السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سولسكاير يحلم بحل أزمة بوغبا وإعادة يونايتد إلى منصات التتويج

سولسكاير يحلم بحل أزمة بوغبا وإعادة يونايتد إلى منصات التتويج
يتوقع أن يكون نجم الوسط الفرنسي بول بوغبا على رأس أولويات المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد الإنجليزي، وذلك على خلفية العلاقة المتأزمة بين النجم المتوج في مونديال روسيا 2018 مع الديوك ومدربه المقال حديثاً جوزيه مورينيو، والتي رجّح كثيرون أنها كانت سبباً في رحيل المدرب البرتغالي عن أولد ترافورد.

وعلى الرغم من المواقف المتباينة تجاه العداء بين مورينيو وبوغبا، الذي انعكس بلا شك على الفريق، لا يختلف اثنان على أهمية اللاعب، بوصفه قوة لا يستهان بها وسط ملعب الشياطين الحمر، ما يحتم بالتالي إعادته إلى التألق مجدداً وتحفيزه على الاستمرارية مع الفريق.

وفي الوقت الذي بدت فيه استراتيجية مورينيو غير مجدية في تحفيز اللاعب، نجح الأخير في التعبير عن نفسه بقوة عبر المنتخب الفرنسي بأداء مميز في نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، وقيادة منتخب الديوك إلى اعتلاء عرش الكرة العالمية.


وكان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب قد عبّر في أكثر من مناسبة عن دعمه لمواطنه في مواجهة الانتقادات التي يتعرض لها، خصوصاً الشارع الإنجليزي «هناك بعض الأشياء التي يجب أن يعرفها الناس عن بوغبا».


وتابع «البعض يرسم صورة لا تتوافق مع شخصيته الحقيقية، ربما لأنه غريب الأطوار بعض الشيء، كان معي منذ 2013 أي لخمس سنوات حتى الآن، والطريقة التي يعمل بها ليست فردية على الإطلاق بل هو جزء من المجموعة، أعتقد أن صورته في وسائل الإعلام تجعل أمر التعامل معه معقداً».

تجديد

نجح بوغبا في تغيير الكثير من المفاهيم الجامدة حول لاعب كرة القدم، وذلك بتواجده الدائم على منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن بنيته التسويقية الضخمة مع قاعدة متسعة من المعجبين، ما يعني أن التعامل معه لن يكون بتلك البساطة.

ولعل خصوصية الفرنسي دفعت لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق دارين فليتشر إلى دعوة اللاعب للاستيقاظ، على حد تعبيره، ومحاولة إثبات نفسه فعلياً مع الفريق «أعتقد أنه يحتاج إلى من يذكره بقيمته ويحثه على العودة».

وطالب النجم الاسكتلندي بوغبا بعدم تفسير إقالة مورينيو أنها انتصار شخصي له «إذا فكر بوغبا أنه أكبر من مورينيو وأنه قد انتصر بتلك الإقالة، فلا شك أن هناك المزيد من المشكلات في انتظاره مع المدرب الجديد».

وتابع فليتشر في حديث خص به «بي بي سي» أخيراً «أعتقد أنه في حاجة إلى شخص يخبره بأن الأمر لم يكن معركة بينه وبين البرتغالي. عليك أن تثبت نفسك الآن، كما يجب على سولسكاير أن يطلب منه المزيد لقيادة هذا الفريق إلى الأمام للخروج من دوامة النتائج السيئة».

اختبار

لا شك أن سولسكاير الذي سبق لبوغبا أن تدرب على يديه في مرحلة الناشئين بالنادي يواجه الكثير من التحديات لإعادة ثقة الفريق بنفسه، وروح الانتصار إلى ملعب أولد ترافورد، إلى جانب الأهم وهو إخراج أفضل ما لدى بوغبا الذي يعد واحداً من أكبر استثمارات النادي في الأعوام الأخيرة، وتوظيفه لصالح الفريق.

صحيح أن المدرب النرويجي في موقف ضعيف جداً من واقع فترته المؤقتة، بيد أنه لن يكون بمأمن من المسؤولية إذا ما استمر إخفاق الشياطين الحمر، وهو أمر يمكنه تفاديه بأمور سهلة مثل إعادة الثقة إلى بوغبا وبقية النجوم ومن ثم الانطلاق نحو عالم الأمجاد.

وبالفعل يبدو أن سولسكاير فطن للأمر مبكراً، وذلك بإشراكه بوغبا أساسياً أمام كارديف سيتي في البريميرليغ السبت الماضي، ليساهم مع زملائه في حصد النقاط الثلاث وتسجيل خمسة أهداف في مرمى أصحاب الأرض.

وكان المدرب البالغ من العمر 45 عاماً قد حاول وضع الكرة في ملعب اللاعبين، في إشارة إلى أهمية جهودهم في الفترة المقبلة «المحللون في النادي قاموا بجهد عظيم، عندما جئت في الصباح رأيتهم يشاهدون مباريات كارديف، ولكن الأمر لا يتعلق بالمنافس فقط، بل يتعلق بمانشستر يونايتد وباللاعبين ومعرفة ما يمكنهم فعله، نحن نريد رؤيتهم يعبّرون عن أنفسهم».

من جهة أخرى، ومن واقع أن الخلاف مع مورينيو جعل بوغبا لاعباً غريب الأطوار بعض الشيء، فإن أفضل طريقة لتخطي الأمر هي استمرار الدفع به لقيادة الفريق على أرضية الملعب كما فعل مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم رغم عدم فاعليته مع مانشستر يونايتد من الناحية الفنية لاحقاً.

تأرجح

ليس غريباً بالنسبة إلى لاعب كان جزءاً من المنتخب الفائز بالمونديال أن يشهد بعض التأرجح في المستوى، فمواطنه أنطوان غريزمان، على سبيل المثال، سجل انخفاضاً ملحوظاً في نسبة التهديف في الدوري الإسباني هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد، إذ لم يحقق سوى خمسة أهداف طوال الأشهر الأربعة الأولى من الموسم، بينما واجه حارس المنتخب الفرنسي هوغو لوريس صعوبات كبيرة مع فريقه توتنهام الإنجليزي.

قد لا يكون هناك احتمال لانتكاسة طبيعية بالنسبة لبوغبا، لكن عندما يتعلق الأمر بمواجهته تعنت مورينيو فإنه يبدو مختلفاً، إذ كان من الغريب رؤية بوغبا يعود من روسيا ليجد نفسه تحت الاختبار بعدما أكد البرتغالي أن اللاعب غير جاهز لقيادة يونايتد.

وحاول النجم البالغ من العمر 25 عاماً أن يصف نفسه بالنجم الأكثر تعرضاً للنقد عبر نهائيات كأس العالم، مؤكداً قدرته على التخلص من العراقيل التي تعوق مسيرته «لا أستمع للانتقادات أبداً بل أستمتع بوقتي، وهذا هو الجواب الوحيد الذي يمكنني تقديمه لكل هؤلاء الذين ينتقدونني، فكل شخص له آراؤه».