الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

منتخباتنا وأنديتنا.. الأزمة في 4 كم

منتخباتنا وأنديتنا.. الأزمة في 4 كم

من تدريبات منتخب الإمارات في قطر أخيراً. (من المصدر)

إحصاءات هنا وهناك تحصيها اللجان الفنية لرابطة دوري المحترفين لأداء ومردود اللاعبين والفرق في دورينا منذ انطلاق عصر الاحتراف قبل 14 عاماً، إحصاءات بلا جدوى على الأرض حتى اللحظة لأنها لم تساعد على إحداث تغييرات ملموسة في تطوير كرة القدم الإماراتية وتعزيز حظوظ أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في المنافسات القارية والعالمية.

على العيان نتائج منتخباتنا في مختلف المسابقات آخرها خروج المنتخب الأول من رهان مونديال قطر 2022 بعد الخسارة أمام أستراليا 1-2 في مباراة الملحق الآسيوي، وكم كان محزناً ذلك حيث لعب الأبيض فعلياً شوطاً أول جيداً ولكنه تراجع في الثاني تدريجياً بسبب نفاد المخزون البدني للاعبينا.

بعد يومين من إخفاق المنتخب الأول، أتبعه الأولمبي بآخر، وخرج من الدور الأول لكأس آسيا للمنتخبات تحت 23 عاماً المقامة حالياً في أوزبكستان بخسارته أمام نظيره السعودي بهدفين نظيفين واكتفى الأبيض بـ3 نقاط فقط من فوز وحيد على منتخب طاجكستان وخسارته أمام اليابان والسعودية.

وكان العامل البدني حاسماً وسبباً رئيسياً في خروج أندية دوري أدنوك للمحترفين من رهان دوري أبطال آسيا في التجمع الذي استضافته المملكة العربية السعودية أخيراً، ومن هنا خسر بني ياس مباراة الملحق المؤهل أمام ناساف الأوزبكي، ثم أعقبه خروج الشارقة والجزيرة من الرهان الآسيوي.

ويعرب الشارع الرياضي عن أسفه لتراجع نتائج المنتخبين الأول والأولمبي وكذلك الأندية وعدم قدرتها على المنافسة خارجياً بما يجعل مسابقاتنا محلية فقط بكل إثارتها وحماسها إلا أن منتجها البدني تحديداً لم يُظهر قدرته على المنافسة قارياً أو إقليمياً.

وجزم رياضيون على أهمية الشق البدني في عالم المستديرة، موضحين أن التطور المهاري والتكتيكي والتكنيكي والتركيز الذهني كل ذلك يعتمد على معدل اللياقة البدنية والسرعة والقدرة على ركض مسافات أطول في المباريات تفوق المعدل الحالي للاعبي دورينا الذي يراوح ما بين 6-8 كم في المباراة.

خطط واستراتيجيات

أكد الخبير المقدوني جوكيكا هادجفيسكي على أهمية الاستفادة من الإحصاءات الخاصة بالمعدل البدني ودراستها وتسريع وتيرة المعالجات الآنية والاستراتيجية لزيادة سرعة ومعدل جري اللاعب في المباراة الواحدة جنباً إلى جنب مع ابتكار معالجات لزيادة وقت اللعب الفعلي وتقليل التوقفات أثناء المباراة.

وأوضح المقدوني أن المنافسات القارية والعالمية تعتمدان على المعدل البدني وقوة الاحتمال أثناء المباريات، مشيراً إلى أن اللاعب الإماراتي لا يجري الكيلو مترات التي تمكنه من المنافسة القوية لأندية ومنتخبات القارة الآسيوية التي يقطع لاعبو بعض دورياتها مثل الدوري الياباني والكوري الجنوبي والإيراني مسافات أطول.

وشدد على ضرورة الاستفادة من الإحصائيات ورسم خطط واستراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى هدفها رفع معدل جري اللاعبين في دوري أدنوك للمحترفين ليصل إلى 10-12 كم في المباراة الواحدة.

و أكمل «كرة القدم الحديثة أصبحت بدنية أكثر، وارتفاع المعدل البدني ينعكس طردياً على الأداء في الميدان والانضباط التكتيكي والتكنيكي والتركيز والصلابة الذهنية والقدرة على اتخاذ القرارات وتنفيذ الأفكار الخلاقة».

حلول ناجعة

قال المحلل الفني محمد مطر غراب إن منتخبات وأندية شرق القارة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا يقطعون مسافات أطول في المباريات تراوح ما بين 10-12 كم في المباراة الواحدة، ويلعبون دقائق لعب أكثر ضمن وقت اللعب الفعلي خاصة أولئك الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية.

ولفت إلى أن مراجعة الأداء البدني للاعبي دورينا كالسرعة والمسافة المقطوعة في المباريات وإيجاد الحلول الناجعة التي تمكننا من استعادة زمام المبادرة عبر العمل الفوري والاستراتيجي بعيد المدى بإشراف مختصين في الجوانب البدنية.

وأضاف «نحتاج فعلياً لزيادة 4 كم على الأقل للمسافة التي يقطعها لاعبونا في المباريات حالياً وهو أمر ليس بالسهل»، المطلوب في جميع المباريات أن تحرز الأهداف وألا يدخل مرماك هدف وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالأفضلية البدنية والفنية في جميع الخطوط".

الجوانب البدنية

شدد المدير الفني لنادي يونايتد سبورت لكرة القدم علاء جمال على أهمية تطبيق أنجع الوسائل العلمية لرفع المعدل البدني للاعبي دورينا ليتمكنوا من المنافسة القارية بكل نجاعة.

وأفاد أن المعدل البدني أصبح من أهم الأشياء في كرة القدم الحديثة، «دول شرق القارة حسموا أمر الجوانب البدنية قبل بضعة أعوام ساعدهم الاحتراف في الدوريات الأوربية، بينما نسعى لمعالجة هذا الجانب ذهب هؤلاء بعيداً في تطوير الجوانب الفنية والمهارية والتكتيكية».

وأردف «يجب العمل الفوري على تطوير الجوانب البدنية لكي نلحق بركب كرة القدم الحديثة، وتطوير الجوانب البدنية أمر يحتاج لعمل مستمر ورصد علمي دقيق، وتطوير عقلية اللاعب في جوانب الأكل والشرب والحياة الاحترافية من نوم وراحة وحياة خاصة».