الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الرياضة العربية تبكي "نورسها الساحر" أحمد راضي

الرياضة العربية تبكي "نورسها الساحر" أحمد راضي

أحمد راضي. (الرؤية)

فُجعت الرياضة العربية صباح اليوم الأحد بوفاة أحد رموزها أسطورة الكرة العراقية أحمد راضي عن 56 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأصيب عضو مجلس النواب العراقي السابق الأسبوع الماضي بارتفاع مفاجىء بدرجة الحرارة وضعف حاد في الجسد، ما أدى إلى نقله للمستشفى وإجراء فحوص أظهرت إصابته بالفيروس.

وتدهورت حالته الخميس بعد ساعات على خروجه من المستشفى، ما دفع الطبيب المشرف على علاجه لنقله مرة ثانية إلى مستشفى النعمان في بغداد.


وفي آخر تصريحاته، قال راضي عبر تسجيل فيديو :"كنت أعاني من مشكلة في النوم، واليوم استطعت أن أنام.. أشعر في بعض الأحيان بصعوبة بالتنفس وهذا أمر طبيعي".


وكانت ترتيبات تجري على نحو متواصل من قبل وزير الشباب والرياضة عدنان درجال ونقيب الصحفيين مؤيد اللامي لنقل اللاعب "الساحر" إلى العاصمة الأردنية عمان لاستكمال علاجه حيث تستقر عائلته، إلا أن الموت كان أسرع من الطائرة الطبية المستأجرة من تركيا والمخصصة لنقله الأحد عصراً.

ـ صدمة وبكاء

ونعى درجال الهداف التاريخي لمنتخب العراقي "ببالغ الحزن والأسى ننعى رفيق الدرب ونجم الجماهير الغيور الرياضي الفذ ابن العراق أحمد راضي الذي وافاه الأجل عقب إصابته بجائحة كورونا".

وغرد رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم واتحاد غرب آسيا الأمير علي بن الحسين "رحم الله الأخ و الصديق النجم العربي الكبير أحمد راضي الذي كان في طريقه إلى عمان لتلقي العلاج من مضاعفات فيروس كورونا، فقدنا هامة رياضية نفخر و نعتز بها و مثالاً بأخلاقه و عزيمته...".

وقال حارس مرمى المنتخب السعودي السابق محمد الدعيع في تويتر :"رحم الله الكابتن الخلوق أحمد راضي نجم الكرة العراقية، نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يربط على قلوب أهله ويلهمهم الصبر والسلوان".

وكتب نجم المنتخب العراقي السابق يونس محمود على حسابه في "تويتر" :"أبكيت قلبي قبل عيني أبا هيا، أكبر صدمة والله يصعب عليّ هذا البوست لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون".



ونعى رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة "أسطورة كرة القدم العراقية"، مشيرا الى موقع الاتحاد القاري "تشعر أسرة كرة القدم الآسيوية بالحزن الكبير لوفاة أحد أهم رموز كرة القدم العراقية، ونحن نقف إلى جانب أسرة الفقيد أحمد راضي والاتحاد العراقي لكرة القدم، كان أحمد راضي إيقونة للرياضة في بلده، وسوف تبقى مساهماته خالدة في أذهان عشاق كرة القدم بقارة آسيا".

وغرد تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية ورئيس الاتحاد العربي السابق لكرة القدم "رحم الله الخلوق أحمد راضي نجم العراق... جمعتني فيه معرفه وذكريات كان محباً للمملكة... وكان على خلق عال وأدب كبير وشجاعة".

ونعى النجم الدولي ورئيس الاتحاد العراقي الأسبق حسين سعيد زميله وكتب على حسابه الشخصي في فيسبوك "وداعاً أبا فيصل وداعاً أخي أحمد راضي".

وفي تغريدة حزينة كتب مدرب المنتخب العراقي السابق وزميل راضي لسنوات في صفوف نادي الزوراء عدنان حمد في حسابه على تويتر "أخي العزيز أحمد راضي في ذمة الله لقد أوجعنا فراقك ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمك الله أبا هيا وغفر لك وأسكنك فسيح جناته".

- هدف المونديال الوحيد

تأتي وفاة أحمد راضي بعد أسابيع قليلة على وفاة اللاعب الدولي السابق علي هادي، إثر إصابته بالفيروس. وظهر راضي في فيديو معزياً بهادي وهو يبكي على رحيله.

ولد أحمد راضي في 21 أبريل 1964، وبرزت مواهبه في سن مبكر وتألق مع ناديي الرشيد والزوراء.

واصل تألقه مع المنتخب الأول في الثمانينيات والتسعينيات حيث قاده إلى نهائيات مونديال المكسيك 1986، الوحيد الذي شارك فيه المنتخب العراقي، حيث نجح بتسجيل الهدف الوحيد لبلاده في كأس العالم في مرمى بلجيكا.

وكانت لأحمد راضي علاقة ود كبيرة مع الصحافة المحلية التي أطلقت عليه لقب النورس الساحر.

كما أحرز بطولة كأس الخليج في 1984 و1988 عندما نال جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية.

- الشي مو غريب على أحمد راضي

وكان للدولي السابق الراحل مكانة وتأثير كبيرين في المجتمع العراقي، اشتهر راضي في تسجيل أهدافه من ضربات رأسية، وعندما يريد العراقيون التأكيد على مصداقية أي حدث يستخدمون عبارة "الشي مو غريب على كلّة أحمد راضي" (الأمر ليس غريباً عن رأسية أحمد راضي".

وفي عام 2007 دخل أحمد راضي مجال السياسة، وأصبح عضواً في مجلس النواب العراقي وعضو لجنة الشباب والرياضة في المجلس، كما ترشح لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم في يونيو 2011 قبل انسحابه.

وترأس راضي إدارة نادي الزوراء الذي حقق معه شعبية عريضة كلاعب ومدرب أيضاً عام 2004 ولم يجدد ولايته عام 2008، بعدما فضل الانتقال إلى الأردن قبل أن يعود ويصبح عضواً في البرلمان عن القائمة العراقية.