الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

بدر هاري.. اعتزال يؤجله «انتصار أخير» منذ 2015

في 5 نوفمبر 2015، فاجأ البطل العالمي في الوزن الثقيل لرياضة الكيك بوكسينغ، المغربي بدر هاري جمهوره بقرار الاعتزال، وأرجع الأمر حينها إلى رغبته في التوقف عن ممارسة تلك الرياضة وهو في عز عطائه، وأن نزاله المقبل وقتها سيكون الأخير في مسيرته الرياضية الحافلة، لكن جرت الرياح بما لم تشتهِ سفن الملاكم المغربي، وظل ذلك القرار موقوف التنفيذ إلى غاية اليوم، بسبب عقدة الانتصار الأخير.

وفي ديسمبر 2016، خاض هاري النزال الذي كان يظن أنه سيكون بمثابة مباراة الوداع، لكن خسارته أمام الهولندي، ريكو فيرهوفن، جعلته يؤجل تنفيذ قرار الاعتزال، ويعلن عن نزال آخر مع فيرهوفن، باحثاً عن انتصار أخير يسمح له بالتقاعد عن الحلبات مرفوع الرأس، لكن هاري خسر أيضاً نزاله الثاني مع البطل الهولندي في ديسمبر 2019، ما دفعه إلى اتخاذ قرار مواجهته للمرة الثالثة.



وفي انتظار النزال الثالث مع فيرهوفن، تجرع هاري طعم الخسارة من جديد، بعدما سقط بالضربة القاضية في نزاله الأخير مع الروماني من أصل نيجيري، بنجامين أديغبوي، مساء السبت المنصرم، ليبقى تاريخ تنفيذ قرار الاعتزال غير معلوم.

التنمر أصل الحكاية

ولد بدر هاري، الملقب بـ«الفتى الذهبي»، في 8 ديسمبر سنة 1984 في العاصمة الهولندية أمستردام، لكن أصوله تعود إلى مدينة أولاد تايمة/ هوارة (جنوبي المغرب).



وبدأ هاري ممارسة رياضة الكيك بوكسينغ، بعد تعرضه للتنمر من قِبل زملائه في المدرسة، بسبب قامته الطويلة، وبنيته الضعيفة، وشكل النظارات التي كان يرتديها، وأيضاً بسبب تعرضه للتعنيف الجسدي من طرف أبناء حيه، الذي كان يعيش فيه بأمستردام، الأمر الذي جعل والده يوجهه بممارسة الرياضة المذكورة، ليصبح قادراً على الدفاع عن نفسه، بحسب ما حكاه هاري أثناء استضافته في برنامج تلفزيوني مغربي سنة 2013.



في البداية، كانت علاقة بدر هاري بالكيك بوكسينغ علاقة فاترة، لكونها رياضة عنيفة، لكن مع الوقت بدأ يألفها شيئاً فشيئاً، وفق ما قاله في البرنامج التلفزيوني المذكور، ليصبح بعد ذلك بطلاً عالمياً في تلك الرياضة.

وخاض البطل المغربي أكثر من 120 مباراة في رياضة الكيك بوكسينغ، واشتهر بإنهائه النزالات بالضربة القاضية، التي أسقط بها خصومه في 92 نزالاً من أصل 106 فاز فيها.



كما انتزع هاري مجموعة من الألقاب المهمة خلال مسيرته الرياضية، من بينها بطولة «جِي إِفْ سِي» سنة 2014، وبطولة الكي وان للوزن الثقيل في سنتي 2008 و2009.



شهرة أوسع بفضل كريستيانو

من المؤكد أن ألقاب بدر هاري في رياضة الكيك بوكسينغ أكسبته شهرة على مستوى العالم، لكن بالمقابل أيضاً، ذاع صيته أكثر بفضل علاقة الصداقة القوية، التي تربطه بنجم يوفنتوس الإيطالي، كريستيانو رونالدو، وظهورهما معاً في أكثر من مناسبة.



