السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الراليات الصحراوية.. متعة وإثارة وجذب سياحي

الراليات رياضة تعشقها أعداد كبيرة من الناس خاصة بمنطقتنا، الأمر الذي بكر بتواجدها في جميع بلدان الخليج العربي، حيث الصحراء الممتدة برمالها الذهبية، والتي ظلت مصدر إلهام لأهل هذه الديار، فكانوا يجوبونها على ظهور الجمال في رحلات وأغراض شتى بينها التجارة والتواصل الإنساني مع بقية شعوب الأرض.

وظلت سباقات الجمال «الهجن» تستلهم قوة استمرارها من بريق رمال الصحراء، ولا تزال رغم ظهور السيارات والدراجات النارية وغيرها من سباقات المحركات السريعة والثقيلة.

الراليات

وبدورها، حافظت رياضة سباقات الراليات الصحراوية في دولة الإمارات على بريقها رغم تعدد الرياضات والسباقات خاصة سباقات الفورمولا1 على حلباتها المعدة والمرصوفة بإتقان وذات البنى التحتية العالمية، وظل رالي أبوظبي الصحراوي صامداً وجاذباً ومثيراً ليصل إلى نسخته الـ31 التي اختتمت، الخميس، في أبوظبي بعد 6 أيام من الإثارة والشغف وبمشاركة نخبة من المتسابقين العالميين.

واحتضنت رمال منطقة الظفرة الذهبية في منطقة الظفرة بأبوظبي سباق رالي أبوظبي الصحراوي في الفترة من 5-10 مارس الجاري من 5 مراحل بإجمالي مسافة 1.341.66 كم، لسباقات 265.04، وسباق 318.02، وسباق 289.75، وسباق 251.93، وسباق 216.92.


ويندرج رالي أبوظبي ضمن أكثر الراليات قوة وإثارة في سلسلة بطولات العالم الصحراوية للسيارات والشاحنات والدراجات النارية والكوادس عبر صحراء الربع الخالي برمالها الذهبية.


وحققت دولة الإمارات أهدافاً سياحية وترويجية مهمة عبر عقود من الزمان احتضنت فيها راليات الصحراء المختلفة في أبوظبي ودبي وعقود من سباق فورمولا1 في دبي منذ عام 1981 و13 عاماً منذ انطلاق أول سباق لفورمولا1 في 2009 بحلبة مرسى ياس بأبوظبي.

إقرأ أيضاً.. إسماعيل شريف: ملاعب الغولف أسهمت في التطوير العقاري بإمارة دبي

بن سليم

جاء فوز محمد بن سليم رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية برئاسة الاتحاد الدولي للسيارات في ديسمبر 2021 لمدة 4 أعوام كأول عربي يترأس الاتحاد تتويجاً للجهود الكبيرة لدولة الإمارات في ميدان رعاية ودعم سباقات السيارات لثلاثة عقود من الزمان، وهو كذلك تتويج لجهود بن سليم الفائز بعدة ألقاب لسباقات الرالي أهمها بطل الشرق الأوسط.

رالي الإمارات

كان يُعرف رالي أبوظبي الصحراوي باسم رالي الإمارات كإحدى جولات بطولة العالم للراليات طويلة المسافة للسيارات «فيا» جنباً مع راليات الدراجات النارية «فيم»، وكان محمد بن سليم رئيس الاتحاد الدولي ونادي الإمارات للسيارات والسياحة هو صاحب فكرة الرالي الصحراوي في أبوظبي الحالي عام 1991.

وعزز رالي أبوظبي الصحراوي منذ عام 1991 الجذب السياحي لإمارة أبوظبي خصوصاً ودولة الإمارات عموماً، فجاء عشاق الصحراء والراليات من كافة قارات العالم للاستمتاع ببريق صحراء منطقة الظفرة وظلت مشاركة كل متسابق من أي دولة عنصر جذب لمشجعيه من كل أنحاء العالم لمتابعته عبر بث قناة أبوظبي الرياضية والقنوات المشاركة. وانطلقت النسخة الـ31 لرالي أبوظبي الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية كل عام في منطقة الظفرة في الفترة من 5-10 مارس الجاري بمشاركة نخبة المتسابقين من جميع قارات العالم.

أسماء كبيرة

شاركت أسماء كبيرة في عالم تحديات السيارات عبر 31 عاماً أمثال: كارلوس سينز، وكولن أم سي راي، وآري فيتينان وهينز كينيجادنر، ما عزز كثيراً من عوامل الجذب السياحي لرالي أبوظبي وضاعف استفادة الدولة وعاصمتها من تنظيمه كل عام.

