ويعتبر عالم دبي للرياضة، أحد أهم الاستثمارات الرياضية في دولة الإمارات، باعتباره يقدم خدماته للرياضيين نظير مبالغ مالية يدفعونها، محققاً أرباحاً للجهة المنظمة للفعالية، والتي ظلت طوال السنوات الماضية تؤمن بالاستثمار في القطاع الرياضي وتشجع عليه، مقدمة نموذجاً يحتذى به في الاستثمار في الرياضة، وتحويلها إلى وجهة اقتصادية مربحة في الدولة، وتدر عوائد مالية أسوة ببقية القطاعات الاقتصادية.
ودرج مركز دبي التجاري العالمي بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي منذ 2010 على تنظيم فعالية عالم دبي للرياضة سنوياً، إذ تنطلق في الأول من أبريل وتستمر حتى سبتمبر من كل عام، وذلك لتمكين الرياضيين من مواصلة نشاطهم الرياضي تحت أجواء بادرة تحافظ على سلامتهم الجسدية، لا سيما أن الأنشطة الرياضية تستقطب مئات الآلاف من الرياضيين، الذين يقبلون عليها بشغف كبير لممارسة نشاطهم الرياضي في الملاعب المعدة بعناية تناسب طموحاتهم الرياضية.
إقرأ أيضاً.. الشارقة يتعادل مع الريان القطري في الآسيوية
قاعات متعددة الاستخدامات
وفي كل عام يحوّل مركز دبي التجاري العالمي قاعاته إلى ملاعب رياضية تستوعب الرياضيين، وفي النسخة الحالية التي انطلقت مؤخراً تم تخصيص قاعات زعبيل 3-4-5-6، بمساحتها الممتدة على أكثر من 20 ألف متر مربع لتكون وجهة رياضية متعددة الاستخدامات تضم 42 ملعباً، وذلك لاستضافة مجموعة واسعة من الفعاليات الرياضية والتدريبية لمدة 23 أسبوعاً.
وتشمل مرافق عالم دبي للرياضة 18 ملعباً للريشة الطائرة، و3 ملاعب لكرة السلة، وملعب للكريكت، وملعبين للبادل، و6 ملاعب لكرة القدم، و8 ملاعب لكرة الطاولة، وملعبين للتنس، وملعبين للكرة الطائرة.
ويقدم عالم دبي للرياضة فرصة مميزة لممارسة مجموعة من الرياضات الأكثر شعبية في الإمارات، مثل الريشة الطائرة وكرة السلة والكريكت وكرة القدم والبادل والتنس وكرة الطاولة والكرة الطائرة، وذلك يومياً من الساعة 8 صباحاً حتى 1 بعد الظهر خلال شهر رمضان المبارك، ومن الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل بعد انتهاء الشهر الفضيل، وذلك حتى 21 سبتمبر المقبل.
وتعد نسخة هذا العام الأطول، حيث تمتد على مدى 23 أسبوعاً، ما يعكس الاهتمام المتزايد للمشاركة بالأنشطة الرياضية في إمارة دبي، بالتوازي مع تركيز القيادة الرشيدة على الترويج للرياضة والأنشطة البدنية بين أوسع شريحة ممكنة في المجتمع، لترسيخ نمط حياة صحي ونشيط بين جميع فئات المجتمع، حيث تشجّع الرياضيين من مختلف الأعمار ومستويات الخبرة على ممارسة رياضاتهم المفضّلة وترسيخ شعورهم بالانتماء للمجتمع الرياضي. وتنسجم هذه الرؤية مع أهداف مجلس دبي الرياضي الرامية للترويج للصحة والسعادة والنشاط والحيوية في مجتمع دبي.
حراك اقتصادي ورياضي
ورسخ عالم دبي للرياضة، طوال السنوات الماضية نفسه كأحد المنصات الرئيسة خلال العام بالنسبة للشركات المتخصصة في النشاط الرياضي، وذلك باعتباره سوقاً مهماً لمنتجاتها سواء عبر البيع المباشر من خلال نقاط البيع المتوفرة داخل قاعات مركز دبي التجاري العالمي، أو عبر خدمة الملاعب الخاصة بها والتي يستأجرها الرياضيون نظير أموال محددة مسبقاً، وغيرها من الأنشطة التي تمارسها خلال فترة الفعالية الرياضية الأطول في العام، وهو ما حفّز الكثير من الشركات للولوج لمجال الاستثمار في القطاع الرياضي، إذ تضمن لها سوقاً دائماً يحقق أرباحاً متميزة، لا سيما أن هناك إقبالاً كبيراً على ممارسة الرياضية من قبل فئات المجتمع الإماراتي مواطنين ومقيمين، إضافة لزوار الدولة من السياح.
