الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

هل تنعش «حادثة إريكسن» سوق التأمين على اللاعبين؟

هل تنعش «حادثة إريكسن» سوق التأمين على اللاعبين؟

لحظة إسعاف اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسون. (إ ب أ)

وسط فرحة عارمة بانطلاق بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2020) الاستثنائية، واستعادتها لبعض من مظاهر الحياة الطبيعية بالحضور الجماهيري، توقفت أنفاس العالم فجأة، السبت، إثر الوعكة الصحية التي تعرض لها النجم الدنماركي كريستيان إريكسن خلال مباراة بلاده مع فنلندا في كوبنهاغن، وقبل أن تستأنف المباراة بعد ساعة ونصف من توقفها تم الاطمئنان على اللاعب.

خطورة حادثة إريكسن وقلبها أجواء الفرحة العارمة إلى حذر وترقب وقلق، دفعت البعض إلى التمعن في الوجه الآخر للساحرة المستديرة، حيث الدموع والخطر الكامن وراء تلك المتعة، والذي غالباً ما يكون ضحاياه نجوماً في ربيع عمرهم.

محللون ومهتمون أكثر قلقاً على مستقبل كرة القدم والرياضة عموماً، ذهبوا أكثر من ذلك، إذ بدأ مع تساؤلاتهم تلك تناول بعض التقارير عن جانب طالما ظل غير مطروق، وهو تأمين اللاعبين باعتبارهم عرضة باستمرار لخطر الإصابات المتفاوتة.


باستثناء نجوم من قبيل كريستيانو رونالدو وميسي ونوير وبيكهام، نادراً ما تداولت وسائل الإعلام الدولية أنباء عن توقيع لاعب أو نادٍ كبير عقد تأمين على حياته من الإصابات، ما يفتح أسئلة مستمرة بضرورة الانفتاح أكثر على هذه الخطوة.


إحجام مفهوم

ربما بدا إحجام كبار النجوم عن التأمين على حياتهم مفهوماً للبعض، والذي يرجع إلى المكاسب المالية الكبيرة التي يتقاضونها نظير ارتفاع رواتبهم حالياً.

وفي مقابل ذلك، يبدو الوضع ملحاً بالنسبة للاعبين الصغار، خصوصاً في ظل ضعف مكسبهم المادي، وكونهم عرضة في أي لحظة لإصابة كبيرة من الممكن أن تنهي مشوارهم الكروي.

مبادرة فيفا

في 2012 أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وثيقة تأمين ضد الإصابات، لتغطي إصابات اللاعبين أثناء المباريات الدولية، إذ تضمن حصول أي ناد على مقابل مالي أقصاه 7 ملايين يورو عن الإصابة مع منتخب بلاده.

وينظر البعض إلى مبادرة فيفا في اتجاه تركيزها مع الكبار فقط، وتحفيزها الأندية على إطلاق لاعبيها للمنتخبات المشاركة في بطولات فيفا، دون تعميمها على الدوريات الضعيفة، والتي غالباً لا يصل لاعبوها إلى المنتخبات.



توجه إنجليزي

بعد مرور أشهر من مبادرة فيفا التأمينية، وتحديداً في مطلع 2013 أطلق الاتحاد الإنجليزي مشروعاً وطنياً رائداً أمّن بموجبه جميع لاعبي الدوريات الصغيرة من هواة وأكاديميات، مقابل دفع مقابل رمزي لا يتجاوز 30 استرليني أسبوعياً، على أن يتلقى أي لاعب يصاب بكسر أكثر من 150 ألف استرليني لمدة معينة.

وشمل المشروع نحو 200 ألف لاعب في إنجلترا، وبلغت قيمته بحسب الغارديان 100 مليون استرليني، لكنه ظل وحيداً دون تحرك من بقية الدوريات في القارة العجوز.

مطالبات

تثور حالياً في أروقة الدوريات الأوروبية والدوري الإنجليزي خصوصاً، الكثير من التساؤلات والمطالبات بضرورة تأمين الأندية لجميع لاعبيها من أجل تفادي لحظات أكثر حرجاً في الملاعب.

وعلى سبيل المثال كلفت الإصابات أندية البريمييرليغ في 2018 بحسب دراسة لمركز (جي إل تي) الاستشاري ببريطانيا ما قيمته 130 مليون استرليني، فيما بلغت كلفتها في 2019 نحو 213 مليون استرليني.

عقبات

رغم الحاجة الملحة للتأمين، فإن بعض الأندية تشكو من ارتفاع قيمته.

وبحسب موقع (لو إن سبورتس) فإن كلفة تأمين لاعب عمره 22 عاماً لضمان تغطية 6 ملايين استرليني تبلغ 30 ألف استرليني، في حين تزيد الكلفة لنفس التغطية بزيادة العمر.

الآن، وبعيداً عن تفاصيل مغالاة الشركات، بات النقاش التأميني في عالم الكرة أكثر جدية، وبدأت بالفعل عدد من المواقع الرياضية تتحدث عن أهميته، مستغلة ما حدث لإريكسن، وسط توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من النقاشات، وهو أمر تبدو معه شركات التأمين على موعد مع طفرة في سوق أعمالها المتنامي منذ أعوام.