الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

جدل «الفار»يتصدر في قمة ليفربول ـ سيتي.. وغوارديولا يطلب توضيحات

فاز ليفربول على ضيفه مانشستر سيتي 3 ـ 1 أمس الأحد، ليهرب في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميرليغ) برصيد 34 نقطة وبفارق 8 نقاط عن أقرب مطارديه ليستر سيتي، لكن ذلك لم يكن الحدث الأبرز في الجولة الـ12 من المسابقة، إذ تركز اهتمام وسائل الإعلام ومحبي المستديرة حول العالم على استمرار تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) في إثارة الجدل.

وتسيد (الفار) المشهد تماماً، ليلة الأحد، بعد أن تغاضى عن ضربة جزاء لمانشستر سيتي في الدقيقة السادسة من المباراة، إثر لمس مدافع ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد الكرة بيده، قبل أن تتحول إلى هجمة مرتدة ويسجل منها البرازيلي فابينهو هدف التقدم لليفربول. وأثارت الواقعة غضب نجوم سيتي ومدربه بيب غوارديولا، لكن (الفار) فيما يبدو أراد معاقبتهم على طريقته، وذلك عندما تغاضى عن ركلة جزاء ثانية في الدقيقة 83 وكان بطلها أرنولد مرة أخرى، وحدث ذلك عندما كانت النتيجة 3 ـ 1.

بعد صافرة الحكم مايكل أوليفر، ورغم الفوز الكبير لليفربول وقطعه خطوة مهمة في طريق إعادة لقب بريميرليغ إلى خزائنه بعد 30 عاماً، تحولت الأنظار إلى مانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا، الذي بدا غاضباً من القرارات التحكيمية والفار، وشوهد يتجه إلى الحكام ويشكرهم، لكن ملامحه كانت تنبئ عن غضب عارم على ظلم فادح تعرض له فريقه، إذ بدا الشكر وكأنه رسالة احتجاجية مبطنة منه على قرارات التحكيم المضرة بفريقه.




وخلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، حوّل غوارديولا أسئلة الصحافيين عن الأداء التحكيمي إلى طاولة رئيس التحكيم مايكل رايلي، مشيراً إلى أنه شخصياً بحاجة إلى توضيحات منه، قبل أن يمتدح أداء فريقه، ويعد بالمزيد في مقبل المباريات.

شهادة تحكيمية

الحكم الإنجليزي السابق كيث هاكيت دبج مقالاً مطولاً في صحيفة ذا تليغراف أمس، أقر فيه بصحة ضربة جزاء لمانشستر سيتي في الدقيقة السادسة، مشيراً إلى أن تقنية (الفار) كان يتوجب أن تتدخل وتعيد الحق لأصحابه.



وقال هاكيت « أنا أتفهم شعور بيب غوارديولا بالظلم، لأن فريقه مانشستر سيتي استحق ضربة جزاء على أرنولد في الدقيقة السادسة على ملعب أنفيلد، وفي تقديري إنها حالة تؤكد أن الفار ارتكب خطأ واضحاً للغاية».

وطالب هاكيت بضرورة مراجعة التقنية، قبل أن يشكك في صحة هدف ليفربول الثاني عن طريق محمد صلاح، ورأى أن شبهة التسلل كانت حاضرة بشدة في الهدف.

بين المؤامرة والخطأ

بنهاية قمة ليفربول وسيتي، وبعد مرور 12 جولة ظل ليفربول يحلق برقم قياسي، إذ لم يضع سوى نقطتين بالتعادل أمام مانشستر يونايتد، لكن تقارير صحافية عدة ما انفكت تلمح إلى وجود شبهة مؤامرة خفية، تتمظهر في حصول ليفربول على مساعدات، خصوصاً في مبارياته الأخيرة أمام توتنهام، وقبلها ليستر سيتي، وأخيراً مع كل من أستون فيلا ومانشستر سيتي.

وربما يتساءل آخرون عن جدوى ذلك، لكن ربما يجد الناظر للأمر من زاوية أخرى، أن فوز ليفربول باللقب وعدم ذهابه إلى سيتي، هو أمر محبذ للغاية لدى القائمين على أمر البطولة، دون أن يورطهم ذلك بالضرورة في حبك «مؤامرة» لصالح ليفربول.

والسبب هنا، هو أن البطولة الإنجليزية بحاجة إلى التناوب بين أبطالها، وهي التي ظلت تفاخر بأنها ودعت عهد الهيمنة من قبل فريق واحد منذ أيام السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد.

وعموماً، يسود شبه إجماع على أن بطولات كل من ألمانيا، إيطاليا وفرنسا، فقدت بريقها، بسبب هيمنة منافس واحد عليها منذ أعوام، ليظل كل من الدوري الإنجليزي الاستثناء الأول، وبعده الدوري الإسباني.

براعة «الريدز»

بعيداً عن كل تلك الجدلية المتعلقة بالفار، وبنظرة فنية إلى مباراة القمة، استحق ليفربول الفوز بالنتيجة، بحسب الكثير من المحللين أبرزهم البرتغالي جوزيه مورينيو، إذ ظهرالريدز أكثر تجانساً وقوة في خطوطه كافة، عكس سيتي المثقل بالغيابات والأخطاء في خط الظهر.

وفي تحليل مطول لها، أرجعت صحيفة «ذا صن» البريطانية سبب هزيمة سيتي إلى فقدانه الدور المحوري الذي ظل يلعبه البرازيلي فرناندينيو في وسط سيتي، وهو الذي تراجع أمس الأول إلى خط الدفاع بأمر غوارديولا، مخلفاً فراغاً في الوسط استغله ليفربول ونجمه المتألق فابينهو ليمنح الريدز أغلى 3 نقاط في موسمه على الأرجح.