الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

أصدقاء وجيران وخصوم: تاريخ الديربي المدريدي على مرّ السنين

أصدقاء وجيران وخصوم: تاريخ الديربي المدريدي على مرّ السنين
يُشكّل الديربي المدريدي بين أكبر فريقين في العاصمة الإسبانية، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، قصة تمتد لأكثر من قرن من الزمان، تجمع بين أصدقاء وجيران، وخصوم على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من أن مدينة مدريد تتوفر الآن على 4 فرق في لاليغا سانتاندير، بعد صعود كل من خيتافي وليغانيس لمجموعة النخبة في المواسم الأخيرة، فإن لقاء ريال مدريد مع أتلتيكو مدريد يعتبر المباراة الأهم للكثيرين من أبناء العاصمة الإسبانية. كما يُعدّ الديربي المباراة الأكثر لعباً في تاريخ كرة القدم الإسبانية، ومن بين أشهر المواجهات في كرة القدم العالمية.

منذ التأسيس الرسمي لريال مدريد سنة 1902 وتأسيس أتلتيكو مدريد في السنة الموالية، التقى الفريقان خلال العديد من المباريات الودية وغير الرسمية قبل إجراء أول لقاء رسمي مُسجل في "البطولة الإقليمية الوسطى" والذي انتهى بنتيجة 1-1 بتاريخ 2 ديسمبر سنة 1906.


وقد استمرت التنافسية بينهما عبر مختلف البطولات الإقليمية والوطنية، حتى موسم 1928 ـ1929 الذي عرف تدشين لاليغا، وكان كلا الفريقين من الأعضاء المؤسسين لهذه البطولة. وكان أول لقاء بينهما في المنافسة الجديدة، يوم 24 فبراير 1929 على ملعب شامارتين لريال مدريد. وفاز أصحاب الأرض بنتيجة 2 ـ 1، ومن سخرية الأقدار أن هدفي الفوز سجلهما المهاجم مونشين تريانا، الذي انتقل من فريق الأتلتيكو، للفريق الأبيض في السنة الماضية.


لم تكن فكرة انتقال اللاعبين عبر المدينة للّعب في صفوف الفريق الآخر جديدة، حتى في ذلك الحين، فالرئيس الأسطوري لريال مدريد سانتياغو برنابيو الذي أُطلق اسمه على الملعب الشهير الذي يلعب فيه الفريق الأبيض حالياً، لعب في فريق أتلتيكو مدريد في عقد العشرينات، كما أعار ريال مدريد لفريق الأتلتيكو المهاجم رامون غروسو، خلال موسم 1963 ـ1964 لمساعدته على تفادي النزول، بينما سجّل المكسيكي هوغو سانشيز لكلا الفريقين في مباريات الديربي خلال الثمانينات.

لكن ذلك لا يعني أن العلاقة بين الجارين كانت دائماً جيدة. في الوقت الذي تعتبر فيه مباراة "الكلاسيكو" مع برشلونة، ربما، أهم مباراة في لاليغا سانتاندير على الصعيد العالمي، فإن الكثيرين من أنصار ريال مدريد يعتبرون لقاء الديربي المباراة الأكثر خصوصية. "الفريق الذي كنا نريد الفوز عليه بأي ثمن كان هو فريق الجيران".

يتذكر أسطورة الفريق الملكي اللاعب الكبير ألفريدو دي إستيفانو "كانت الخسارة تعني أن أنصارنا سيكونون ضحية للسخرية في اليوم الموالي، في المكتب وفي المقهى وفي الشارع".

على مر السنين، لعب الفريقان 165 مباراة ديربي في لاليغا. وحقق خلالها ريال مدريد 87 فوزاً، بينما حقق الأتلتيكو 39 فوزاً، وانتهت 39 مواجهة بنتيجة التعادل، بما في ذلك اللقاءات الأخيرة في ملعبي: سانتياغو برنابيو، وواندا ميتروبوليتانو.

يتوفر اللاعب السابق لريال مدريد والرئيس الشرفي الحالي للنادي باكو خينتو على الرقم القياسي لعدد المشاركات في لقاءات الديربي بمجموع 29 مباراة، من ناحية أتلتيكو مدريد، نجد أن الرقم القياسي لعدد المشاركات في الديربي، في حوزة أديلاردو رودريغيز بمجموع 27 مباراة. بالنسبة للاعبين المعاصرين، يتزعم قائد ريال مدريد سيرجيو راموس ووسط ميدان الأتلتيكو كوك، القائمة بمجموع 26 مباراة لمدافع الأبيض، و15 مباراة لوسط ميدان الأتلتيكو. وسجل دي إستيفانو والمهاجم النجم في الثمانينات سانتيانا، أكبر عدد من الأهداف في لقاءات الديربي لصالح الريال بمجموع 13 هدفاً، بينما يتشارك الزميلان باكو كامبوس، وأدريان إسكوديرو، اللذان كانا يلعبان مع الفريق الأحمر والأبيض في عقد الأربعينات، الرقم القياسي للأتلتيكو بمجموع 9 أهداف لكل منهما.

وقد دفعت منافسات كأس الملك روح التنافس بين فريقي العاصمة مؤخراً، لحدود جديدة على الصعيد الوطني والدولي. وفاز فريق أتلتيكو مدريد على الريال في نهائي كأس الملك لسنة 2013، بينما فاز الفريق الأبيض في نهائي دوري أبطال أوروبا لسنتي: 2014 و2016، في الوقت الذي فاز فيه دييغو سيميوني على جيرانه بعد ذلك خلال كأس السوبر الأوروبي سنة 2018. وكانت آخر مواجهة بينهما في نهائي كأس السوبر الإسباني، الذي تم تنظيمه في السعودية، وفاز فيها ريال مدريد باللقب، بعد الاحتكام لضربات الترجيح بنتيجة 4 ـ 1.

ما يضفي على هذه المباراة نكهة خاصة، هو وجود العديد من اللاعبين الذين لعبوا في صفوف كلا الفريقين. على سبيل المثال، بدأ تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد مشواره في لاليغا مع فريق الأتلتيكو سنة 2011، كما تعاقد فريق سيميوني مؤخراً خلال الصيف مع ماركوس ألونسو القادم من الغريم المدريدي. كما تجدر الإشارة أيضاً إلى اللاعب ماريو هيرموسو الذي تعاقد معه الفريق الأحمر والأبيض في فصل الصيف، والذي تكوّن في الفئات الصغرى لريال مدريد، وقد مر من هذه المدرسة أيضاً أحد أعمدة وسط ميدان الأتلتيكو ساوول نيغيز والحارس الثاني أنطونيو أدان، لكن الحالة الأكثر إثارة للانتباه هي حالة ألفارو موراتا، فهذا المهاجم كان أحد أفراد الجيل الذهبي لشبان ريال مدريد، وهو الآن يرتدي القميص رقم 9 مع فريق الأتلتيكو.