الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

العنصرية تهدد الكرة الأوروبية.. والكالشيو في قلب العاصفة

لا تكاد تمر جولة في منافسات الدوريات الأوروبية الكبرى لكرة القدم حتى تطفو على السطح حادثة أو أكثر للعنصرية ضد نجوم الكرة ذوي البشرة السمراء، ليتحول الأمر إلى ظاهرة، ويقرع إجمالاً أجراس الإنذار لما يمكن أن يكون عليه مصير الملاعب بمقبل الأيام.

وطوال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، تصدر الدوري الإيطالي (الكالشيو) الأضواء، لكن بصورة سلبية، إذ فيما يبدو أن شهية الجماهير العنصرية في إيطاليا وجدت محفزاً جديداً بوصول النجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلان، ليصبح الأخير وجبة دسمة لتلك الجماهير، لتفريغ حملاتها العنصرية، كلما دكّ البلجيكي الأسمر شباكها.

ومن تقليد جماهير كالياري أصوات القردة بعد تسجيل لوكاكو هدف الفوز لإنتر مطلع الشهر الجاري، ومروراً بتقديم أحد المحللين في قناة «توب كالشيو» الإيطالية وصفة إيقاف لوكاكو، وإجمالها في «عليك فقط منحه 10 قطع موز لكي يأكلها»، وختاماً بتوقف مباراة أتالانتا وفيورنتينا ضمن الكالشيو أمس الأول لبضع دقائق بسبب صيحات عنصرية استهدفت مدافع فيورنتينا البرازيلي دالبير هنريك، ظل الكالشيو متفوقاً على جميع الدوريات الأوروبية في إذكائه روح العنصرية البغيضة في الملاعب.


ودفع الأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيسه جياني إنفانتينو إلى الدخول على خط الأزمة أمس، إذ صرح بأن الوضع في إيطاليا تجاه لجم العنصرية لم يتحسن بعد، مقدماً في الوقت ذاته وصفة الخروج من المأزق التاريخي.


وقال إنفانتينو لقناة «راي 2» الإيطالية «تتم مكافحة العنصرية من خلال التعليم، وإدانتها والحديث عنها. لا يمكننا قبول العنصرية في المجتمع وفي كرة القدم».

وتبدو تصريحات إنفانتينو مجدية وتمس جوهر القضية بشكل مباشر، كما تزيد الضغط على الاتحاد الإيطالي، بحسب محللين، لكنها في المقابل هل تمثل بلسماً للناقمين على تفشي الظاهرة في إيطاليا وبقية دوريات أوروبا الأخرى؟

ويمكن أن يكون الأمر كذلك، خصوصاً أن تصريح الإدانة يأتي من رئيس أعلى سلطة كروية بالعالم، لكن المتابع لسيرورة الأحداث، ربما يجد تململاً في الأوساط الرياضية من فيفا نفسه، إذ لا يتوانى البعض في اتهامه بالتقاعس تجاه الأمر.

في الثالث من أبريل الماضي صب العاجي ونجم مانشستر سيتي السابق يايا توريه جام غضبه على فيفا والاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) واتهمهما بالتساهل تجاه العنصرية، وانتقد في هذا الإطار تحرك الاتحادين تجاه تعرض ثلاثي إنجلترا الشاب (ستيرلينغ، أودي وداني روز) لصيحات عنصرية في مباراة إنجلترا ومونتينغرو.

وقال توريه عن لجان فيفا لمكافحة العنصرية «يكتفون باحتساء القهوة في مكاتبهم، وعند سماعهم بحادثة يهرعون إلى هواتفهم بغرض الدعوة لاجتماع عاجل، في تقديري عملهم يتطلب منعها قبل الحدوث، لا إدانتها فقط».

إنجلترا بين الحساسية الزائدة والحسم

بقراءة سريعة للواقع الحالي، ربما بدت إنجلترا واتحادها الكروي الأكثر جدية في لجم الظاهرة، إذ كانت آخر الأخبار عن العنصرية في شكل عقوبات، فبداية حرم تشيلسي مشجعاً من دخول ملعبه مدى الحياة بعد إهانته سترلينغ الموسم الماضي، إلى جانب منع الاتحاد الإنجليزي أخيراً المهاجم الإنجليزي السابق بيتر بيردسلي عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 32 أسبوعاً في أعقاب إدانته بعدد من التعليقات العنصرية بشأن لاعبين، خلال قيادته تدريب فريق نيوكاسل يونايتد تحت 23 عاماً.

وأمس القريب بدأ الاتحاد الإنجليزي في تحليل تغريدة لجناح سيتي برناردو سيلفا مازح خلالها زميله في الفريق بنجامان مندي، لوجود شبهة عنصرية فيها.

ونشر البرتغالي صورة مندي في الصغر إلى جانب علامة الشوكولاتة الإسبانية الداكنة (كونغيتوس)، وعلق عليها «خمن من هذا الشخص»، لكن بعد ردّ مندي عليها وتعليق سيلفا بعدها بما يشبه الاعتذار، بقوله «لا يمكن المزاح مع صديقك هذه الأيام»، جعل متابعين ينظرون للأمر في خانة المبالغة والحساسية الزائدة من قبل الاتحاد الإنجليزي.فيفا ويويفا متهمان بالتساهل تجاه العنصرية