السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كانوتيه لـ«الرؤية»: لدي علاج للعنصرية.. والليغا لا تعرف سوى القطبين

بعبارات عذبة.. استقبل فريدريك عمر كانوتيه أسطورة كرة القدم في مالي الأسئلة التي طرحتها «الرؤية» أمامه ليجري الحديث حول الكثير من القضايا والملفات الشائكة.. مثلما كان يسجل الأهداف بضراوة كانت كلماته الصريحة دليلاً على صدق مشاعره.

وتنقل كانوتيه بين الكثير من الملفات فحرص على تقييم الكثير من القضايا بهدوء وعمق وترك مساحة للاختلاف ولكن في بعض الجوانب كان حريصاً على التصدي لها لأنها تمس طبيعته كإنسان.

*بداية.. هل خضت تجربة اللعب بدون جمهور من قبل؟

مرات قليلة للغاية، أتذكر أننا لعبنا خلف أبواب مغلقة في إحدى المرات، كان ذلك في دور الـ16 من مسابقة كأس ملك إسبانيا أمام منافسنا التقليدي في الأندلس ريال بيتيس في موسم 2005/2006، جرى إيقاف اللقاء بسبب أحداث الشغب ثم خضنا ما تبقى من اللقاء والمدرجات خالية وكانت لنحو 20 دقيقة فقط.

والمثير للدهشة أنني لم أشارك فيما تبقى من اللقاء أثناء غياب الجمهور فالأمر كان غريباً حقاً، فمن الطبيعي أن يعتاد اللاعب خوض المباريات وسط حضور حاشد من أنصار فريقه لأنه يحصل على الدعم المثالي لتحفيزه داخل البساط الأخضر.

*هل ترى أن اللاعبين قد يخوضون المباريات بمشاعر فاترة بسبب غياب الجمهور؟

برأيي أن اللاعبين مشتاقون جداً لكرة القدم، وسيجدون التحفيز اللازم بكل تأكيد، هم في النهاية محترفون ولا أعذار يمكن تقبلها إذا قصروا في أداء واجبهم.

*لماذا فشل إشبيلية في الفوز بالليغا؟

المنافسة على لقب الليغا صعبة للغاية فهناك قطبا الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد وكل منهما يملك أفضلية لاقتناص اللقب ولكن في النهاية منافستهما ليست مستحيلة، فمجرد الدخول في صراع أمام الثنائي الأشهر في إسبانيا يحتاج بذل مجهود كبير للغاية من أجل الصمود.

وأتذكر حين فاز أتلتيكو مدريد بلقب الليغا قبل بضع سنوات وهذا دليل على أن الأمر ليس مستحيلاً، كذلك فإن إشبيلية كان قريباً من حسم الدوري في موسم 2006/2007 واعتلى الفريق الصدارة حتى النصف الثاني من المسابقة ثم بدأت المعاناة بعد ذلك، نحن ندرك أن برشلونة وريال مدريد لديهما ميزانية ضخمة ويتمتع نجومهما بإمكانيات هائلة لذلك فمن السهل وصول قطبي الكرة في إسبانيا إلى الأمتار الأخيرة من البطولة ولديهما القدرة على صناعة الفارق.

*ما تقييمك لموقف إشبيلية حالياً في الليغا؟

الفريق ليس بعيداً عن المنافسة، فهو يقترب من الصدارة ويبتعد بين الحين والآخر، لكن من الصعب على الفرق الأخرى أن تحصل على اللقب في ظل وجود برشلونة وريال مدريد في ضوء القدرات الكبيرة التي يتميزان بها، وأتمنى عودة أبناء رامون سانشيز بيثخوان لحصد لقب الدوري الأوروبي من جديد لأن إشبيلية أكثر الفرق الأوروبية فوزاً به بواقع 5 مرات آخرها في 2016 واستعادة الأمجاد الغائبة.

*هل الشعارات وسيلة مثالية للقضاء على العنصرية؟

العنصرية قضية هامة وشائكة لذا يجب على كل شخص أن يتحدث إلى نفسه ويتساءل هل لديه ميول عنصرية أم لا؟.. لذا فإن فكرة الشعارات لن تقضي على ما يقاسيه البشر من تمييز.

