وقال تهلك في حوار مع «الرؤية»: «نرحب بدوكوفيتش في الإمارات، مجدداً للمنافسة على لقبه التاسع في بطولة سوق دبي الحرة للتنس، إذ سبق أن فاز بلقبها في ثماني مرات، وهو لاعب مهم ومؤثر في كل بطولة يشارك فيها، نحترم القوانين الأسترالية الخاصة بجائحة كورونا، والتي تسببت في منعه من المشاركة بطولة أستراليا المفتوحة، وبدورنا كدولة مستضيفة نرحب به وفقاً للبروتوكول الصحي الذي يلزم القادمين إلى الدولة بإجراء فحص (بي سي أر) قبل القدوم وبعد الوصول في مطارات الدولة المختلفة، علماً بأن الإمارات لا تضع تلقي اللقاح شرطاً لدخول أراضيها».
بطولة منتجة
يقول مدير بطولة سوق دبي الحرة للتنس إن البطولة اكتسبت صفة النجاح منذ تأسيسها لأنها قامت وفق أسس وبنية صحيحة، علماً بأن سوق دبي الحرة تعتبر الراعي الرئيس والمالك للبطولة، وبمرور الوقت والنجاح المتزايد الذي حققته البطولة فتحنا باب الرعاية أمام المؤسسات الراغبة في الانضمام إلينا خصوصاً أن الراعي الرسمي يدفع ما لا يقل عن سبعة ملايين دولار، والآن زاد عدد رعاة البطولات بداية ببنك جي بي مورغان تشايس الأمريكي، شركة أرماني للمستلزمات الرياضية الإيطالية الأصل، شركة رولكس السويسرية، طيران الإمارات، ماي دبي، شركة بي أم دبليو للسيارات.
وأوضح أن البطولة تتحمل نفقاتها لوحدها، وتدير أرباحاً معقولة نسبياً كذلك، وليست هناك أي خسائر، مضيفاً «نصرف خلال الأسبوعين ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، ولكن في المقابل هناك دخل يغطي تلك الكلفة، يأتي من عوائد بيع التذاكر، لا سيما أن البطولة تحظى بمتابعة جماهيرية عالية، وأيضاً المبالغ المدفوعة نظير رعاية البطولات من الشركات الراعية، الأمر الذي انعكس على تطور البطولة واستمراريتها باعتبارها من أنجح البطولات الإماراتية التي قدمتها للعالم في مجال لعبة التنس».
أصبحت البطولة هدفاً للمؤسسات والشركات العالمية بسبب نجاحها حيث تجد متابعة كبيرة عالية من خلف الشاشات ومن داخل الملعب وفي نسخة 2020 حضر بطولة الرجال فقط من الملعب الرئيس 70 ألف متفرج، وفي هذا العام نتوقع ارتفاع العدد خصوصاً بعدما أضفنا فئة الأدوار التمهيدية للمرة الأولى، والتي تلعب في الملاعب الفرعية داخل الاستاد، وهو ما يزيد العدد المتوقع للحضور الجماهيري في نسخة 2022.
وأكمل "يحقق الرعاة العديد من المكاسب جراء رعايتهم للبطولة أبرزها الترويج لمنتجاتهم محلياً وعالمياً، وذلك سواء بالبيع المباشر بالنسبة لمنتجات بعض الجهات خصوصاً التي لديها علاقة باللعبة والمستلزمات التابعة لها، أو بالترويج لمنتجاتهم التي يتم عرضها في قرية التنس، إذ نخصص مكاناً لكل راعٍ يعرض منتجاته فيه، لتكون متاحة أمام الزوار لرؤيتها والتعرف إليها عن قرب، بجانب استعراض العلامات التجارية في البث التلفزيوني واللوحات الإعلانية داخل الملعب الرئيس الذي تبلغ سعته لخمسة آلاف معقد، وأيضاً الملاعب الفرعية الأخرى، والمنطقة المحيطة بالاستاد".
نفاد التذاكر مبكراً
شهدت بطولة سوق دبي الحرة للتنس إقبالاً كبيراً على شراء التذاكر خصوصاً بعد قرار الجهات الرسمية في الدولة بعودة الطاقة الاستيعابية بنسبة 100 %.
وأوضح تهلك «طرحنا تذاكر البطولة منذ الـ27 من يناير الماضي، حتى لا يحدث تأخير على الجماهير التي دائماً ما تحرص على شراء تذاكر البطولة مبكراً دون معرفة هوية المتأهلين، وخلال 3 أيام من طرح التذاكر تم شراء جميع التذاكر للبطولة حتى النهائي بالنسبة لبطولة السيدات، وبطولة الرجال بلغت المبيعات 90% من التذاكر، على أن ترتفع مع العد التنازلي للبطولة، علماً بأن وقتها لم يصدر القرار الخاص برفع السعة الاستيعابية للطاقة القصوى من الملعب، وعندما وصلنا القرار قمنا بطرح المزيد من التذاكر التي نفدت هي الأخرى من منافذ البيع سواء في مقر الملعب بمنطقة القرهود أو الموقع الإلكتروني، وبدورنا نشدد على تطبيق الإجراءات الاحترازية سواء بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي».
