الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

الدوري البيلاروسي يستورد مشجعين من الخارج

الدوري البيلاروسي يستورد مشجعين من الخارج

سارت بيلاروسيا بعكس التيار برفضها فرض الإغلاق الذي شل الحياة في أوروبا بأكملها، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، ما جعل بطولتها المحلية المغمورة محط أنظار مشجعي كرة القدم حول العالم بما أنها الحدث الرياضي الكبير الوحيد القائم حالياً في القارة العجوز.

لكن اللاعبين قلقون من المخاطر الصحية، ووحدهم المشجعون المتفانون مستعدون للمخاطرة بحضور المباريات من المدرجات.

ويقر يهور خافانسكي، ابن الـ26 عاماً، الذي يشجع فريق أف سي سلوتسك، بأنه «خائف بعض الشيء» لكن ذلك لن يمنعه من حضور مباراة عطلة نهاية الأسبوع، مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة بارتداء كمامة و«محاولة ألا ألمس أي شيء» حين يحضر الأحد المواجهة ضد بيلشينا بوبرويسك.

وكشف خافانسكي، باتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، بأن «الملعب يتسع لألفي شخص، لكن 300 فقط حضروا المباراة الأخيرة، يمكنك الجلوس في أي مكان تريده من أجل الحفاظ على مسافة آمنة لتجنب احتمال الإصابة بفيروس (كوفيد-19)».

ويؤكد خافانسكي أنه سيستمر في حضور المباريات بغض النظر عن المخاطر، لأنه، بحسب رأيه، يواجه «نفس احتمالات الإصابة (بالفيروس) في وسائل النقل العام أو في المتاجر».

وسجلت الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، والتي يبلغ عدد سكانها قرابة 10 ملايين نسمة، 9590 إصابة بـ(كوفيد-19)، في حين أن عدد الإصابات في جارتها أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 4 أضعاف، أقل حتى الآن.

وعلى رغم القيود الواسعة التي تفرضها معظم دول العالم على حركة التنقل والسفر وخروج الناس من منازلهم، رفض رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاتشنكو فرض أي حجر صحي أو عزل على مواطنيه.

وذهب الرئيس المثير للجدل إلى أبعد من ذلك، ولم يتردد باعتبار كورونا المستجد «هوساً»، وأن «الهلع» منه هو أكثر خطورة من الفيروس نفسه.

وطالب رئيس البلاد مواطنيه بمواصلة أعمالهم، والذهاب إلى الحقول وقيادة جراراتهم التي تصنعها بلاده بكثرة، «لأن الجرار يشفي الجميع»، بحسب قوله، كما نصح بتكثيف استخدام الحمام البخاري كأفضل دواء لمحاربة فيروس كورونا.

وكرر الرئيس مواقفه الخارجة عن المألوف، بقوله خلال مباراة خيرية للهوكي على الجليد: «الموت بكرامة أفضل من العيش خانعين».

وفي ظل شلل شبه تام في البطولات والمسابقات على امتداد أوروبا والعالم، وعدم يقين شامل بشأن الموعد الذي يمكن فيه استئناف المباريات، يستأثر الدوري البيلاروسي بالاهتمام، وليس لمستواه الكروي: البطولة التي يطلق عليها تسمية «فيسهايا ليغا» باللغة المحلية، تواصل نشاطها.

وسار الاتحاد البيلاروسي لكرة القدم على خطى الحكومة، رافضاً توقف المباريات تطبيقاً للمبادئ التوجيهية الحالية، حتى أنه أعلن هذا الأسبوع أن دوري السيدات سيبدأ في 30 أبريل بعد تأخير لمدة أسبوعين بسبب مخاوف من احتكاك اللاعبات بأشخاص مصابين بالفيروس.

مساهمة أسترالية

على الورق، يعتبر قرار السماح بالمباريات بمثابة نعمة كبيرة لهذا الدوري المتواضع، إذ اشترت أكبر شبكة رياضية روسية حقوق نقل المباريات في مارس، ثم لحقت بها قنوات 11 دولة أخرى، بينها الهند.

وأطلقت الأندية حسابات تويتر باللغة الإنجليزية لتلبية التدفق الجديد للمتفرجين الدوليين.

ويتساءل مشجعو وإدارة أف سي سلوتسك عما إذا كان الاهتمام الجديد قادراً على إنقاذ النادي الذي يعاني مالياً في ظل تواضع المدخول الرعائي، بما أن الراعي الرئيسي له هي شركة محلية تديرها الدولة.

وفي ظل توقف البطولات المحلية نتيجة تفشي (كوفيد-19)، قرر مشجعون أستراليون مساعدة أف سي سلوتسك بنحو 4 دولارات أمريكية من خلال جمع التبرعات، وحتى أنهم أطلقوا صفحة على فيسبوك للمشجعين الجدد من خارج بيلاروسيا، في مبادرة وصفها بوناس بـ«المفاجئة لكنها مرحب بها».

الوضع مخيف بعض الشيء

ومقابل التشجيع القادم من خارج الحدود، لا يبدو أن المشجعين المحليين مقتنعون بقرار مواصلة اللعب في ظل التهديد الذي يشكله (كوفيد-19)، وقد بلغ إجمالي عدد المتفرجين في مباريات الدوري الثماني نهاية الأسبوع الماضي 2383 شخصاً فقط.

وحضر مباراة دينامو مينسك ضد نيمان غرودنو، التي أقيمت في نهاية الأسبوع الماضي على أكبر ملعب في البلاد، 317 شخصاً فقط.

وفي أواخر مارس، انتقد مشجعو غرودنو رد الفعل الرسمي على تفشي الوباء و«الأكاذيب»، داعين الاتحاد المحلي للعبة إلى أن «يتمتع بالشجاعة الكافية لوقف البطولة».