*ما تعليقك على واقعة مقتل جورج فلويد؟

رأيي واضح مثل معظم الناس، لا يجوز أن نكتفي بالإضراب والاعتراض والمطالبة بالتصدي للعنصرية عبر الشعارات البراقة، يجب أن يبدأ المرء بنفسه... أظن أن على كل المجتمعات أن تسأل نفسها السؤال الصحيح وكذلك على كل شخص أن يسأل نفسه هل أنا عنصري بأي شكل كان؟ الأمر ليس قضية واحدة، بل ما حدث هو مثال بسيط على حقيقة هذا العالم ولن نكتفي بـ«هاشتاغ» أو شعارات كلامية من أجل تغيير الواقع.

*إلى أي مدى تطورت كرة القدم الإماراتية؟

كرة القدم في الإمارات تطورت للغاية والمنافسة القوية بين الأندية تنعكس بالإيجاب على أداء المنتخب الذي بدأ يبرز فيه مواهب مميزة سيستفيد منها في المستقبل القريب فهذا البلد قريب إلى قلبي وعشت على أرضه فترة من العمر ويحتل مكانة خاصة في ذاكرتي، وأملك أصدقاء كثراً فيها وأحرص على التواصل معهم، وأعرف أن هناك جماهير واسعة للدوري الإسباني تتابعه، والإعلام بالتأكيد له دور في ذلك لأنه يقدم لجمهوره الكثير من التغطيات حوله لقد تابعت ذلك بنفسي.

*كيف ترى أجواء الكرة الإسبانية داخل الإمارات؟

أعرف أن الجماهير في الإمارات منقسمة بين برشلونة وريال مدريد لأنني عشت لفترة في دبي، لكني أتمنى أن يكون هناك هامشاً بين الجماهير لمن يشجع فريقي المفضل إشبيلية الذي لعبت له وحققت معه البطولات وقضيت معه أفضل فترات حياتي.

*ما تأثير تعديل الفيفا بإضافة التبديلات الخمسة على الكرة الإسبانية؟

ستكون المنافسة بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد أقوى مما كانت عليه قبل التوقف نظراً لعودة اللاعبين المصابين من الطرفين وبالتالي ستصبح التبديلات الخمسة التي جرى السماح بها عاملاً في تقارب المستويات، وأنه في ضوء تلك المعطيات يكون من الصعب التنبؤ بمن سيفوز باللقب هذا الموسم سواء البلوغرانا أو الملكي.

*أين تستقر حالياً؟

أنا متواجد حالياً في لندن.

*ما الفارق بين كرة القدم قبل وبعد كورونا؟

بالنسبة لكرة القدم بعد كورونا ربما تكون مختلفة عما كانت عليه قبلها لكنها سوف تبقى مثيرة وجميلة وجذابة لكل عشاقها حول العالم، لأن اللاعبين سيعودون لممارستها بعشق كبير وسعادة أكبر بعد هذا التوقف الطويل وكلهم سيبحثون عن المتعة لأنفسهم وللجماهير، وبالتالي سوف تبقى الكرة قادرة على تحقيق الانتصار.

**مسيرة

المهاجم فريدريك كانوتيه مالي الجنسية فرنسي المولد بدأ مسيرته الاحترافية في ليون الفرنسي عام 1997، ثم تحول إلى نادي وستهام يونايتد الإنجليزي عام 2000، حيث شارك معه في 84 مباراة على مدار 3 سنوات سجل خلالها 29 هدفاً، وبفضل سرعته وقدرته على هز الشباك لفت انتباه توتنهام هوتسبير، الذي تعاقد معه في صيف 2003، ثم انتقل إلى نادي إشبيلية عام 2005 ليقضي أفضل فترات حياته بالدوري الإسباني، حيث ساهم بشكل لافت في فوز فريقه ببطولة الدوري الأوروبي عام 2005.

وفي العام التالي فاز مع إشبيلية ببطولة كأس إسبانيا، قبل أن يحقق لقب الدوري الأوروبي مجدداً، وفي العام نفسه سجل لفريقه 21 هدفاً في الدوري الإسباني ليقوده إلى المركز الثالث في الليغا وبالتالي التأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.