الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الغموض يحيط بـ«ملايين» بث البريمييرليغ

منذ عام 2016 ومع ختام كل نافذة انتقالات في أوروبا باكتساح الأندية الإنجليزية لها بمليار استرليني أو أكثر، تتوقف صحف العالم عند عبقرية البريمييرليغ بتسويق مبارياته بمليارات الدولارات، في وقت تبدو فيه الحسرة واضحة على دوريات أخرى، لا تحصد من عوائد البث التلفزيوني سوى القليل.

وفاجأت رابطة الدوري الإنجليزي في 2016 العالم بتوقيعها عقداً تاريخياً مع مشغلي البث التلفزيوني سكاي سبورتس وبي تي لمدة 3 أعوام لتحصل بموجبه على 4.46 مليار استرليني، قبل أن تجدده في موسم 2019- 2020 لأعوام أخرى تنتهي في 2021- 2022، قبل أن يزيد هذا المبلغ لاحقاً بعد دخول أمازون ودازن لشراء بعض المباريات، وأخيراً بي بي سي، التي منحت الحق ببث بعض المباريات في إطار سعي الحكومة البريطانية إلى تحفيز مواطنيها على التزام منازلهم في وقت ذروة الجائحة.

ونص العقد الملياري، وقتها، والذي يعد الأضخم في عالم دوريات الساحرة المستديرة، بأن تدفع سكاي سبورتس 3.6 مليار استرليني مقابل نقل 128 مباراة في كل موسم، إلى جانب 885 مليون استرليني تدفعها (بي تي) لبث 32 مباراة في الموسم، على أن تباع 8 مباريات أخرى لدازن وأمازون، لترتفع حصيلة عوائد البث مجتمعة إلى 5.136 مليار استرليني.


وانعكست هذه الأموال على طفرة فنية غير مسبوقة في الدوري، بعد أن جلبت الأندية أكبر المدربين في العالم، وأفضل المواهب الكروية، لتجذب أنظار العالم لدوريها العريق.


وكانت الحصيلة الأبرز لكل ذلك، الهيمنة الإنجليزية غير المسبوقة على البطولات الأوروبية للأندية، وتحديداً في 2019 عندما كانت الأطراف الأربعة لنهائيي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي إنجليزية خالصة، إذ التقى في النهائي الأول ليفربول وتوتنهام وتوج بلقبه ليفربول، في حين التقى في نهائي يوروبا ليغ أرسنال وجاره تشيلسي، وانتهى بفوز البلوز باللقب.

تطورات كورونا

قبل جائحة كورونا الحالية والتي اجتاحت العالم بداية من مارس 2020، وأثرت في جميع مجالاته، كانت كل التوقعات تشير إلى أن البريمييرليغ في طريقه لتجديد تعاقده مع مشغلي سكاي سبورت وبي تي لثلاث سنوات تبدأ من 2022 حتى 2025 بمقابل مادي لا يقل عن 9 مليارات استرليني، بيد أن ذلك كله بات الآن في مهب كورونا.

وواجهت الأندية الإنجليزية العام الماضي صعوبات كبيرة في الحصول على الدفعة السنوية من الجهات (الناقلة) لمسابقتها، والبالغة 750 مليون استرليني، بسبب تأثر سوق البث بجائحة كورونا وتضاؤل عدد المعلنين.

ما الجديد؟

الآن، ومع اقتراب نهاية الموسم في البريمييرليغ، لم تحقق المفاوضات أي جديد، في وقت نقلت فيه وسائل إعلام بريطانية تعليق المفاوضات بين الرابطة وأنديتها وبين سكاي سبورتس وبي تي.

وزادت المخاوف كثيراً بعد إعلان مشغل بي تي عملاق البث البريطاني مطلع هذا الأسبوع رغبته في بيع قنواته الرياضية بأكملها، ما يهدد بفقدان الـ885 مليون استرليني التي كانت تدفعها تلك القنوات مقابل بثها جزءاً من مباريات الدوري.

وبحسب تقارير إعلامية متطابقة في فاينينشيال تيامز وديلي تلغراف، فإن بي تي تخطط لبيع قنواتها لشبكة دازن الشهيرة، أو موقع أمازون، في حين لم تستبعد أن تباع لشركة بريطانية عملاقة في مجال البث الرقمي، لكنها لم تسمها.

ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة بعض التطورات في هذا الجانب، لكن قبل ذلك كله، يبدو الدوري الإنجليزي ورابطته الأكثر تضرراً من انسحاب بي تي من بث مبارياته.

السيناريو المتوقع

في ظل حالة الجمود من قبل سكاي سبورتس مالكة الحقوق، وانشغال بي تي بأزمتها الإدارية المتعلقة بالبيع، يبدو أن الأوضاع ستذهب في اتجاه فتح مزاد على بث حقوق البريمييرليغ، وهو ما تخشاه جميع الأندية الإنجليزية.

واستنجدت الأندية أخيراً بالحكومة البريطانية بإبقاء صفقة البث السابقة (5.136 مليار استرليني) على حالها، في أسوأ الفروض، أو الضغط على المشغلين لتجديد العقد هذا الصيف بزيادة على القيمة المالية السابقة.

وتراهن الأندية على الإشادات التي تلقتها الأندية المنسحبة من دوري السوبر الأوروبي من قبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وتفهمه دوافعها المالية لخوض تلك التجربة.

وعموماً، يبدو هلع الأندية الحالي من دخول مرحلة المزاد على بيع حقوق البث مفهوماً وطبيعياً، بحسب مختصين، وذلك من واقع سيناريو الدوري الإيطالي، الذي جدد حقوق بثه مع دازن مقابل 810 ملايين يورو لثلاثة مواسم، بتراجع 20% عن قيمة آخر قيمة عقد للمدة الزمنية ذاتها.