الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

ما الذي فعله الأردن ليصبح من أقوى دول العالم في التايكواندو؟

ما الذي فعله الأردن ليصبح من أقوى دول العالم في التايكواندو؟

أحمد أبو غوش

بعدما حصد المنتخب الأردني للتايكواندو 10 ميداليات ملونة في البطولات الدولية في الأيام الماضية، يستعد لاعبوه في موسكو لخوض مواجهات الجولة الرابعة الأخيرة من بطولات الجائزة الكبرى بعدما حصدوا ذهبية الجولة الثالثة من البطولة العالمية.

وتحول الأردن بهذه الأرقام والإنجازات من دولة لم تكن تعرف لعبة التايكواندو إلى دولة أصبح لاعبوها رقماً صعباً في البطولات العالمية.

لم تكن اللعبة معروفة في الأردن حتى ثمانينات القرن الماضي، حيث بدأت في الجيش الأردني منتصف السبعينات بتدريب منتسبيه على التايكواندو كرياضة للدفاع عن النفس.

بدايات

أكد المدرب التايواني تشن تشوا هوا، أحد أبرز مؤسسي لعبة التايكواندو في الأردن، لـ«الرؤية»، أنه كان محظوظاً بالقدوم إلى الأردن عام 1974 لتدريب منتسبي الجيش بطلب من الأمير الحسن بن طلال ولي العهد آنذاك، والذي وصفه تشن بوالد التايكواندو الأردني.

وذكر تشن أن الراحل الملك حسين بن طلال قال له عام 1979 إنه يتمنى رؤية تايكواندو الأردن بمستوى دولي، موضحاً «بدأ وقتها الأمير حسن بالنظر إلى ضرورة تدريب جيل آخر على مستوى الأردن عبر تأسيس مركز جبل عمان، أول مركز في الأردن)، الذي احتضن أكثر من 14 ألف متدرب ومتدربة».

وأشار إلى أنهم بدؤوا تأسيس اتحاد التايكواندو وتشكيل المنتخب الوطني بشكل جيد، وشارك الأردن لأول مرة في الألعاب الأولمبية عبر دورة موسكو الصيفية عام 1980، ومنذ ذلك الوقت لم تغب شمس التايكواندو الأردني عن الأولمبياد وحقق لاعبوه العديد من الميداليات.

تطورت لعبة التايكواندو وقطعت أشواطاً طويلة لتشق طريقها نحو قلوب محبيها من الأردنيين، ووصل عدد مراكزها إلى أكثر من 150 نادياً في جميع محافظات المملكة.

انخرط الأردنيون في هذه اللعبة وكتب حروفها لاعبون ومدربون كثر، وألبس أحمد أبو غوش بلاده حزامها الذهبي حينما حقق أول ميدالية ذهبية للعرب في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

مثّل الأردن قبل ريو دي جانيرو العديد من اللاعبين في مختلف البطولات العالمية والألعاب الأولمبية وحققوا الكثير من الميداليات، لكن ذهبية أبو غوش ألهمت الكثير من أقرانه وأقنعت ذويهم بجدوى هذه اللعبة، ليبدأ الأردنيون بحصد الذهب في مختلف البطولات العالمية، إضافة إلى الميداليات الفضية والبرونزية.

إنجازات

توج لاعبو المنتخبات الأردنية من الرجال والسيدات والشباب بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في الكثير من البطولات، منها برونزية أولمبياد سيؤول 1988 (إحسان أبو شيخة وسامر كمال)، برونزية أولمبياد برشلونة 1992 (عمار فهد)، ذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 (أحمد أبو غوش)، والعديد من الميداليات في بطولة الجائزة الكبرى وبطولة العالم للتايكواندو وبطولات آسيوية وعربية، وتعتبر جوليانا الصادق أول عربية تحقق ذهبية بطولة الألعاب الآسيوية.

وتأهل 3 لاعبين شباب إلى أولمبياد الأرجنتين للشباب للمرة الأولى، وحل الأردن في المركز الأول عربياً والرابع على مستوى العالم في عدد اللاعبين المتأهلين لهذه البطولة وحققوا العديد من الميداليات، كما حقق الأردنيون 3 ميداليات بينها ذهبيتان وفضية في بطولة روسيا المفتوحة للشباب.

يقول ثاني أفضل مدرب في العالم، الأردني فارس العساف، لـ«الرؤية»، إن اهتمام الاتحاد الأردني برئاسة الأمير راشد بن الحسن للعبة التايكواندو أسهم كثيراً في تطور المنتخبات الوطنية التي أصبحت تنافس منتخبات العالم.

وشدد العساف على أن التحضير لمستقبل اللعبة يبدأ من الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية، والعمل على إعداد خطة تصل بالمنتخب الأردني إلى أقوى 5 منتخبات في العالم بعدما أصبح الأول عربياً والعاشر عالمياً.

وناشد العساف المعنيين بزيادة دعم الألعاب الفردية خصوصاً التايكواندو لتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية ولفت أنظار العالم إلى الأردن الذي بات مقصداً لمعسكرات منتخبات العالم التدريبية، إضافة لاستضافته 5 بطولات آسيوية عام 2019.



تايكواندو العائلة

تنتشر في الأردن ظاهرة تايكواندو العائلة حيث حقق بعض اللاعبين ميداليات حقق مثلها آباؤهم من قبل، كاللاعب السابق عمار فهد صاحب برونزية العالم 1987، الذي كان مدرباً لفارس العساف الذي يدرب بدوره ابنه فهد عمار.

لكن اللافت في هذا المضمار عائلة الصادق (جوليانا ويزن وأنس)، أبناء فؤاد الصادق اللاعب السابق والمدرب الذي حقق أبناؤه ميداليات ذهبية في بطولات عالمية كذهبية بطولة آسيا وبطولة العالم 2010 وبطولة العالم للناشئين 2008.

وقالت جوليانا الصادق صاحبة أول ذهبية للعرب في دورة الألعاب الآسيوية، لـ«الرؤية»، إن عائلتها الرياضية كانت دافعاً كبيراً لها لتحقيق الإنجازات، مشيرة إلى أن الأجواء العائلية ساهمت في وصولها إلى مكانتها، إذ يشاهدون مباريات التايكواندو معاً في المنزل، وهي على علم بمتطلبات التدريبات والمباريات ومستوى اللاعبات اللاتي تواجههن.

وأكدت جوليانا سهولة ممارسة المرأة للعبة التايكواندو بالأردن في ظل البيئة التدريبية الاحترافية خاصة بعد إنشاء مركز الإعداد الأولمبي الذي يوفر متطلبات الإعداد للبطولات، نافية وجود أي معوقات أمام المرأة لتحقيق طموحها الرياضي.