الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

البريمييرليغ في قبضة شركات المراهنات

البريمييرليغ في قبضة شركات المراهنات

وست هام وولفرهامبتون تربطهما عقود رعاية بشركات مراهنات. (غيتي)

في الوقت التي أصدرت فيه الحكومة الإسبانية أمراً نهائياً لأنديتها بإنهاء عقود الرعاية مع شركات المراهنات، تدرس الحكومة البريطانية قراراً مماثلاً وسط مناقشات حادة واعتراضات قوية من قبل الأندية المستفيدة من الوضع الحالي، وهو ما دعا عدداً من وسائل الإعلام البريطانية للتساؤل عن قدرة الكرة الإنجليزية على الخروج من قبضة شركات المراهنات.

وتخوض حالياً إدارة الثقافة والإعلام والرياضة في بريطانيا مناقشات ومراجعات لقواعد المراهنات البريطانية، وذلك ضمن خططها لإجراء تغيير شامل في العلاقة بين شركات المراهنات والأندية البريطانية.

تعد شركات المراهنات من أبرز الرعاة للأندية الإنجليزية، وهو ما أثار مؤخراً الكثير من المخاوف والاعتراضات، نظراً للآثار السلبية للإعلان والدعايا عن المراهنات، والذي شبهته كارولين هاريس عضوة مجلس اللوردات البريطاني بـ«الحظر على إعلانات السجائر»، وكذلك حفاظاً على نزاهة المنافسة.

وقالت هاريس: «إنهاء رعاية شركات المراهنات من أكثر الأمور الواجب حدوثها في عالم كرة القدم. ليس لدي مشكلة مع الرعايات بشكل عام، لكن يجب أن تكون أكثر ملاءمة للعائلة، بدلاً من الأشياء التي تؤدي إلى الإدمان».

وأضافت: «الرسالة التي نوصلها هي المهمة. وجود شعارات ورموز شركات المراهنات على قمصان اللاعبين تقوم بتطبيع المراهنات. فالأطفال يرونها حول ملاعب فرقهم المفضلة وكذلك عندما يمارسون الألعاب الإلكترونية، ومن ثم يشعر الطفل أنه من الولاء لفريقه أن ينضم لشركة المراهنات التي ترعى فريقه، دون أن يدري عواقب ذلك على حياته مستقبلاً».

المراهنات تسيطر على سوق الرعاية بالبريمييرليغ

ومن بين أندية البريمييرليغ الـ20، هناك 8 أندية تحظى برعاية شركات المراهنات، وتضع شعاراتها على قمصانها، وهي ليدز يونايتد، بيرنلي، كريستال بالاس، ساوثامبتون، نيوكاسل، وست هام يونايتد، وولفرهامبتون، وفولهام. وباستثناء شركة واحدة، فإن الشركات السبع الأخرى من آسيا وإفريقيا ولا تنشط في البريمييرليغ، وإنما تستفيد من شهرته والأضواء المسلطة عليه من جميع أنحاء العالم.



ورغم أن المقابل المادي الإجمالي لعقود الرعاية للأندية الثمانية يناهز 40 مليون جنيه استرليني سنوياً، فإن الخسائر الهائلة للأندية جراء أزمة كورونا ضاعفت من أهمية عقود الرعاية مع شركات المراهنات التي تدفع أكثر من أي راعٍ آخر، خاصة بالنسبة للأندية المسماة بالصغيرة (تلك التي لا تشارك في البطولات الأوروبية)، ما جعل مجال المراهنات هو المجال الأول للرعاية في البريمييرليغ، ثم الخدمات المالية مثل البنوك، وشركات الطيران والسيارات والاتصالات والسياحة.



ولا تقتصر عقود رعاية شركات المراهنات على قمصان اللاعبين فحسب، بل إن أذرعها تطول معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. فباستثناء تشيلسي وليفربول وشيفيلد يونايتد وتوتنهام، تملك تلك الشركات عقود شراكة مع باقي أندية البريمييرليغ وعددها 16 نادياً، أي أن 80% من فرق البريمييرليغ في قبضة شركات المراهنات!



ويملك نادي ليستر سيتي نصيب الأسد وذلك بعقود مع 5 شركات مراهنات مختلفة، ويليه نيوكاسل بثلاثة عقود، ثم وولفرهامبتون وبيرنلي وليدز وساوثامبتون ووست بروميتش بعقدي رعاية.



تاريخ البريمييرليغ مع شركات المراهنات

عرفت شركات المراهنات طريقها إلى الدوري الإنجليزي في عام 2002 على يد نادي فولهام، ومنذ ذلك الحين ازداد انتشارها بين فرق البريمييرليغ، حتى وصلت لأول مرة إلى قمصان 11 فريقاً خلال موسمي 2016/ 2017 و2017/ 2018، وهو العدد الأعلى حتى الآن.



ومن بين 349 مليون استرليني حصدتها أندية البريمييرليغ من رعاية القمصان في الموسم الماضي، كان حجم العوائد من رعاية شركات المراهنات هو 68.6 مليون استرليني، أي نحو 20% من إجمالي عوائد الرعاية.



ومنذ عام 2017/ 2018 تم السماح لأندية البريمييرليغ بوضع رموز وشعارات شركات المراهنات على أكمام قمصان اللاعبين، وهو ما ساهم في زيادة عوائد الأندية بمقدار 3 ملايين استرليني لكل نادٍ.



وفي عام 2017، أظهرت دراسة أجريت على برنامج «ماتش أوف ذا داي» الخاص بمباريات الدوري الإنجليزي على شبكة بي بي سي، أن شعارات أو أسماء شركات المراهنات ظهرت على الشاشة طوال 71 إلى 89% من وقت البرنامج، وهو ما أثار استياء الكثير من المشاهدين، نظراً للأثر السلبي الذي يتركه ذلك في نفوس المشاهدين الصغار.