وأشار تهلك إلى أن الإقبال العالي على شراء التذاكر مبكراً، خصوصاً للأدوار ما قبل النهائي والنهائي، يؤدى نشاط بيع التذاكر في السوق السوداء في بعض المرات، وهو سلوك ترفضه اللجنة المنظمة، إلا أنه في الوقت نفسه يؤكد قوة البطولة حرص الجميع على حضورها، لا سيما أن النجوم العالميين الذين يشاركون في بطولة ويمبلدون وأستراليا وغيرها يشاركون في بطولة دبي.
الأثر الاقتصادي والسياحي
وباعتبارها إحدى أهم بطولات التنس على مستوى العالم طوال العقود الثلاثة الماضية ظلت بطولة سوق دبي الحرة تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي لإمارة دبي باستقطابها للسياح من خارج الدولة الذين يأتون لمتابعتها خصوصاً أنها تجمع ألمع نجوم التنس على مستوى العالم للسيدات والرجال.
وعن ذلك الجانب أفاد مدير البطولة "هناك دور اقتصادي كبير للبطولة على مدار العام، إذ يقع في محيط استاد سوق دبي الحرة للتنس عدد كبير من الكافيهات والمطاعم الفاخرة التي تقدم أشهى المأكولات باختلاف المطابخ الأوربية والشرقية والصينية والعربية وكذلك عدد من الفنادق، وهذا في حد ذاته تحريك للاقتصاد المحلي، حيث يعتبر الملعب مزاراً طوال العام للجاليات المختلفة المقيمة في الدولة".
وتسهم البطولة في دعم مسيرة السياحة في الإمارات وإمارة دبي خاصة بجذبها للكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم الذين يحرصون سنوياً على متابعتها وهو ما ينعكس إيجابياً على حركة الفنادق وإشغالها لا سيما أن هناك ما يقارب 3 آلاف ليلة فندقية يشغلها اللاعبون واللاعبات ومدربوهم فقط خلال فترة البطولة التي تمتد لأسبوعين بخلاف الجماهير القادمين من خارج الدولة.
وأضاف «تنتعش حركة الإقبال على المطاعم في محيط الملعب خلال أيام البطولة وذلك نسبة لكثرة الأعداد المتوافدة لحضور البطولة، إضافة إلى أن المراكز التجارية (المولات) تستفيد هي الأخرى من تواجد جماهير البطولة الغفيرة في الدولة إذ يذهبون للتسوق في المحلات التجارية المتواجدة في (المولات)، ويرفعون من حجم القوة الشرائية وجميعها مكاسب اقتصادية على إمارة دبي من وراء تنظيم بطولة سوق دبي الحرة التي تصنف ضمن أفضل 10 بطولات للعبة في العالم».
مليونان و800 ألف دولار جوائز
بلغت القيمة الإجمالية المالية لبطولة سوق دبي الحرة للسيدات والرجال لنسخة 2022، مليونين و800 ألف دولار، على أن ترتفع نحو الأعلى في النسخة المقبلة بحسب ما قال مدير البطولة صلاح تهلك في حديثه لـ«الرؤية»، مشيراً إلى أن الجوائز المالية للبطولة تعتبر عالية مقارنة بغيرها من البطولات.
حلم ورسالة
وختم صلاح تهلك حواره مع «الرؤية»، بحلم يتطلع إلى رؤيته قريباً وهو مشاهدة لاعب ولاعبة من أبناء الإمارات يشاركون في المستقبل ببطولة سوق دبي الحرة للتنس، مرسلاً رسالة إلى الأكاديميات والأندية واتحاد اللعبة بضرورة العمل على تبني المواهب الإماراتية، وصقلها حتى تستطيع الظهور في بطولة سوق دبي الحرة في المستقبل، لا سيما أن هناك دولاً لا تمتلك بطولات بحجم بطولة دبي ونجد لديهم لاعبين يشاركون في البطولة، ولهذا نطمح إلى رؤية أبناء الإمارات ينافسون في ملاعب الكرة الصفراء ونحن بدورنا في سوق دبي الحرة نتعهد بمواصلة الدعم لكل أنشطة اتحاد الإمارات لكرة التنس إذ نعتبر نحن من أكبر الداعمين لبرامجه سواء على مستوى البراعم أو الشباب، حتى نصل لمرحلة العالمية.