الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

في «ليلة الليزر» و«صدمة بلماضي» الحلم المونديالي لمصر والجزائر يتبخر

في «ليلة الليزر» و«صدمة بلماضي» الحلم المونديالي  لمصر والجزائر يتبخر

منتخب مصر. (أ ب)

عاشت الكرة العربية أمس الثلاثاء صدمة كبيرة، بسبب تبخر حلم منتخبي مصر والجزائر في التأهل إلى مونديال 2022 في قطر، وذلك بصورة درامية، زادت من حسرة جماهير كلا المنتخبين.

وبدورهما، نجح المنتخب المغربي والمنتخب التونسي في حجز مقعديهما في المونديال، ليحملا بذلك راية عرب أفريقيا في مونديال ديسمبر، إذ تأهل بجانبها، غانا والكاميرون والسنغال.

ونجح المغرب في التأهل بعد اكتساحه منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية برباعية مقابل هدف بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، فيما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لكل فريق.

وبدورها، تأهلت تونس بعد تعادلها سلبياً مع ضيفها المنتخب المالي، بعد فوزها ذهاباً بهدف نظيف.

وداع حزين تحت أضواء الليزر

على الرغم من توقعات الكثيرين بصعوبة مواجهة المنتخب المصري أمام نظيره السنغالي، إلا أن الطريقة التي ودع بها كانت صادمة للكثيرين، إذ جاءت عبر الركلات الترجيحية، التي لم يُبلِ فيها لاعبو الفراعنة بشكل جيد، إضافة إلى تأثير الأجواء المحيطة في استاد سيدار سنغور على ما حدث، خصوصاً قيام الجماهير بتسليط أشعة الليزر على كل من صوب في المنتخب المصري.

وكانت مصر فازت بنتيجة 1-0 في القاهرة ذهاباً، قبل أن تخسر بالنتيجة نفسها إياباً، ويحتكم المنتخبان لركلات الترجيح، التي ابتسمت للسنغال بنتيجة 3 ـ 1، بعدما أضاع محمد صلاح وسيد زيز ومصطفى محمد لمصر، وخاليثدو كوليبالي وساليو سيسه للسنغال.

وبالنتيجة خسر الفراعنة فرصة الظهور المونديالي للمرة الرابعة، بعد مشاركته في نسخ عامَي 1934، و1990، بإيطاليا، و2018 بروسيا.

وأعلن البرتغالي كارلوس كيروش رحيله عن تدريب المنتخب المصري، عقب الفشل في الوصول إلى كأس العالم 2022، وذلك بعد فترة قصيرة فقط من خسارته نهائي كأس أمم أفريقيا 2021 ضد السنغال.

أسباب الخروج

على الرغم من سيطرة تأثير أشعة الليزر على منفذي الضربات الترجيحية في مصر، وتشتيت انتباههم، فإن هنالك أسباباً عدة أسهمت في الوداع الحزين لمنتخب الفراعنة.

ويعد النهج المتخوف والاحترازي بشكل مبالغ فيه من المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في مباراتَي الذهاب والإياب على حد سواء، واحداً من الأسباب البارزة.

وركن المنتخب المصري للدفاع في مباراة الذهاب مباشرة بعد تسجيل الهدف الأول في الدقيقة الرابعة، في الوقت الذي كان عليه الاستفادة من دعم جماهيره، والدخول المتأخر للمنتخب السنغالي في اللقاء لتوسيع الفارق، تمهيداً للقاء صعب في السنغال.

وعاد كيروش لتكرار نفس النهج في مباراة الإياب بالسنغال، حيث دخل مدافعاً عن ميزة هدف الذهاب، والتي خسرها مبكراً بإدارك السنغال للتعادل بعد 3 دقائق على صافرة انطلاقة المباراة.

تراجُع المنتخب المصري في المباراتين، منح السيطرة والثقة للاعبي المنتخب السنغالي، وأرهق لاعبي المنتخب المصري، ما تسبب في سلسلة من الإصابات، التي كان يمكن تفاديها بنهج كيروش لأسلوب لعب مختلف، يعتمد على الاستحواذ وأخذ المبادرة بدلاً من التراجع والدفاع في مناطقه، واستنزاف طاقة لاعبيه، وتكبيل إمكاناتهم.

