبوظبي."

وإذا ما استعرضنا مسيرة السائقين خلال الموسم نجد أن هناك تفاصيل دقيقة يمكن أن تفصل بينهما وتحدد البطل.

السرعة والحيوية

عندما فاز سائق ريد بول بسباقي الولايات المتحدة والمكسيك نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر الماضيين، اعتقد البعض أن الهولندي حسم الصراع، لكن البريطاني رد على المشككين بتحقيق 3 انتصارات متتالية في الجوائز الكبرى الثلاث الأخيرة (البرازيل وقطر والسعودية) معيداً عقارب الساعة إلى الخلف وقالباً الموازين.

وفي الوقت الذي فاز فيه هاميلتون على حلبة إنترلاغوس البرازيلية على الرغم من حصوله على عقوبات زمنية أثرت على ترتيبه عند خط الانطلاق، وبعدما سيطر على حلبة لوسيل القطرية منذ البداية حتى النهاية، كانت الأمور معقدة للسائق صاحب البشرة السمراء في صراع الشوارع في جدّة حيث يدين سائق مرسيدس لفوزه إلى الأخطاء التي ارتكبها فيرستابن إن كان خلال التجارب التأهيلية أو في السباق.

رغبات البريطاني

يبحث هاميلتون (36 عاماً) عن لقب ثامن في الفئة الأولى، لكن فيرستابن ابن الـ24 عاماً يقف حجر عثرة أمام رغبات البريطاني، حالماً بتتويجه الأوّل في مسيرته في البطولة العالمية ولكن على الرغم من صغر سنه، يتسلّح الهولندي بخبرة كبيرة اكتسبها من السنوات السبع التي أمضاها على حلبات الفئة الأولى، مؤكداً في الوقت ذاته أنه تعلم الكثير من الأشياء.



أخطاء فيرستابن

عندما نعود بالذاكرة إلى المواجهات بين السائقَين هذا العام، يظهر جلياً أن الأصغر (فيرستابن) ارتكب عدداً أكبر من الأخطاء.

يُلام هاميلتون على أنه المسؤول عن الحادث الذي جمع بينهما على حلبة سيلفرستون البريطانية، في حين يقف فيرستابن في قفص الاتهام على خلفية حادثهما في إيطاليا. ليعود الهولندي ويدافع عن حظوظه حتّى الرمق الأخير والحدود القصوى في البرازيل والمملكة العربية السعودية، حيث انتهى به الأمر تحت مقصلة العقوبات.

تعديلات ياس.. صعوبة وإثارة

تبرز حلبة مرسى ياس التي ترفع من وتيرة الإثارة في بطولة العالم للفورمولا1، فقد دخل عنصر إضافي لزيادة الشك هذا العام على خط التكهنات: للمرة الأولى، تم إدخال تعديلات جذرية على حلبة مرسى ياس حيث باتت أسرع، ما يرجح على الورق أفضلية سيارة مرسيدس التي تبدو كالسهم خلال المقاطع المستقيمة.

كما من المرجح أن تصبح أكثر تشجيعاً على التجاوزات، ما يقلّص من وطأة عنصر الحسم في التجارب التأهيلية كما كان يحصل في الأعوام الماضية بسبب صعوبة التجاوز، ويميل الكفة لصالح فريق ريد بول.