الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد الفرج الأوروبي.. مانشستر سيتي بين أهداف الحاضر وخطط المستقبل

بعد الفرج الأوروبي.. مانشستر سيتي بين أهداف الحاضر وخطط المستقبل

مانشستر سيتي عاد إلى منافسات دوري أبطال أوروبا. (رويترز)

عاد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي إلى المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) في الموسمين المقبلين، بعد فوزه بالاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، ما سيفتح المجال أمامه للتفكير في خططه المستقبلية على أرض الملعب وخارجه.

وأعلنت «كاس» الاثنين إلغاء العقوبة التي فرضها «ويفا» على بطل إنجلترا في الموسمين الماضيين، بحرمانه من المشاركة القارية لموسمين، وخفضت الغرامة التي كانت مفروضة عليه من 30 مليون يورو إلى 10 ملايين.

وسينصرف سيتي الذي ضمن التأهل إلى الموسم المقبل من دوري الأبطال كونه سينهي هذا الموسم في المركز الثاني في ترتيب الدوري الممتاز، إلى التركيز على استئناف الموسم الحالي من المسابقة القارية في أغسطس المقبل، مدركاً أنها لن تكون الفرصة الأخيرة للمدرب الإسباني جوسيب غوارديولا ونجوم تشكيلته لتحقيق لقب قاري أول في تاريخ النادي.

وسيبدأ أيضاً التحضيرات لاستعادة اللقب الذي خسره لصالح ليفربول لا سيما أنه بات مرتاحاً أكثر للتصرف في سوق الانتقالات.

فيما يأتي عرض لأبرز التحديات التي تنتظر النادي الذي حقق 11 لقباً منذ استحواذ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة على ملكيته عام 2008:

الفوز بدوري الأبطال

لا تزال الكأس ذات الأذنين الكبيرتين أبرز ما يغيب عن خزائن سيتي.

وبرغم فشله في قيادة بايرن ميونيخ إلى اللقب القاري خلال 3 سنوات في ألمانيا، كان وصول غوارديولا (49 عاماً) إلى ملعب الاتحاد عام 2016، جزءاً من مخطط سيتي للفوز باللقب القاري الأسمى.

بنى الإسباني أحد أفضل الفرق في تاريخ الكرة الإنجليزية بتحقيقه لقب الـ«بريمييرليغ» في مناسبتين بأعلى رصيد من النقاط (100 نقطة موسم 2017 ـ 2018، و98 موسم 2018 ـ 2019)، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في مناسبة واحدة، و3 ألقاب في كأس الرابطة.

وقاد غوارديولا سيتي في الموسم الماضي إلى ثلاثية محلية غير مسبوقة.

لكن في دوري الأبطال، لم يتجاوز سيتي الدور ربع النهائي في أول 3 مواسم تحت إشراف غوارديولا، لكن الأخير يعتقد أن هذه المرة ستكون مختلفة عندما تستأنف منافسات المسابقة في أغسطس المقبل.

ومنذ استئناف الدوري الإنجليزي لنشاطه الشهر الفائت، يقدم «سيتيزنز» مستويات لافة، إذ سجل لاعبوه 4 أهداف على الأقل في 4 من مبارياتهم الست التي خاضوها، بما فيها فوز برباعية نظيفة على حساب ليفربول المتوج باللقب.

وقال المدرب السابق لبرشلونة قبل الفوز بخماسية نظيفة على برايتون السبت «أشعر بالدافع وأعتقد أن الفريق حاضر. لدي شعور أنه بالنسبة للاعبيّ في النادي (...) الأسابيع الأربعة المقبلة ستشكل فترة لن تتكرر. أعتقد أن الأندية الكبرى لا تفوّت هذه الفرص».

لكن طريق سيتي لن يكون سهلاً نحو اللقب القاري، إذ عليه بداية تخطي عقبة ريال مدريد الإسباني «ملك» المسابقة عندما يلتقيان في إياب الدور ثمن النهائي في ملعب الاتحاد (فاز سيتي ذهاباً في مدريد 2 ـ 1).

وفي حال بلوغه ربع النهائي، سيصطدم سيتي إما بيوفنتوس بطل إيطاليا في المواسم الثمانية الماضية أو ليون الفرنسي، قبل مواجهة محتملة في نصف النهائي مع برشلونة الإسباني أو بايرن المتوج هذا الموسم بطلاً لألمانيا للعام الثامن توالياً.

البناء من جديد

أتى الفوز برباعية على ليفربول بعدما ضمن الفريق الأحمر لقبه الأول في الدوري المحلي منذ 30 عاماً، قبل 7 مراحل من نهاية الموسم.

على رغم ذلك، ما زال النادي الشمالي يبتعد في المركز الثاني بفارق 21 نقطة خلف بطل أوروبا، ما يؤشر إلى حاجة لتعزيز صفوفه لا سيما خط الدفاع.

ويتوقع أن يكون الأمر أسهل الآن مع الدفعة المعنوية التي منحته إياها «كاس»، ما سيمكنه من جذب أسماء كبيرة، وتحفير آخرين كرحيم سترلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين على البقاء.

ويبدو مركز قلب الدفاع الحلقة الأضعف في سيتي، خصوصاً بعدما فشل في تعويض غياب المدافع الفرنسي إيميريك لابورت الذي تعرض لقطع في أربطة الركبة في أغسطس الفائت أبعده أشهراً عن الملاعب، ورحيل المدافع والقائد السابق البلجيكي فنسنت كومباني.

ومع رحيل الرمز الإسباني دافيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد 11 عاماً في ملعب الاتحاد، يبدو الشاب الإنجليزي الموهوب فيل فودن (20 عاماً) جاهزاً لملء مكانه.

وبعد بلوغه عامه الـ32، بات الهداف التاريخي للنادي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو قريباً من إنهاء مشوار دام 10 سنوات، ولن يكون من السهل إيجاد بديل مناسب.

الحفاظ على غوارديولا

ينتهي عقد غوارديولا مع سيتي مع نهاية موسم 2020 ـ 2021. وفي حال استمراره إلى الموعد المذكور وخوضه موسماً خامساً، ستكون تلك أطول فترة أمضاها على رأس الجهاز الفني لنادٍ واحد، بعد 4 أعوام مع برشلونة، و3 مع بايرن ميونيخ، فصل بينهما عام من الراحة.

يرتبط نجاح سيتي أيضاً بهيكلية النادي خلف الكواليس، إذ يعتبر المدير التنفيذي الإسباني فيران سوريانو ومواطنه مدير كرة القدم تسيكي بيغيريستاين مسؤولين عن استراتيجية التوظيف.

وتم التعاقد مع اللذين عملا سابقاً مع غوارديولا في برشلونة، في عام 2012 بهدف جذب «بيب» إلى مانشستر.

فاز سيتي مرتين بلقب الدوري الممتاز قبل وصول غوارديولا ولديه القدرة على التنافس حتى بعد رحيله. لكن الحفاظ عليه سيكون بمثابة ضمانة لاستمرار النادي في تحقيق الألقاب.