السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الـ«ألتراس» في ألمانيا يوحدون الصفوف في مواجهة «إف سي كورونا كوفيد-19»

الـ«ألتراس» في ألمانيا يوحدون الصفوف في مواجهة «إف سي كورونا كوفيد-19»

عندما التقى فريقهم في التاسع من مارس مع أرمينيا بيليفيلد، أحد منافسيه الأساسيين للصعود مجدداً إلى دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، لم يكن مشجعو شتوتغارت يتوقعون بأن تكون المباراة الأخيرة قبل تعليق المنافسات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».

بعدها بأسبوع، اتخذ القرار بتعليق كل الأحداث الرياضية في البلاد، لينتقل اهتمام المشجعين المتشددين «ألتراس» نحو الاعتناء بكبار السن والأشخاص المحتاجين في هذه الأزمة الصحية الناجمة عن خصم جديد مكروه من الجميع أطلق عليه أحد الأندية اسم «إف سي كورونا كوفيد-19».

وأفاد كليمنس كنويدلر، من مجموعة المشجعين «شوابنستورم» المتشددة، وكالة فرانس برس أن «الكثير من الناس على استعداد لوضع كبريائهم جانباً، والتعاضد من أجل مساعدة المجتمع»، كاشفاً «في الأسبوع الذي تلا مباراة بيليفيلد، بدا واضحاً أن شيئاً ما سيتغير، التقينا وسألنا أنفسنا عما سنفعله».

وعلى غرار مجموعات أخرى من المشجعين الكرويين في جميع أنحاء البلاد، قرر كنويدلر وزملاؤه أن يحشدوا الدعم لمجتمعهم المحلي.

وبعد أن دأب على قيادة الآلاف من مشجعي شتوتغارت من أجل مؤازرة فريق كرة القدم الذي غادر الموسم الماضي الدرجة الأولى للمرة الثانية فقط منذ عام 1977، أصبح كنويدلر مسؤولاً الآن عن إدارة عمل قرابة 80 متطوعاً من أجل شراء البقالة والأدوية لأولئك «غير القادرين على مغادرة منازلهم».

نشأ المشروع في غضون أيام قليلة، ويطال الآن ست مناطق مختلفة في شتوتغارت والمنطقة المحيطة بها.

بالنسبة لكنويدلر «نحن نفعل ذلك من أجل مدينتنا ومنطقتنا، هذا جزء من فهمنا الذاتي كـ«ألتراس»، بأننا على استعداد للمساعدة حيث نستطيع».

- هياكل متماسكة-

تشتهر مجموعات الـ«ألتراس» بدعمها الشرس واحتجاجاتها العدائية داخل الملعب، وتعتبر الواجهة المنظمة لثقافة التشجيع الشهيرة في كرة القدم الألمانية.

في وقت سابق من هذا العام، انتقدت مجموعات المتشددين بسبب مهاجمتها مالك نادي هوفنهايم ديتمار هوب الذي نُعِتَ بألفاظ نابية في الملاعب بجميع أنحاء البلاد، في تصرف وصفه آنذاك المدير التنفيذي لبايرن ميونيخ كارل هاينتس رومينيغه بـ«الوجه القبيح» لكرة القدم، لكن في الأسابيع الأخيرة أظهرت هذه المجموعات وجهاً مختلفاً تماماً.

وقام مشجعون لأندية كبرى مثل بوروسيا دورتموند وشالكه بخدمات توصيل تطوعية مماثلة للتي حصلت في شتوتغارت، في حين دعا مشجعو بايرن ميونيخ إلى التبرع لبنوك الطعام.

ورأى كنويدلر في حديثه لوكالة فرانس برس أن الهياكل المتماسكة للمشجعين الـ«ألتراس» تسهل التنظيم في أوقات الأزمات.

منذ عام 2013، قدمت مجموعته تبرعات سنوية لقضايا محلية مثل جمعية خيرية للأطفال ومركز للمشردين بحسب ما أفاد، موضحا «نحن نعلم أننا قادرون على تحقيق أشياء معقدة نسبياً في فترة زمنية قصيرة، في ما يتعلق بقضايا مثل الإنتاج المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، العناوين الهاتفية وطباعة المنشورات... لدينا مجموعة من الأشخاص يمكن الاعتماد عليهم».

ورغم ذلك، أقر بأن الحجم الهائل لشبكة المتطوعين التي بنوها في الأسابيع القليلة الماضية تشكل «أرضية جديدة» لمجموعته.