السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أوسكار غراو.. برشلونة ينتظر مصير تايتنك

هناك من يعتقد بأن كيكي سيتيين، مدرب برشلونة أو جوزيب ماريا بارتوميو رئيس النادي، وكذلك ايريك أبيدال السكرتير الفني، أو حتى القائد ليونيل ميسي، هم من لديهم الكلمة العليا في حسم ملف التعاقدات في صفوف النادي الكتالوني، لكن الحقيقة المؤكدة أن الرجل الأقوى في البلوغرانا في الفترة الماضية هو «أوسكار غراو»، المدير التنفيذي للنادي والمسؤول عن جميع العمليات المالية وحسابات الميزانية.

بحسب صحيفة «موندو ديبورتيفو»، فإن غراو يمتلك حق «الفيتو» سواء بالموافقة أو رفض أي صفقة حتى في حال طلبها المدرب أو رئيس النادي، وذلك لكون ميزانية برشلونة هي من تتحكم في قرارات النادي، لا يمكن التحرك لضم أي لاعب دون موافقته، ولا يمكن التفاوض في غيابه، بينما هو دائماً ما يقول عبارته الشهير: «نريد أن ندفع على أقساط وسنوات وليس نقداً».

مسلسل نيمار ودور غراو في الصيف الماضي، تواجدت بعثة كتالونية في باريس بقيادة غراو من أجل التفاوض مع مسؤولي النادي الفرنسي لطلب التعاقد مع اللاعب البرازيلي نيمار، والذي يؤكد رغبته الشديدة في ارتداء قميص البلوغرانا من جديد، فقط غراو من كان يحق له التوقيع على العقود والموافقة على حسم الصفقة أو رفضها، هو من يحق له تقييم الصفقة مالياً، وشروط الدفع، وتحديد إذا كانت الصفقة سوف تؤثر بالسلب على ميزانية النادي أو لا.

باريس سان جيرمان اشترط الحصول على 200 مليون يورو للموافقة على عودة نيمار لملعب كامب نو، أبيدال كان يرحب بالصفقة وكذلك بارتوميو، لكن غراو قال لا، تلك الصفقة سوف تتسبب في أزمة مالية للنادي، لذلك في النهاية كان قرار برشلونة عدم استكمال المفاوضات.

مصائب في الانتظار

لا يتوقف هاتف غراو عن الرنين خلال الأيام الماضية، حيث يرغب جوزيب ماريا بارتوميو، رئيس النادي، في الاطلاع بشكل يومي على موقف النادي المالي في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدها النادي بسبب توقف اللعب، وتفشي فيروس كورونا في إسبانيا.

وكانت الصاعقة أن غراو أخبر بارتوميو أن النادي يهدد بقوة بالتعرض لضائقة مالية قد تؤثر على السوق، وتسبب في عدم إمكانية التعاقد مع لاعبين جدد في الصيف.

الصحف الكتالونية لا تتوقف عن ربط برشلونة بضم لاعبين جدد أمثال عودة نيمار، وشراء لاوتارو مارتينيز، وفابيان رويز، مع البحث عن تعزيز صفوف الفريق من خلال ضم ظهير بقيمة دافيد ألابا نجم بايرن ميونيخ، وقلب دفاع مثل دايوت أوباميانكو لاعب لايبزيغ الألماني.

أخبر غراو مجلس إدارة برشلونة أنه ليس من المنطقي أن يعاني النادي من أزمة مالية ضخمة بينما تفكر الإدارة في عمليات ضم لاعبين جدد بأسعار باهظة الثمن، لا سيّما أن هناك فجوة تصل إلى 30% من حجم الميزانية، الأمر المدهش كون غراو حذر أنه حتى في حال استكمال المسابقات يوم 30 يونيو كما هو متوقع، فإن المخاطر لن تزول لكون السنة المالية يتم إغلاقها بنهاية يونيو من كل عام.