ما يجدر ذكره أن الإسباني مارك كوما حقق الرقم القياسي بفوزه بثماني نسخ من رالي أبوظبي آخرها في 2015.

أطقم مشاركة

يشارك 800 متسابق ومدرب وفني مختص وأطقم طبية، كما يوجد 200 متطوع يعملون ليل نهار في تحويل المنطقة الصحراوية والكثبان الرملية إلى مجمع متكامل ومعد لاستضافة الحدث العالمي الكبير بأعلى معايير الجودة والسلامة.

وتُستخدم الآليات الثقيلة لتهيئة المجمع الذي يُقيم فيه المشاركون من الأطقم التنظيمية المختلفة لتسهيل تنقلهم داخل المكان والقيام بعملهم بسهولة، كما يتم تجديد الطرق والمسارات في منطقة الظفرة بهدف تسهيل عبور ومرور عدد 600 مركبة مشاركة في الرالي.

وشارك في النسخة الأخيرة والتي اختتمت أمس الأول الخميس كوكبة من نجوم سباقات السيارات يتقدمهم السائق الفرنسي ستيفان بيترهانسيل، إلى جانب القطري ناصر العطية، والسعودي يزيد الراجحي والفرنسي جان لويس شليسر أول سائق يحقق 7 انتصارات والدراج الإسباني مارك كوما الذي حقق اللقب 8 مرات.

ومن الأسماء الكبيرة المشاركة في رالي أبوظبي بيتر هانسيل الذي يقود مع ملاحه ادوارد بولانجر سيارة (أودي آر أس كيو إي- ترون)، وسبق لهانسيل الفوز بلقب الدراجات النارية في أول مشاركة له في الدولة قبل 26 عاماً قبل تحوله لسيارات الرالي الذي تُوج فيه باللقب 6 مرات من 2002 و2019.

داعمو رالي أبوظبي

أكد رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية خالد بن سليم المساهمة الكبيرة لمختلف الجهات الحكومية لإنجاح الرالي، وهي: وزارة الدفاع، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وشركة أبوظبي للتوزيع، ومجلس أبوظبي الرياضي، وشركة أدنوك للتوزيع وحلبة مرسى ياس وجزيرة ياس، وطيران أبوظبي، والإسعاف الوطني، وتويوتا الفطيم، وشرطة أبوظبي، وبلدية أبوظبي، وبلدية منطقة الظفرة، ومياه العين، وقناة أبوظبي الرياضية، والدفاع المدني، و(تدوير) مركز أبوظبي لإدارة النفايات.

تدريب الراليات

تأتي أكاديمية حمدان بن محمد بن راشد لسائقي سباقات السيارات بحلبة دبي أوتودروم في الصدارة كأول أكاديمية من نوعها لإعداد وتدريب وصقل المواهب الجديدة من الشباب عشاق سباقات السيارات الإماراتيين للمنافسة في أعلى المستويات.

وأسست مدرسة ياس لسباقات السيارات بجزيرة ياس في أبوظبي لتدريب السائقين من دولة الإمارات وتعليم قواعد قيادة سيارات السباقات.

ويبلغ متوسط الدورات التدريبية لتعليم قيادة سيارات السباقات الاحترافية 3150 درهماً، حيث يخضع اللاعب للتدريب العملي والنظري على نحو يمكنه من الإلمام بكل الجوانب التي تمكنه من المشاركة في السباقات، حيث يحصل على رخصة تتيح له المشاركة في السباقات.

أهم السائقين الإماراتيين

أظهر عدد من السائقين الإماراتيين قدرات استثنائية في مختلف السباقات والراليات حلاً وترحالاً منهم: الشيخ عبدالله القاسمي، محمد بن سليم، عبيد الكتبي، يحيى بالهلي، راشد الكتبي، محمد البلوشي، عبدالله الحريز، عبدالباري بن سوقات.

رالي دبي

يؤكد رالي دبي عراقة رياضة راليات السيارات في الدولة بعد أكثر من 4 عقود على انطلاق أول سباق له ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات وظل شاهداً على براعة السائقين الإماراتيين، ومن أبرزهم الأسطورة محمد بن سليم بطل الشرق الأوسط في 14 مناسبة، ورالي دبي 15 مرة.