السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كرة الفقراء تنتصر.. سوبر ليغ ولد ميتاً ودفن بعد 48 ساعة

كرة الفقراء تنتصر.. سوبر ليغ ولد ميتاً ودفن بعد 48 ساعة

جماهير مانشستر سيتي: كنسل سوبر ليغ. (AFP)

دام الحلم «الانشقاقي» 48 ساعة فقط وتحوَّل دوري السوبر الأوروبي إلى مشروع وُلِدَ ميتاً بعدما أعلنت الأندية الإنجليزية الثلاثاء انسحابها من مخططاته، ما دفع بالمؤسسين للتوجُّه نحو إعادة هيكلة، لكن ذلك بات خارج الحسابات الآن بعدما انضم أتلتيكو مدريد الإسباني وإنتر ميلان وميلان الإيطاليين إلى لائحة المنسحبين، تزامناً مع إقرار رئيس يوفنتوس الإيطالي أندريا أنييلي بصعوبة المضي قدماً به.

وبعدما أعلنت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال، وتوتنهام ومانشستر سيتي وتشلسي الانسحاب من دوري السوبر ليل الثلاثاء، انضم إليها أتلتيكو مدريد وإنتر الأربعاء، ليبقى في الساحة ريال مدريد وبرشلونة من الناحية الإسبانية ويوفنتوس وميلان من الناجية الإيطالية.

لكن مع إقرار رئيس «السيدة العجوز» أنييلي بأن المشروع لم يعد موجوداً من دون الأندية الإنجليزية حتى قبل قرار أتلتيكو وإنتر بالانسحاب، فذلك يعني أن الدوري السوبر بات من التاريخ قبل أن يولد.

وكان عمالقة إنجلترا الستة من بين 12 نادياً مؤسساً لهذا الدوري الانفصالي الذي أعلن عنه ليل الأحد الاثنين لمنافسة دوري الأبطال، لكن ردّ الفعل على المخطط كان قاسياً حيث هدّد السياسيون وسلطات كرة القدم باتخاذ إجراءات قانونية ضد الأندية المشاركة، وصولاً إلى التهديد بحرمانها من المشاركة في دوريات بلادها.

- «إعادة بناء الوحدة»



كان مانشستر سيتي السبّاق في الانسحاب، وقال في بيان إنه «يمكن لنادي مانشستر سيتي لكرة القدم أن يؤكّد أنه اتخذ رسمياً إجراءات الانسحاب من المجموعة التي تطور خطط دوري السوبر الأوروبي».

وأعرب رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين عن «سروره» لقرار سيتي. وقال في تصريحات صحفية «يسعدني أن أرحب بعودة سيتي إلى أسرة كرة القدم الأوروبية»، مشيداً بـ«الذكاء الكبير» و«الشجاعة» لهذا الانسحاب.

ثم خرج الأربعاء بخطاب «إعادة بناء الوحدة» ضمن القارة العجوز بعد «الإقرار بالخطأ»، مشدداً على أن «المضي قدماً هو الأهم الآن، إعادة بناء الوحدة التي تمتعت بها اللعبة من قبل والمضي قدماً معاً».

- الجمهور قال كلمته



بعد البيانات الصادرة عن أرسنال وتشيلسي وتوتنهام ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول ليل الثلاثاء، خرج رئيس الأخير الأمريكي جون دبليو هنري الأربعاء بفيديو يعتذر فيه من جماهير «الحمر» بسبب الدور الذي لعبه في إطلاق الدوري السوبر.

وقال هنري في مقطع فيديو نشره النادي في موقعه الرسمي إن المشروع كان سينجح فقط لو حظي بالدعم الكامل من الجمهور، وهذا الأمر لم يحصل بعدما أبدت جماهير الأندية الإنجليزية اعتراضها الشديد على البطولة.

«خطأ نعتذر عنه»



الاعتذار إلى الجمهور كان أيضاً في صلب بيان انسحاب أرسنال، قائلاً الثلاثاء «بعد الاستماع إليكم وإلى مجتمع كرة القدم الأوسع خلال الأيام القليلة الماضية، فإننا ننسحب من الدوري السوبر المقترح. لقد ارتكبنا خطأ ونعتذر عنه».

وفي يوم درامي بامتياز، أعلن مانشستر يونايتد الثلاثاء أن نائب الرئيس التنفيذي للنادي إد وودوارد سيتنحى عن منصبه في نهاية عام 2021.

وتزامناً مع قول تشيفيرين إن الوقت لم يفت أمام الأندية الـ12 للاعتراف بأنها ارتكبت خطأ وبأنه «لا يزال هناك وقت لتغيير رأيكم. الجميع يرتكب أخطاء»، هدَّدَ رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني إنفانتينو الثلاثاء بأنه يتعيّن على الأندية المنشقة «تحمّل عواقب قرارتها».

وقال السويسري إنه «من واجبنا حماية نموذج الرياضة الأوروبية، وبالتالي إذا قرّرت مجموعة ما الذهاب في طريقها يتعيّن عليها تحمل عواقب خياراتها».

البريمييرليغ ينتصر



ليل الثلاثاء الحاسم في العمر القصير جداً لدوري السوبر، وضع قرابة 1000 مشجع لأندية إنجليزية عدة خصومتهم في الدوري الممتاز جانباً وشاركوا في تظاهرة احتجاجية خارج ملعب «ستامفورد بريدج» خلال مباراة تشلسي وبرايتون التي انتهت سلباً، ضد «الانشقاق» عن الكرة الأوروبية.

ورفعت لافتات كتب عليها «لترقد كرة القدم بسلام 1863-2021»، و«أسّست من قبل الفقراء، سُرقت من قبل الأثرياء»، و«رومان افعل ما هو صحيح» في رسالة إلى مالك تشيلسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

وكان العنوان الذي صدرت به صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية الأكثر تعبيراً عما حصل في الساعات القليلة الماضية بقولها إن «بريمييرليغ وأد سوبر ليغ في مهده».

وكان من المفترض أن تضمن المشاركة في الدوري السوبر للأندية المؤسسة مقعداً لها في كل سنة وبالتالي عدم القلق من إمكانية عدم احتلال مركز مؤهل إلى دوري الأبطال وما يرافق ذلك من خسائر مادية ضخمة.

حلقة جنونية



وبانتظار معرفة ما سيحصل لهذا المشروع، تضع هذه الحلقة الجنونية كرة القدم الأوروبية في مواجهة الخلافات الهائلة التي تُحرِكها، بين أندية غنية متلهفة للأرباح والمحافظة على مكانتها وسط أزمة اقتصادية ناجمة عن تفشي فيروس كورونا، وعدم اليقين الرياضي.

والأسئلة المشروعة حالياً، هل سيعاقب المنشقون على التفكير بمثل هذه الثورة؟ هل سيتم الإبقاء على إصلاحات دوري أبطال أوروبا التي ستطبق اعتباراً من 2024 والتي تم اعتمادها الاثنين، مع أنها لا ترضي الجميع؟

كلها أسئلة سيتعين على الاتحاد الأوروبي التعامل معها، لكن في الوقت الراهن، يبدو ما حصل الثلاثاء والأربعاء وكأنه انتصار لكرة القدم الشعبية على كبار الرؤساء الأثرياء والمساهمين، «انتصار على الجشع» بحسب الصحف الإنجليزية.