الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

صلاح .. ابن دلتا النيل وحامل آمال الفراعنة في «كان 2019»

يدخل محمد صلاح بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 لكرة القدم على أرض بلاده، متوجاً بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريقه ليفربول الإنجليزي، ونجماً يحمل آمال منتخب الفراعنة ونحو 100 مليون مصري باللقب.

المهاجم الذي أتم في 15 يونيو الجاري الـ 27 من العمر، المتواضع ابن قرية نجريج في عمق الريف، والفخور بمسيرة ملأتها التحديات والصعاب، وصولاً إلى قمة الكرة الأوروبية بعد أعوام الكفاح، هو نجم متوج في عيون الملايين من عشاقه، وحتى لاعبين تنافسوا معه.

ويقول الدولي التونسي نعيم السليتي «تشعر بأن صلاح يشكل خطراً بمجرد أن يلمس الكرة. لا ينبغي تركه (منفرداً). بمجرد أن يلمس الكرة، يحصل أمر ما».


وراكم الجناح السريع، «الملك المصري» المتوج بأهازيج ملعب أنفيلد في ليفربول، جوائز فردية في عاميه في الدوري الإنجليزي الممتاز، أفضل لاعب وهداف موسم 2017-2018، وهداف موسم 2018-2019 بالشراكة مع زميله في الفريق السنغالي ساديو مانيه ومهاجم أرسنال الغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ.


وتستضيف مصر الموعد القاري بعد نحو عام من خيبة مونديال روسيا 2018، حيث أثرت الإصابة في أداء صلاح وحدت من مشاركته، ليخرج الفراعنة من الدور الأول بثلاث هزائم في مشاركتهم الأولى في النهائيات منذ 28 عاماً.

ويشكل صلاح رمزاً لتشكيلة من جيل شاب، وموهبة لامعة ضمن أسماء مثل محمد النني وعمرو وردة ومحمود حسن «تريزيغيه»، وسيكون هو محور تشكيلة المكسيكي خافيير أغيري بدءاً من المباراة الافتتاحية ضد زيمبابوي غداً، في استاد القاهرة الدولي الذي يتسع لنحو 75 ألف متفرج.

ويقول المحلل الرياضي كريم سعيد إن مدربي المنتخب المصري «يضعون خططهم وتكتيكاتهم على أساس وجود صلاح في الفريق».

بداية

بدأت رحلة نجوميته من قريته الصغيرة في دلتا النيل (على بعد 120 كيلومتراً من القاهرة)، حيث مارس كرة القدم طفلاً قبل أن ينتقل إلى مدينة بسيون المجاورة، ومنها إلى العاصمة القاهرة، فالقارة العجوز، متنقلاً بين بازل السويسري، فيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولاً إلى ليفربول، في رحلة تضمنت تجربة للنسيان مع تشيلسي الإنجليزي.

بفضل مثابرته ودأبه، تحول إلى نجم دولي ملأ السمع والبصر.

ونشأ صلاح في بيت بسيط يطل مثل معظم مباني قرية نجريج على شارع ترابي ضيق، ويروي عارفوه أنه بذل مجهوداً كبيراً في صباه.

ويقول غمري عبدالحميد السعدني، مدرب أشبال نادي شباب نجريج عندما بدأ صلاح التردد على المركز وهو في الثامنة، «كانت موهبته واضحة منذ الصغر»، وأضاف إلى موهبته «عزيمة فولاذية ومجهوداً وإصراراً».

وبحسب عمدة القرية ماهر شتية، انضم صلاح في الـ 14 إلى «نادي المقاولون العرب» في القاهرة، وكان يمضي ساعات يومياً للمواظبة على التمارين، مستقلاً أربع وسائل نقل: من نجريج إلى بسيون، ومنها إلى مدينة طنطا (عاصمة محافظة الغربية)، حيث يستقل حافلة أخرى إلى وسط القاهرة، قبل البحث عن وسيلة تقله إلى حي مدينة نصر في شرق العاصمة المصرية، حيث مقر ناديه.

وبين نشأته في أسرة محافظة وتأثر باحتكاكه ببعض جوانب الثقافة الغربية، اختارته مجلة «تايم» الأمريكية في أبريل الماضي ضمن لائحة 100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وتحدث إليها عن مواقفه تجاه المساواة بين الجنسين «أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نعامل بها المرأة في ثقافتنا».

الجانب العائلي يحضر بخجل في حياة نجم اختار، بعكس أقرانه في اللعبة الشعبية الأولى، الحفاظ على جانب كبير من الخصوصية، زوجته ماغي، زميلة المدرسة التي اقترن بها وهو في سن الـ 20، نادراً ما تظهر معه في المناسبات، لكنها دأبت مع ابنتهما مكة على الاحتفال إلى جانبه لدى تتويجه هدافاً للدوري الإنجليزي.