السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

يورو 2020.. الأرض تلعب مع أصحابها.. فهل غابت العدالة؟

يورو 2020.. الأرض تلعب مع أصحابها.. فهل غابت العدالة؟

إنجلترا لعبت جميع مبارياتها على أرضها في لندن. (رويترز)

قدمت كأس أوروبا 2020 دراما أكثر مما كان يتخيله الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقاً، عندما أعلن قبل 9 سنوات أن البطولة ستقام في جميع أنحاء القارة العجوز، رغم أن هذا النظام لا يزال يتعرض للانتقادات على أنه «أضحوكة» و«غير عادل».

أقيمت البطولة في 11 مدينة على امتداد 11 بلداً تيمناً بفكرة بلاتيني للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، وإن كان أتت متأخرة لمدة عام بسبب انتشار جائحة كوفيد-19.

لكن النظام الفريد لهذا اليورو، الذي حقق أعلى معدل تهديفي في المباراة الواحدة منذ نسخة عام 1976، أدى إلى انتقادات كبيرة ووصول أربع من الدول التسع المضيفة المشاركة إلى الدور نصف النهائي.

ففي الوقت الذي لعبت منتخبات إنجلترا، إيطاليا، إسبانيا والدنمارك مبارياتها الثلاث جميعها في دور المجموعات على أرضها، تحتّم على أخرى السفر لمئات وآلاف الكيلومترات لخوض مبارياتها.

لعبت ويلز على سبيل المثال أول مباراتين في باكو عاصمة أذربيجان الواقعة في أقصى شرق أوروبا، على بعد قرابة أربعة آلاف كيلومتر من العاصمة الإيطالية روما حيث خاضت مباراتها الثالثة ضد الآتزوري.

المنتخب المرهق الذي حقق المفاجأة بوصوله إلى نصف النهائي في 2016، سُحق برباعية نظيفة في ثمن النهائي في أمستردام ضد الدنمارك التي خاضت كل مبارياتها في الدور الأول على أرضها في كوبنهاغن.

وبسبب قيود السفر المتعلقة بالجائحة، لم تتمكن جماهير ويلز من حضور هذه المواجهة، في حين حصل الدنماركيون على تشجيع الآلاف.

اعتبر ظهير ويلز كريس غانتر: «خرجنا حتى قبل أن نركل الكرة، على بعد ثلاثة آلاف ميل من وطننا كل منتخب حظي بدعم الجماهير أينما ذهب. أنتم ونحن كنا نستحق أكثر من هذا النظام الهزيل للبطولة، ولكن من قال إن الحياة عادلة؟».

نجحت سويسرا في بلوغ الدور ربع النهائي على الرغم من رحلات شاقة مشابهة. بدأ رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش مشوارهم ضد ويلز في باكو، ثم سافروا إلى روما قبل أن يعودوا إلى أذربيجان لمواجهة تركيا.

وفي إنجاز لافت، نجحوا في إقصاء فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بركلات الترجيح في العاصمة الرومانية بوخارست -بعد أن لعبت الأخيرة مبارياتها في دور المجموعات في ميونيخ وبودابست- قبل أن يخرجوا ضد إسبانيا بركلات الترجيح أيضاً من ربع النهائي في سان بطرسبورغ.

قال بتكوفيتش بعد المباراة الأخيرة في دور المجموعات «غداً ستكون المرة الرابعة التي نغير فيها المنطقة الزمنية. هذا ليس جيداً لناحية التحضيرات سافرنا كثيراً. تنقلنا غالباً وفي كل مرة تحتّم علينا تكييف الإيقاع البيولوجي للاعبين».

- أفضلية إنجليزية

لم تلعب إنجلترا خارج أرضها إلى حين فوزها 4-صفر على أوكرانيا في الدور ربع النهائي السبت في روما، وستعود إلى ويمبلي لنصف النهائي لمواجهة الدنمارك في دور الأربعة، الذي سيحتضن أيضاً المباراة النهائية الأحد.

في حال تجاوزها الدنمارك، ستنهي البطولة بخوضها ست من أصل سبع مباريات على أرضها.

قال الإسباني روبرتو مارتينيس مدرب بلجيكا لشبكة «اي أس بي أن» الأمريكية إن «إنجلترا بالنسبة لي، تبقى المرشحة الأكبر للفوز يلعبون كل مباراة على أرضهم. عندما تكون المباريات متقاربة في الأدوار الإقصائية، هناك أفضلية كبيرة في اللعب على أرضك».

إنها المرة الأولى التي تصل إنجلترا إلى الدور نصف النهائي للبطولة القارية منذ أن استضافتها في عام 1996، في حين لم تبلغ نهائي بطولة كبرى منذ فوزها في كأس العالم 1966 في ويمبلي.

يستضيف عادة بلدٌ أو اثنان البطولات الكبرى، ما يمنحهما بطبيعة الحال أفضلية عن باقي المنتخبات، لكن المرة الأخيرة التي فاز فيها بلد مضيف بلقب البطولة الأوروبية كانت فرنسا في عام 1984.

لكن الفارق هذه المرة، هو السفر الإضافي لبعض المنتخبات في ظل جائحة فيروس كورونا والقيود المتعلقة بها، حيث تحظى الفرق عادة بمقر تدريبي في البلد المضيف ويسافر المشجعون بالآلاف إليه.

قال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش الذي خاض رجاله غمار المجموعة الرابعة إلى جانب إنجلترا وتشيكيا واسكتلندا المضيفة أيضاً، إن جائحة كورونا جعلت الأمور غير عادلة بسبب القيود الصارمة على سفر المشجعين إلى بريطانيا.

وأضاف «نحن تأذينا لأننا نلعب من دون جماهيرنا. نكون أكثر قوة بوجودهم. هذا الواقع ليس عادلاً أبداً. علينا أن نسافر ونبقى في الفقاعة».

لن يطول الوقت ليعود النظام إلى سابق عهده، حيث تحتضن ألمانيا النسخة المقبلة في 2024 للمرة الأولى منذ أن استضافتها ألمانيا الغربية في 1988.