ونتيجة للنشاط المتنامي، برزت العديد من الشركات في عالم دبي للرياضة، سواء كان بتوسيع نشاط الشركات التي تشارك في الفعالية بشكل دائم أو باستقطاب شركات جديدة للانضمام إلى منظومة عالم دبي الرياضي، والتي بلغ عددها في النسخة الحالية 14 شريكاً وهي: أكاديمية إف إيه لكرة القدم، وتنس 360، وأكاديمية سوكور كيدز دبي، وأكاديمية ديبيكا للريشة الطائرة، وأكاديمية ستار لكرة القدم، والاتحاد الدولي للريشة الطائرة، وأكاديمية بروفشنال سبورتس، ويونيكس، وشاتل تايم دبي، ومحظوظ، وإيماريتس سناكس فاكتوري، وجوارديكس، وسن اند ساند سبورتس، وماي دبي.
أسعار متفاوتة
وتتفاوت قائمة أسعار الألعاب في عالم دبي للرياضة حسب الوقت الذي يتم فيه الحجز، إذ ترتفع الأسعار في أوقات الذروة بينما تقل في الأوقات التي لا تشهد ازدحاماً من قبل العملاء، وتبدأ أسعار الحجوزات للعبة كرة تنس الطاولة بـ20 درهماً للساعة الواحدة، فيما يصل سعر لعبة التنس الأرضي إلى 100 درهم للساعة الواحدة في الأوقات العادية، بينما يرتفع في أوقات الذروة إلى 150 درهماً، فيما يبلغ سعر الساعة الواحدة للعبة البادل تنس 150 درهماً في الأوقات العادية و180 درهماً في أوقات الذروة، فيما يصل سعر استئجار الساعة الواحدة لملعب كرة القدم في أوقات الذروة 450 درهماً، وينخفض في الأوقات العادية إلى 330 درهماً.
وبدوره، يرتفع سعر إيجار ملعب كرة السلة للساعة الواحد في العطلات الأسبوعية إلى 180 درهماً، بينما ينخفض في الأيام العادية إلى 110 دراهم، وفي أوقات الذروة يكون سعره 160 درهماً، والحال نفسه في بقية الألعاب.
تطور وتميز
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لإدارة قاعات المعارض والمؤتمرات في مركز دبي التجاري العالمي ماهر جلفار: «تشكل الرياضة جزءاً أساسياً من الحياة في دبي، ويسرنا أن نوفر هذه المنصة أمام سكان وزوار دبي والإمارات لتمكينهم من اختبار تجارب متميزة وتكوين صداقات جديدة وممارسة رياضاتهم المفضلة خلال فصل الصيف. ونفخر لتمكننا من زيادة مساحة الوجهة خلال العام الحالي، ما أتاح لنا إضافة المزيد من الملاعب والمرافق الرياضية المميّزة. ويفتح عالم دبي للرياضة أبوابه هذا العام تحت شعار جميع الرياضات طوال الصيف».
وأضاف في حديثه لـ«الرؤية»: «عالم دبي للرياضة يمضي في تطور مستمر وكل نسخة تأتي تشهد جديداً يضاف للتجربة التي نأمل في تطورها أكثر نحو الأفضل، بالاستفادة من التجارب السابقة، وفي نسخة هذا العام شهدنا توسعاً في ملاعب البادل تنس، وذلك لمواكبة التطورات الكبيرة التي تشهد اللعبة على مستوى الدولة بعدما تنامت شعبيتها بشكل لافت، وأصبح الكثيرون يمارسونها، لما فيها من فوائد صحية ومتعة وشغف، وبدورنا لاحظنا منذ النسخة الماضية أن هناك طلباً كبيراً عليها من قبل الرياضيين ولذلك قمنا بزيادة ملاعبها لتسهيل الأمر على عشاقها بإتاحة الفرصة لهم لممارسة في ملاعب مميزة».
وجهة رياضية مثالية
بدوره، يرى الأمين العام لمجلس دبي الرياضي سعيد حارب، أن النشاط الرياضي لا يتوقف في دولة الإمارات ويستمر طوال العام أي بمعدل 365 يوماً، لا سيما أن النشاط الرياضي لا ينقطع خلال فترة الصيف، إذ يتحول للقاعات المغلقة وعالم دبي للرياضة أحد أهم هذه الوجهات التي يتجه إليها الرياضيون أثناء شهور الصيف نتيجة لصعوبة اللعب في الملاعب المفتوحة بسبب عوامل الطقس.
وأكمل في حديثه لـ«الرؤية»: «ظل عالم دبي للرياضة يقدم المتعة للجميع لمدة 6 أشهر عبر صالاته المكيفة، والمصممة بأحدث الأجهزة التدريبية والتقنيات التي تساعد الرياضيين على ممارسة ألعابهم المفضلة بكل أريحية، وكذلك تراعي خصوصية فئات المجتمع العمرية، إذ تتوفر في عالم دبي للرياضة أكاديميات متخصصة في العديد من الرياضات من الخاصة بالأطفال تعمل على تعليمهم أساسيات كل رياضة وفقاً لاختياراتهم، وكذلك يناسب عالم دبي للرياضة العوائل والأسر التي تأتي إليه برفقة أطفالها وأفرادها، خصوصاً في ظل التنوع الرياضي الموجودة في الألعاب، بحيث يختار كل فرد في الأسر الرياضة التي يود ممارستها بكل سهولة ويسر».