الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

موتسيبي.. من ضواحي جوهانسبورغ إلى رأس هرم الكرة الأفريقية

موتسيبي.. من ضواحي جوهانسبورغ إلى رأس هرم الكرة الأفريقية

موتسيبي

يستعد الملياردير باتريس موتسيبي الذي نشأ في بلدة سويتو في جنوب أفريقيا، ليصبح رأس الهرم الجديد لكرة القدم الأفريقية الجمعة على الرغم من أن سيرته الشخصية غير معروفة نسبياً لعالم الرياضة خارج بلاده، حيث يجسّد نخبة ذوي البشرة السوداء التي ازدهرت بعد نهاية حقبة التمييز العنصري.

وتعبّدت الطريق أمام موتسيبي لرئاسة الاتحاد الأفريقي في الانتخابات التي ستقام في العاصمة المغربية الرباط، بعد انسحاب منافسيه الثلاثة وإبقاء محكمة التحكيم الرياضية الرئيس الملغاشي أحمد أحمد موقوفاً لسنتين بسبب قضايا فساد.

ويُعتبر موتسيبي عاشر أغنى رجل في القارة الأفريقية، ومن بين أغنى 3 أشخاص في جنوب أفريقيا حيث تقدر ثروته بنحو 2,9 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس الأمريكية، هو الرجل العصامي ذو المظهر الأنيق البالغ من العمر 59 عاماً الذي صنع ثروته من المناجم والأعمال التجارية.

وكان موتسيبي حظي بدعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة «فيفا»، بعد أن اقترح الأخير في أوائل الشهر على المرشحين الآخرين التوافق حول الجنوب أفريقي الذي التزم الصمت الإعلامي حتى تم الإعلان عن برنامجه قبل أسبوعين.

وعن دوافعه للترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقي، يقول رجل الأعمال بكل بساطة «أنا أحبّ كرة القدم. حباً غبياً وغير مسؤول».

بدا ترشح موتسيبي غريباً في وجه الثلاثي الموريتاني أحمد ولد يحيى، العاجي جاك أنوما والسنغالي أوغوستان سنغور الذين شغلوا أو يشغلون جميعاً منصب رئاسة اتحاد كرة القدم في بلادهم.

سمحت له حملة انتخابية بسيطة أن يلتقي بالقادة الذين سيصوتون الجمعة، واعترف بعضهم وراء الكواليس بعدم معرفتهم به قبل لقائه.

- ثروة ذهبية

فيما تفاجأ آخرون بضلوعه بالتحديات التي تواجه «كاف» في السنوات الأربع المقبلة.

كما يحظى بالدعم المهم من رئيس الاتحاد النيجيري أماجو بينيك الذي قدمه لزملائه.

اشتهر موتسيبي لنجاحاته في إدارة الأعمال والتجارة، ونشأ في بلدة سويتو الكبيرة في ضواحي مدينة جوهانسبرغ. أدخله والداه اللذان يعملان في التجارة إلى مدرسة كاثوليكية، قبل أن يتخصص في الجامعة في قانون التعدين، إدارة الأعمال والفنون.

كان والده أستاذاً في مدرسة وبات لاحقاً مالكاً لمتجر كان يتردّد عليه بشكل أساسي عمال المناجم من ذوي البشرة السوداء. ساعد والده في المتجر خلال العطلات المدرسية، حيث تعلّم مبادئ العمل.

مع نهاية نظام الفصل العنصري في أوائل التسعينيات في بلاده، أصبح أول شريك أسود في مكتب محاماة في جنوب أفريقيا. استفاد من الأجواء الجديدة للحياة في البلد الذي استضاف كأس العالم لكرة القدم 2010 وانهيار سعر الذهب، واشترى العديد من المناجم بأسعار جيدة في أواخر التسعينيات.

في عام 1997 أنشأ شركة «أفريكان راينبو مينيريلز غود ليميتيد» المتخصّصة في استخراج النحاس والبلاتين والحديد والفحم.

سمحت له ثروته بشراء نادي ماميلودي صندوانز لكرة القدم الواقع في مدينة بريتوريا الذي حقق منذ حينها لقب دوري أبطال أفريقيا عام 2016 و7 ألقاب في الدوري المحلي.

وأعلن في الأيام الماضية أنه سيتخلى عن منصبه لنجله، بحال فوزه في الانتخابات القارية.

كما يملك موتسيبي حصة 37% من أسهم نادي بولز، أكثر الأندية تحقيقاً للنجاحات في دوري الركبي المحلي.

لكن هناك مخاوف من ألا يسمح الجدول المزدحم لرجل الأعمال باستثمار نفسه بشكل كامل مع الاتحاد القاري.

- صهر الرئيس

يقول بكاري سيسي رئيس تحرير صحيفة «ريكورد» السنغالية «ليس لديه حتى الوقت للاهتمام بناديه»، مضيفاً أن موتسيبي «أُنزل بالمظلة، لكن الفيفا جعل منه سلاحاً هائلاً».

دعم رئيس الاتحاد الدولي السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو ترشيح موتسيبي حيث ارتفع العديد من الأصوات في أفريقيا مطالبين بالتغيير.

ويقول السنغالي مامادو غاييه المحلل في برنامج «سوبر سبورتس سوكر أفريكا»: «لكن فيفا لن يكون قادراً على إدارته مثل دمية أو يكون الرجل الذي يقول دائماً +نعم+».

موتسيبي متزوج ولديه 3 أبناء، وهو أيضاً صهر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا.

شقيقته تشيبو متزوجة من رئيس الدولة الحالي وأخته الأخرى بريجيت هي زوجة جيف راديبي، العضو في الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني الأفريقي».

تعهّد موتسيبي في عام 2013 بالتبرّع بنصف ثروته للجمعيات الخيرية كجزء من حملة «ذي غيفينغ بليدج» (التعهّد بالعطاء) التي أطلقها الأمريكيان وارن بافيت وبيل غايتس.

كما تعهد رجل الأعمال الثري بتخصيص مليار راند (55,7 مليون يورو) لمكافحة جائحة فيروس كورونا في أفريقيا.