مسؤول الميزانية في برشلونة حذر النادي من كارثة على غرار غرق سفينة تايتانك، التي كانت من أكبر سفن العالم وأضخمها، ثم اصطدمت بجبل جليدي مما تسبب في غرقها، وهو نفس حال برشلونة الذي كان ينتظر أن يحتل قمة أندية العالم من الناحية المالية، لكنه مهدد حالياً بأزمات مالية ضخمة.

من القمة إلى القاع، في فبراير الماضي قبل تفشي فيروس كورونا في إسبانيا، عقد غراو جلسة مع أعضاء الجمعية العمومية في برشلونة، مؤكداً أن ميزانية النادي تصل إلى 1047 مليون يورو من الإيرادات المنتظرة، وأن البرسا قادر على تحقيق أرقام قياسية لم تتمكن أندية كرة السلة في الدوري الأمريكي من تحقيقها، ووعد غراو إدارة النادي بالتعاقد مع صفقات من العيار الثقيل في الصيف، لا سيّما أنه رسم خريطة لحجم الإيرادات المنتظرة، مؤكداً أن النادي سوف يتمكن من تحقيق أرباح قيمتها مليون يورو يومياً من زيارات مقرات النادي والمتحف وأكاديمية «لاماسيا» في مختلف الفروع، بالإضافة إلى أرباح الإعلانات وحقوق البث والرعاية وبيع اللاعبين.

وأكد الرجل الأهم في برشلونة، أن التعاقد مع كبار النجوم سوف يتسبب في زيادة أسعار التذاكر، مما يعني أرباحاً اقتصادية كبيرة في المستقبل لا سيّما أن ملعب كامب نو يتسع لقرابة 100 ألف متفرج، وهو الأكبر في القارة العجوز، وهو ما يمهد لتحقيق النادي أرقاماً خيالية على مستوى الإيرادات أكثر من أي نادٍ منافس له في أوروبا.

وتحرك النادي بالفعل من أجل تطوير ملعب كامب نو وزيادة المقاعد، لكن الكارثة الكبرى كانت في تفشي فيروس كورونا، وتوقف الإيرادات، وإصابة النادي بالشلل على المستوى المالي.

برشلونة حرم من الاستفادة من جماهيره في 5 مباريات بالليغا الإسبانية، بجانب استكمال مشواره في دوري الأبطال الأوروبي، ليتكبد النادي خسائر عملاقة سواء على مستوى حضور الجماهير أو حقوق البث أو النقل التليفزيوني، وخسر النادي يومياً قرابة مليون يورو بسبب غلق كامب نو ومتاحف النادي و«لامسيا» أمام الزوار.

ويدفع برشلونة 600 مليون يورو تقريباً كل موسم كبند أجور للاعبين والعمال والمسؤولين داخل النادي، لذلك طلب غراو من إدارة النادي تخفيض جميع الرواتب بنسبة تصل إلى 25%، من أجل الحد من الكارثة المنتظرة، ورحب قادة برشلونة أمثال ليونيل ميسي، ولويس سواريز، وجيرارد بيكيه، وسيرجي بوسكيتس، بفكرة خفض الأجور وهو ما تسبب في تنفس النادي الصعداء بسبب تخفيف الخسائر، وأصبح الآن برشلونة ينتظر على أحر من الجمر استكمال المسابقات على أمل عودة الأرباح، وهو ما سيمنح النادي القدرة على شراء لاعب أو اثنين من الوزن الثقيل في الصيف المقبل.

ويعتقد غراو أن النادي في حال تم إلغاء الليغا ودوري الأبطال هذا الموسم لن يتمكن مالياً من تحقيق أحلامه في سوق الانتقالات، وسوف يكون من الأفضل اللجوء لتعزيز الفريق بصفقات منخفضة الكلفة مع إمكانية عقد صفقات تبادلية.

برشلونة كذلك يأمل في اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قراراً يمنح زيادة أسعار اللاعبين في الفترة المقبلة، بحيث لا ترتفع قيمة أي لاعب لأكثر من 100 مليون يورو، وهو ما قد يمنح النادي فرصة ضم لاعبين من الأوزان الثقيلة بمبلغ مالي منخفض للهروب من أزمة تأثر الميزانية بالصفقات المنتظرة في الصيف المقبل.