فرض أتلتيكو مدريد نفسه كأحد أفضل فرق الدوري الإسباني خلال الجولات الأخيرة من ناحية النتائج والأداء، حيث نجح فريق سيميوني في العودة من بعيد وتأمين بطاقة تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل قبل جولتين على نهاية الموسم، بِفضل تحقيقه لِـ 6 انتصارات و3 تعادلات منذ استئناف منافسات الموسم في شهر يونيو، بعدما كان الفريق يحتل المركز السادس قبل تعليق منافسات الليغا في شهر مارس الماضي، ويمكننا حصر الأسباب الرئيسية التي ساهمت في صحوة أتلتيكو مدريد في 5 مفاتيح رئيسية.
1- استعادة الثقة:
ساهمت فترة توقف المنافسات في منح أتلتيكو مدريد وقتاً كافياً للراحة واستعادة الثقة التي افتقدها الفريق في مناسبات عديدة منذ بداية الموسم، خاصة أن آخر مباراة قبل تعليق المنافسات كانت هي مباراة إياب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول، والتي حقق خلالها فريق سيميوني فوزاً تاريخياً بِنتيجة 3-2 عبر به إلى ربع نهائي المسابقة، وبعد أول 5 مباريات من استئناف الموسم ظهر أتلتيكو بأفضل أداء ممكن وأكد ذلك بسلسلة من النتائج الإيجابية وصولاً إلى الفوز على ريال بيتيس بِـ 10 لاعبين في الجولة 36.
2- الجاهزية البدنية:
نجح أتلتيكو مدريد في إدارة فترة الحجر الصحي بشكلٍ مثير للإعجاب، حيث حافظ طاقم دييغو سيميوني وخاصة مدرب اللياقة البدنية أوسكار غارسيا على لياقة جميع لاعبيه عبر تتبع تدريباتهم المنزلية ووضع برنامج خاص لكلٍ لاعب، وهو الأمر الذي أظهر نتائجه بعد عودة الفريق للتدريبات وخاصة بعد استئناف منافسات الموسم، حيث يمكن اعتبار أتلتيكو مدريد الأكثر جاهزية من الناحية البدنية بدون منازع، وكذلك أقل فريق تعرض لإصابات عضلية خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
3- إدارة سيميوني:
استفاد دييغو سيميوني من جميع لاعبيه المتاحين ومن قانون التبديلات الخمسة خير استفادة منذ استئناف منافسات الموسم، وهو الأمر الذي خلق منافسة بين جميع اللاعبين وحافظ على جاهزيتهم البدنية في نفس الوقت، ويمكننا تسليط الضوء على مباراة الفريق الأخيرة أمام ريال بيتيس كمثال، حيث نجح أتلتيكو في خطف فوز ثمين في الدقائق الأخيرة، عبر هدف دييغو كوستا وتمريرة حاسمة من فيتولو بعد دخولهما كبديلين خلال آخر 30 دقيقة من المباراة.
4- تطور اللاعبين:
تحسن أداء أغلب نجوم أتلتيكو مدريد بشكلٍ ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، وخاصة ماركوس يورينتي الذي فرض نفسه كأحد أفضل لاعبي أتلتيكو مدريد بعد فترة تعليق المنافسات على الرغم من تغيير مركزه، وخوسيه خيمينيز الذي عاد لِقيادة دفاع أتلتيكو مدريد لِتقديم أفضل أداء منذ بداية الموسم، والكولومبي سانتياغو أرياس الذي أعاد اكتشاف نفسه في مركز الظهير الأيمن ونجح في تعويض غياب الإنجليزي كيران تريبير، وكذلك دييغو كوستا الذي يعيش أفضل فتراته مع النادي منذ شهور، حيث نجح البرازيلي الإسباني في تسجيل 3 أهداف وصناعة 2 آخرين خلال مشاركته في 8 مباريات منذ استئناف الموسم.
5- التألق الهجومي:
لطالما كان يتوفر أتلتيكو مدريد على دفاع قوي تحت قيادة دييغو سيميوني، لكن مشكلة الفريق الرئيسية كانت في الشق الهجومي خلال أغلب فترات الموسم الحالي، ويبدو أن فريق العاصمة تجاوز أزمة الهجومية منذ عودة المنافسات، حيث سجل الفريق 17 هدفاً خلال المباريات التسعة الأخيرة، فيما لم يسجل سوى 31 هدفاً خلال الجولات الـ 27 الأولى من الموسم.