الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل نسي جوزيه مورينيو كيف يدافع؟

هل نسي جوزيه مورينيو كيف يدافع؟

جوزيه مورينيو

سِجل لا يعكس سمعة جوزيه مورينيو،12 مباراة مع توتنهام بشباك نظيفة واحدة، سبقتها 12 مباراة مع مانشستر يونايتد بالحفاظ على نظافة شباكه مرتين فقط، وهو الرجل الذي حقق صاحب أفضل سجل دفاعي في تاريخ بريميرليغ موسم 2004-2005 بتلقيه 15 هدفاً فقط، وهو رقم صمد أمام سطوة مانشستر سيتي الرهيبة مع بيب غوارديولا، وسوف يصمد بشكل أكيد أمام ليفربول الحالي الذي يبدو أنه لا يقهر.

وعانى توتنهام دفاعياً الموسم الماضي رغم وصوله لنهائي دوري الأبطال، واستمرت هذه المعاناة مع بوكيتينو مطلع الموسم، ما أوصل إدارة النادي إلى قرار لم يتصور أحد اتخاذه خلال الموسم، ألا وهو رحيل الأرجنتيني، ثم كانت المفاجأة الثانية بتعيين جوزيه مورينيو، على أمل إعادة الحياة للفريق الذي ظهر مرهقاً ذهنياً وفاقد اللياقة البدنية مطلع الموسم.

حتى الآن، يملك جوزيه مورينيو أسوأ سجل في مسيرته التوتنهامية "1.67 نقطة في المباراة"، وهو رقم أسوأ من سجله مع بنفيكا الذي كان "1.8 نقطة في المباراة"، وكانت قد تمت إقالته حينها بعد 10 مباريات عام 2000.

دفاعياً هو يملك سجلاً سيئاً للغاية مع توتنهام، متلقياً "1,58" هدف في المباراة، وهذا رقم أسوأ بكثير من أي رقم سابق له، إذ كانت أسوأ أرقامه 0,96، وهذا تراجع مذهل يقارب 65%، ما يوضح أن توتنهام ومورينيو لم يجدا التناغم المطلوب حتى الآن.

هل نسي الدفاع؟

لا يمكن القول إن جوزيه مورينيو نسي الدفاع، فهو صاحب باع طويل في النجاح في هذا المجال، أوقف أقوى خطوط الهجوم سابقاً، واستطاع بنجاح الوصول إلى تركيبات ناجحة، والكلام عن "انتهاء" و"تفكير قديم"، كلام صدر من قبل بحق كثيرين، وعادة ما ثبت ندم أصحابه.

فما تفسير ما يجري حالياً؟.. يمكن إعادة الموضوع إلى عدة أسباب:

** مرحلة تعارف

رغم أن 12 مباراة فترة طويلة للتعارف، لكن يبدو أن جوزيه مورينيو وتوتنهام ما زالا يعيشان هذه المرحلة من التعارف، ولعل غياب المعسكر الصيفي الاستعدادي ساهم بذلك.

جوزيه لم يقف بشكل جيد على قدرات لاعبيه الدفاعية، ما زالت بعض الأخطار تتكرر، والبعض الآخر يأتي بأشكال جديدة، وفي نفس الوقت ما زالت بعض تحركات اللاعبين تعكس شيئاً من عدم الانسجام مع تحركات لاعبين آخرين، ما يجعل القول إن الفريق ما زال في مرحلة التعرف على الأفكار بين الطرفين منطقياً.

** عدم ثبات الأسماء

استخدام 24 لاعباً حتى الآن في 12 مباراة، ليس رقماً عادياً من جوزيه مورينيو، خصوصاً أن معظم المباريات مهمة، وكانت في بريميرليغ، أي في بطولة ينبغي فيها ثبات التشكيل للوصول سريعاً إلى أفضل مستوى.

يواصل مورينيو تغيير تشكيلات خط الوسط بحثاً عن التوازن، لم يعرف بعد محاوره، ولم يتوصل بعد لأدوار أجنحته عندما يخسر الكرة، يبدو كمدرب مستعجل للوصول إلى الحالة المثالية، ولكنه بفعل قراراته المتغيرة يتأخر أكثر.

** عقول متعبة

منذ انطلاق الموسم، ولاعبو توتنهام ليسوا على طبيعتهم، وهناك شبه إجماع في إنجلترا على أن ما يجري هو لاعبون يشعرون بأنهم أضاعوا أهم فرصة في تاريخهم، عندما خسروا مع ليفربول 0-2 في نهائي دوري الأبطال 2019.

كانت فرصة قد لا تتكرر لسنوات ليس لهذا الجيل من اللاعبين، بل لتوتنهام ذاته، وهو ما جعل الحافز يغيب، وعدم الاكتراث بما يحدث ملموس، سلبية أطاحت بماوريسيو بوكيتينو، ويبدو أن تعيين جوزيه مورينيو ليس كافياً لإخفائها في يوم وليلة.

** أجساد مرهقة

حالة عدم الوضوح بشأن مستقبل بوكيتينو في الصيف التي أحاطها شبه اختفاء له معظم فترات التحضير، يبدو أنها أثرت بشكل مباشر على التحضيرات، وزاد من سوء تلك الفترة الحالة السلبية التي سيطرت على أذهان اللاعبين بعد الإخفاق الأوروبي، وإعلان بعضهم صراحة رغبته في الرحيل.

توتنهام في آخر نصف ساعة (خارج ملعبه) تلقى هذا الموسم في بريميرليغ 10 أهداف وسجل 3 فقط، وهذا رقم سيئ يتفوق عليهم (من حيث فارِق الأهداف) أستون فيلا فقط، وهو مؤشر عام يستخدمه المراقبون للتحدث عن لياقة الفريق بدنياً وذهنياً، وفي كليهما يبدو أن توتنهام يعيش مشكلة.

الكلام عن انتهاء العلاقة بين المدرب السابق واللاعبين، وعدم الأخذ بوجهة نظرهم، استنفذ اللاعبين بدنياً، كما قال موسى سيسوكو في أكتوبر 2019 "الأسلوب الذي نلعب به يرهقنا سريعاً".

الطريق طويل.. فهل يصبر مورينيو؟

من الواضح أن الطريق طويل أمام جوزيه مورينيو لاستعادة لاعبي توتنهام لأفضل مستوياتهم، وأن المسألة أصعب مما توقع كثيرون، فهو وصل إلى لندن وتوتنهام يعيش نهاية "دورة طبيعية" مر بها مع بوكيتينو، فيها الصعود ثم الوصول للقمة قبل بدء الهبوط القوي.

رحيل من لم يؤكدوا إيمانهم بالمشروع خطوة أولى، وجلب اسم أو اثنين بروح جديدة لكسر السلبية أمر مهم لتغيير الأجواء، ويضاف إلى ذلك ضرورة حصد النتائج والبحث عن انتصار في مباراة كبيرة يعيد الثقة لغرفة تغيير الملابس، ولا بد طبعاً من تثبيت التشكيل بشكل منطقي، والتركيز على برامج خاصة لاستعادة اللاعبين لياقتهم وطاقتهم فيما تبقى من الموسم.

المهم جداً أن يبقى مورينيو هادئاً وسط الضغوط، وألا يكرر خطأ الدخول في صراعات داخلية عندما يزداد الضغط الخارجي، وهو الخطأ الذي ارتكبه في ريال مدريد وتشلسي ومان يونايتد في مواسم رحيله.