ويقوم هاري بحضور بعض مباريات رونالدو، الذي يدعم بدوره البطل المغربي ويشجعه في رياضة الكيك بوكسينغ.



فاختيار رونالدو لمدينة مراكش (جنوب المغرب) لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أكتوبر 2015، كان وراءه هاري، بعدما حَكَى له، إلى جانب مجموعة من أصدقاء رونالدو المغاربة المقربين، عن جمال المغرب، وظهرا معاً في أماكن عديدة بالمدينة المغربية المذكورة، من خلال مجموعة من الصور والفيديوهات، التي كانت قد انتشرت وقتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد تلك الزيارة بأيام قليلة، قَدِمَ رونالدو إلى المغرب من جديد، تلبية لدعوة وجهها إليها هاري، وزارا معاً مدينة أكَادير (جنوب المغرب)، ثم تتالت بعدها زيارات نجم المنتخب البرتغالي إلى المملكة المغربية، ولم يكتفِ بزيارتها لأغراض سياحية فقط، بل استثمر فيها أيضاً.



أسباب الاعتزال

أثناء حلوله ضيفاً على إذاعة مغربية خاصة متخصصة في الرياضة، في 5 نوفمبر سنة 2015، أعلن بدر هاري عن قرار اعتزاله، وقال إن نزاله المقبل وقتها سيكون الأخير في مسيرته في رياضة الكيك بوكسينغ، متمنياً أن يكون في بلده المغرب.

ووجه هاري، من خلال المحطة الإذاعية المذكورة، نداءً إلى المسؤولين المغاربة، ليساعدوه على تحقيق ذلك، من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية المطلوبة، فيما سيقوم هو بتمويل الحدث، بحسب ما قاله حينها. كما عبر هاري عن رغبته في أن يرضى عنه ملك المملكة المغربية، محمد السادس، في نزاله الأخير.

وعن أسباب ذلك القرار، كشف هاري أنه راجع إلى رغبته في إنهاء مسيرته الرياضية الاحترافية في الكيك بوكسينغ وهو في عز عطائه، بعدما لعب الكثير من المباريات، وحصل على بطولة العالم، إلى جانب أنه يريد التفرغ للقيام بأمور أخرى، من بينها تربية ابنته بشكل جيد، والتي كانت تبلغ من العمر 3 سنوات وقتها.



الخسارة تؤجل اللحظة التاريخية

في ديسمبر 2016، خاض بدر هاري النزال الذي كان يفترض أن يكون الأخير في مشواره الرياضي، لكن ليس في المغرب، وإنما في مدينة أوبرهاوسن الألمانية، أمام الهولندي، ريكو فيرهوفن. ولم تَسِر الأمور كما خطط لها هاري، إذ أصيب على مستوى يده اليمنى، وانسحب من النزال في جولته الثانية، ليحسم لصالح فيرهوفن، ما دفع البطل المغربي إلى تأجيل تنفيذ قرار الاعتزال، وطلب مواجهة ثانية معه.

واحتضنت مدينة أرنهيم الهولندية، في ديسمبر 2019، النزال الثاني بين هاري وفيرهوفن، والذي انتهى أيضاً بفوز هذا الأخير، بعد إصابة هاري في الجولة الثالثة من المباراة على مستوى ساقه اليسرى، ومغادرته للحلبة محمولاً على نقالة، ليتوعد بعدها منافسه الهولندي، عبر حسابه على إنستغرام، بمواجهة ثالثة لم تتم إلى حدود الساعة.

واستمرت الخسارات في مطاردة هاري، الذي انهزم بالضربة القاضية، يوم السبت الماضي، أمام الروماني من أصل نيجيري، بنجامين أديغبوي، في نزال احتضنته مدينة روتردام الهولندية، في إطار بطولة «غلوري 76» العالمية للوزن الثقيل، الأمر الذي يجعل قرار اعتزال بدر هاري موقوف التنفيذ، إلى حين تحقيق انتصاره الأخير.