الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

أنسو فاتي.. من شوارع غينيا بيساو الفقيرة إلى المجد مع برشلونة

أنسو فاتي.. من شوارع غينيا بيساو الفقيرة إلى المجد مع برشلونة
من طفل ترعرع في الأحياء الفقيرة في غينيا بياسو ومارس كرة القدم على الأراضي الترابية إلى أكبر ملاعب وأندية العالم في برشلونة.. هذا هو الطريق الذي سلكه المراهق أنسو فاتي الذي وصل عام 2009 إلى إسبانيا كمهاجر من أفريقيا وأصبح بعمر الـ16 حديث عالم المستديرة.

«أنسو فاتي لاعباً في برشلونة» هي الجملة التي يرددها أصدقاؤه في ضواحي العاصمة بيساو، حيث ترعرع، والفرحة تغمرهم عندما يرددون اسم صديقهم البطل، الذي بدأ مشواره على ملعب ذات التراب الأصفر في حي ساو باولو الشعبي المحاط بالأشجار الاستوائية.

هناك ولد فاتي في الثاني من أكتوبر من عام 2002 وأمضى السنوات الـ6 الأولى من حياته في ذاك المكان مارس كرة القدم منتعلاً الجوارب أو الصنادل البلاستيكية ومراوغاً الأقوى والأكبر منه سناً، وفق ما يروي مدربه الشاب في حينها مالام روميسيو لوكالة فرانس برس ، معترفاً «كنت أشجع ريال مدريد، ولكن غيرت انتمائي عندما عرفت أن أنسو بات لاعباً أساسياً في برسا».


وأصبح فاتي في 31 أغسطس الفائت أصغر هداف في تاريخ برشلونة خلال التعادل 2-2 مع أوساسونا في الدوري المحلي، قبل أن يصبح الثلاثاء ضد دورتموند، عن 16 عاماً و321 يوماً، أصغر لاعب يحمل ألوان النادي الكاتالوني في المسابقات الأوروبية، وفق موقع «أوبتا» للإحصاءات.


وتشكل هذه الأرقام مدعاة فخر لأبناء بلده الأم الصغير الواقع غرب القارة الأفريقية والغني بغاباته ومناظره الخلابة والمصنف ضمن أفقر بلدان العالم.

وفي المنزل الواقع في أحد الأحياء الفقيرة، حيث ترعرع أنسو، يشير عمه دجيبي فاتي إليه في صور العائلة، فتى صغيراً باللباس التقليدي خلال المناسبات، قائلاً إنه في «كل مرة كان يعود فيها فاتي من كرة القدم، كان يطالب بأكل الخبز».

هاجر والده بوري فاتي إلى البرتغال ثم إسبانيا باحثاً عن وظيفة.

ويروي أمادور سافيردا الذي تعرف إلى بوري في بلدة هيريرا الأندلسية (البالغ عدد سكانها 6000 نسمة) والواقعة في مقاطعة إشبيلية جنوب إسبانيا، أن والد فاتي عمل في مجالات مختلفة «في موقع بناء القطار السريع، في حصاد الزيتون، ونادلا في ملهي ليلي...» من دون أن يدرك أنه سيأتي يوماً ويشرف فيه سافيردا على تدريب ابنه.

انضم أنسو عام 2010 إلى أكاديمية نادي إشبيلية قبل أن يضمه برشلونة إلى صفوفه عام 2012 (رفقة شقيقه الأكبر برايما)، حيث التحق بأكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة، والتي يزال فيها حتى الآن.

ورغم أن أنسو يملك جنسية غينيا بيساو، إلا أن بإمكانه أن يلعب في صفوف المنتخب الإسباني، وبات محط أنظار المدرب روبرتو مورينو الذي اعتبر أنه قام «ببداية مذهلة» مع برشلونة.

ويرغب فاتي في تمثيل «لا روخا» عوضاً عن بلده الأم، وهو بدأ بتحضير إجراءات الحصول على الجنسية للمشاركة في كأس العالم لدون 17 عاماً الشهر المقبل في البرازيل، وذلك بحسب ما أكد مدرب المنتخب دافيد غوردو لإذاعة «كادينا سير»، بالقول «أنسو كان أمام فرصة تمثيل منتخب وطني آخر لكنه اختار إسبانيا. نحن نفعل كل ما هو ممكن لتحقيق هذا الأمر، ونتطلع ليكون بتصرفنا في أقرب وقت ممكن».