إقرأ أيضاً.. جولة درامية في تصفيات المونديال تحرم الكرة العربية من رقم قياسي

طبيب بريطاني يهاجم ليزر السنغال

وصف طبيب العيون واختصاصي الشبكية الدكتور روبرت جوزيفبرج، في تصريحات لصحيفة «ذا صن» الإنجليزية، التشويش الذي تعرض له لاعبو المنتخب المصري أمام منتخب السنغال بأشعة الليزر بالخطير للغاية، وأبرز مدى تأثيره على رفاق النجم المصري محمد صلاح خلال اللقاء.

وقال دكتور العيون روبرت جوزيفبرج، موضحاً مدى خطورة أشعة الليزر، وتأثيره على لاعبي المنتخب المصري: «لقد صُدمت بقوة.. نحن نتحدث عن أضرار جسيمة يمكن أن تلحقها هذه الأشعة بأعين اللاعبين، حتى لو تعرضوا لها لبضع ثوانٍ فقط.. الرياضة مجال يدعو للقلق، خاصة إذا كان بعض المشجعين يحاولون الحصول على ميزة لفريقهم.. يجب على الناس أن يدركوا أن هذه ليست متعة وألعاباً، إنها أشياء خطيرة».

وأضاف: «أنت تعرض رؤية شخص ما للخطر.. يمكن أن تكون هناك تداعيات هائلة وخطر حقيقي، وأضرار للعين مؤقتة وربما دائمة قد تتسبب بتلف رؤية الشخص.. لو كنت لاعباً سأشعر بالرعب».

الفيفا يتحرك

يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التقارير الرسمية للمباراة، وإحالة هذه المعلومات إلى لجانه المتخصصة في الانضباط، على خلفية توجيه أشعة ليزر على أعين اللاعبين المصريين خلال ركلات الترجيح التي منحت بطاقة التأهل للفريق السنغالي.

وأوضحت مصادر من الاتحاد «يدرس الفيفا في الوقت الحالي التقارير الرسمية عن مباراة التأهل للمونديال. وستعمل لجان الانضباط المختصة على تحليل المعلومات المهمة تمهيداً لاتخاذ قرارات لاحقاً».

الجزائر تحت الصدمة

تحسرت الصحافة الجزائرية على ضياع حلم تأهل المنتخب الجزائري للمونديال، في وقت بدت فيه البلاد وكأنها تعيش كابوساً مؤلماً.وأخفقت الجزائر في الصعود لنهائيات كأس العالم بعدما خسرت أمام ضيفتها الكاميرون 2-1، بعد أن فازت الجزائر ذهاباً 1-صفر، حيث استفادت الكاميرون بذلك من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين.

ووصفت صحيفة «الخبر» في نسختها الإلكترونية، الإقصاء بكلمة «الصدمة» مرفقة تقريرها بصورة لجمال بلماضي المدير الفني للمنتخب وهو يضع وجهه بين يديه تأثراً بالنتيجة.

وفي صورة أخرى لبلماضي، ظهر منهاراً على أرضية ملعب «مصطفى تشاكر» الذي استضاف المباراة، وذكرت صحيفة «المجاهد» الحكومية: «الخضر سقطوا في الفخ».

واختار الموقع الإخباري الإلكتروني «سبورتس نيوز ديزاد» عنوان «سيناريو دراماتيكي يغتال حلم الجزائريين في بلوغ المونديال» في إشارة إلى الهدف الثاني الذي سجله المنتخب الكاميروني في الثواني الأخيرة للمباراة.

الحلم القياسي يتبخر

ربما أكد غياب مصر والجزائر من مونديال 2022 في قطر حقيقة حزينة مفادها، تبخر الأحلام العربية بتواجد سبعة منتخبات في المونديال، لكن رغم ذلك فإن الكرة العربية عادلت بهذا الرقم القياسي لها في عدد المنتخبات المشاركة خلال نسخة واحدة وهو 4 منتخبات علماً بأن هذا الرقم تحقق في النسخة الماضية من المونديال عندما شاركت منتخبات مصر وتونس والمغرب والسعودية في مونديال 2018 بروسيا.

وما زال الأمل باقياً لتحطيم هذا الرقم القياسي وبلوغ منتخب عربي خامس إلى النهائيات بشرط نجاح المنتخب الإماراتي في اجتياز العقبة الأسترالية بالملحق الآسيوي ثم الفوز على منتخب خامس تصفيات أمريكا الجنوبية في الملحق العالمي.