السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«قُبلـة» الدرع تصنع هيمنة السيتـي على البريميرليغ

أحيا مانشستر سيتي تاريخاً ظنه الكثيرون اندثر إلى غير رجعة منذ نحو عشرة أعوام، وذلك عندما كرر إنجاز جاره اللدود يونايتد بالاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسمين متتالين في موسمي 2008 و2009، عقب تتويجه أمس الأول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بفوزه على مضيفه برايتون 4 ـ 1 بالجولة الأخيرة.

ونجح السماوي في إنهاء أحلام منافسه الشرس في الموسم الجاري ليفربول، الذي كان يمني النفس بالفوز باللقب للمرة الأولى منذ نحو 30 عاماً، ليجد نفسه مع إنجاز تاريخي بالتتويج بثلاثة ألقاب محلية في الموسم، إذ يتطلع للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي نهاية الشهر الجاري، وضمه للقبي البريميرليغ وكأس الرابطة.

الإنجاز الفريد للسيتي ومدربه بيب غوارديولا في الهيمنة على البريميرليغ، لم يكن وليد صدفة، وإنما جاء بعد خطط جادة بدأت منذ العطلة الصيفية بعد الموسم الماضي (الاستثنائي)، الذي توج فيه السيتي بالبريميرليغ برصيد 100 نقطة.


في يوليو من العام الماضي، وعندما عبرت طائرة السيتي ضفتي الأطلسي من أجل التحضير للموسم والمشاركة في الكأس الدولية للأبطال، لم يكن يشغل بال الفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا سوى الكيفية التي يمكنه عبرها شحذ همة لاعبيه لتجاوز حالة الاحتفال تلك، والتفكير في العودة بشكل أقوى إلى منصات التتويج.


وبعد يومين من خسارة السيتي مباراته الافتتاحية في الكأس الودية للأبطال أمام بروسيا دورتموند، قرر غوارديولا أخذ قسط من الراحة بعيداً عن الساحرة المستديرة، وذهب إلى ملعب اليانكي في مدينة نيويورك لمشاهدة مباراة نيويورك يانكي للبيسبول أمام نيويورك ميتز، واصطحب معه درع البريميرليغ وكأس الرابطة اللتين توج بهما السيتي في الموسم الماضي.

وبعد العودة إلى خضم التدريبات والاستعدادات، وقبل العودة بأسبوع إلى مدينة مانشستر، أخذ غوارديولا اللقبين (البريميرليغ والرابطة)، ورفعهما أمام لاعبيه الذين أنهوا للتو وقتها، حصة تدريبية صباحية، ولم يتحدث غوارديولا طويلاً، وإنما اكتفى بعبارات محدودة، لكنها كانت بحسب المتابعين معبرة للغاية.

وقال غوارديولا، الذي كان ممسكاً باللقبين: «انسوا هذا، وأشار إلى كأس الرابطة»، قبل أن يطبع قبلة لمدة طويلة على درع البريميرليغ، ويقول بعدها: «أحب هذا، هذا ما يجب أن نحبه»، وفهم منذ تلك اللحظة أن الفيلسوف الإسباني يخطط بجدية للاحتفاظ بالبريميرليغ، ومنحه أولوية كبيرة، رغم المطالب الكثيرة له بضرورة الفوز بالهدف الاستراتيجي للنادي وهو لقب دوري أبطال أوروبا.

وخلال ذلك الأسبوع نفسه، وبحسب ما نقلته وقتها الصحف البريطانية، وبأحد فنادق مدينة ميامي، انضم غوارديولا إلى رباعي فريقه برناردو سليفا، بنجامان ميندي وإيميريك لابورت ولوري ساني في حفل شواء في الهواء الطلق، واستغل اللحظة الملئية بالترابط الاجتماعي، قبل أن يطلب منهم ومن انضم إليهم لاحقاً، ضرورة استمرار هذا التلاحم بين الجميع لتحقيق هدف الموسم الجديد وهو الاحتفاظ بالبريميرليغ.

مطلب غوارديولا في الموسم الجديد بخصوص البريميرليغ في ذلك الوقت المبكر على الموسم، ربما بدا في نظر البعض أمراً مستحيلاً، خصوصاً أن الاحتفاظ باللقب بات من الماضي، والسبب هنا هو تقارب مستويات الأندية ورغبة أكثر من خمسة منها في التتويج.

في المقابل، تعد مسألة صعوبة الاحتفاظ باللقب مسنودة بالوقائع، إذ لم يجرؤ فريق على تكرار إنجاز السير أليكس فيرغسون مع يونايتد منذ موسم 2009.

وتمر الأيام بعد حديث غوارديولا عن اللقب، ويلعب السيتي مباراته الأخيرة أمام بايرن ميونيخ، ويربط أحزمة العودة إلى مدينة مانشستر للاحتفال مع جمهوره بالإنجاز الخرافي في الموسم الماضي، لكن غوارديولا كان يدرك ضرورة عدم غياب هدفه في الموسم الجديد عن آذان لاعبيه اللذين غاب 16 منهم، عن رحلة نيويورك بسبب استحقاقات كأس العالم بروسيا 2018.

وبعد أيام من العودة واجتماع شمل اللاعبين في أغسطس، وخلال أول حصة على أكاديمية السيتي كرر غوارديولا الأمر ذاته، وطالب لاعبيه بصريح العبارة «نريد الاحتفاظ بلقب البريميرليغ».

يبدأ الموسم الجديد ويطير السيتي بحزمة انتصارات على مدى ثلاثة أشهر وتحديداً حتى الرابع من ديسمبر، إذ لم يفقد السيتي سوى أربع نقاط بالتعادل مع وولفرهامتبون وليفربول، ليدخل إلى «البوكسينغ دايز» متصدراً برصيد 41 نقطة وبفارق ثلاثة نقاط عن ليفربول، وهو أمر جاء بحسب المحللين نتيجة لتنبيهات بيب غوارديولا.

بعدها، وفي جولات البوكسينغ داي فجأة تحول الأمر وحل التراخي بدل الجدية، ليمنى السيتي بثلاث هزائم شبه متتالية أمام تشيلسي وكريستال بالاس وليستر سيتي ويفقد الصدارة أمام ليفربول، بعدها وقف غوارديولا في غرفة ملابس اللاعبين مخاطباً إياهم: «يجب ألا ندع ذلك الجهد من يوليو إلى ديسمبر يضيع فجأة، أعرف إمكاناتكم كلاعبين وكفريق».

وكان لتلك الكلمات الكثير من التأثير، بعدها بدأ الفريق في رحلة المجد، لم يوقفه سوى خسارة أمام نيوكاسل في الـ 29 من يناير، ليحلق بعدها الفريق بـ 14 انتصاراً متتالية، ويحرز اللقب.